منذ أن تأسست (أرامكو) سنة (1933م) وهي تقوم بأدوارها المثالية التي أبهرت الجميع ولفتت إليها الأنظار بما تمتلكه من إمكانات مادية وبشرية ووسائل متطورة جعلت منها مثلاً يُحتَذى به في الجودة والإتقان، وعلامةً فارقة في مسيرة النهضة الصناعية والحضارية في المملكة، ونقطةَ تحول في حياة المواطن السعودي منذ أن حظيت بحق الامتياز في البحث والتنقيب ومن ثم التكرير والتصدير لأهم منتَج حيوي تقوم عليه حركة العالم ونهضته ونماؤه. ارتبط اسم أرامكو منذ ما يربو على الـ (80) عامًا لدى السعوديين بالبترول ومشتقاته والصناعات البترولية والتوظيف، ثم ارتبط بالجودة والإتقان والتميز والانضباطية، ثم ارتبط أخيرًا بالسرعة والإنجاز من خلال المشروعات العظمى التي أشرفت عليها وأتقنت تصميمها وتنفيذها وليس آخرها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ثم مدينة الملك عبدالله الرياضية. وبذا غدت أرامكو معيارًا أو (مسطرة) للشركات والمؤسسات تُقاس وفق معاييرها المشروعات التنموية كافة من حيث دقة التصميم وسرعة الإنجاز وجودة المُخرَج، حتى وصلت الحال بالمواطنين أن طالبوا بإسناد المشروعات التنموية الكبرى والصغرى لشركة أرامكو وحدها؛ نظرًا لتعثر أغلب المشروعات -صغيرها وكبيرها- التي تقوم عليها مؤسسات وشركات محلية حينما لم تنجح فيما أُنيط بها بالدقة والجودة والسرعة نفسها التي لدى أرامكو. ومع كل هذه المكانة العلية والثقة الكبيرة التي تحظى بهما أرامكو إلا أنها قد تقع أحيانًا في التقصير في أبسط الأمور، ومن ذلك مطالبتها العام الماضي أقسام رعاية الموهوبين بإدارات التعليم– ومنها تعليم القنفذة- بحصر الطلاب الموهوبين في الصفين (الثالث والسادس الابتدائي) والصف (الثالث المتوسط) الذين حققوا درجات متقدمة في مقياس موهبة ضمن المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين؛ كي تمنح من حقق منهم درجات متقدمة أجهزة (آيباد) تشجيعًا ومكافأة لهم على نبوغهم. وحتى تتم عملية المنح فإن الأمر يتطلب مخاطبة أولياء أمور الطلاب المتفوقين لمعرفة مرتباتهم وعدد أفراد أسرهم ومن ثَمَّ قسمة المرتب على أفراد الأسرة، فإذا لم يتجاوز النصاب المحدد من قِبَل أرامكو -لا أذكره الآن- يتم منح الطالب الجهاز الموعود به. ولا أظن أرامكو إلا تعلم مقدار الجهد الذي بُذل من قِبل أقسام رعاية الموهوبين، وتعلم أكثر عن درجة الحرج التي وقع فيها معلمو الموهوبين مع أولياء أمور الطلاب المتفوقين وهم يستخلصون منهم أدق التفاصيل عن مرتباتهم وعدد أفراد أسرهم، ويزداد الحرج حينما يكرر أولياء الأمور السؤال عن وعد أرامكو لأبنائهم ولا يملك المعلمون الإجابة. تمنيت على أرامكو أن تبرر عدم منحها موهوبي القنفذة ما وعدتهم به، أهو عائد لعدم أحقيتهم؟ أم لسوء تقديرِ وفهمِ المعلمين لمقصودها؟ أم لخطأ في إدخالهم بيانات الطلاب؟ أم أن الأمر يتطلب مزيدًا من الوقت؟ Mashr-26@hotmail.com
مشاركة :