بلاتر يخلط الأوراق مجددا

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إنه يوم أسطوري في تاريخ كرة القدم، فمن كان يتوقع أن السويسري جوزيف بلاتر سيستقيل من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بهذه السرعة؟ وهل اتخذ بلاتر قراره قبل إعادة انتخابه من جديد؟ وما الذي دفعه فعلا للاستقالة؟ وهل توجد لدى الأمير علي بن الحسين فرصة ليكون الرئيس الجديد للاتحاد؟ ففي مفاجأة من العيار الثقيل أعلن بلاتر (79 عاما) مساء الثلاثاء استقالته من رئاسة الاتحاد بعد أربعة أيام فقط من إعادة انتخابه لولاية خامسة. ورغم إصابة معظم المتابعين بالدهشة من تلك الاستقالة، فإنها لم تكن مفاجأة للبعض. فعلى سبيل المثال توقع رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم غريغ دايك السبت الماضي، بعد يوم واحد فقط من إعادة انتخابه، أن بلاتر لن يكمل ولايته الجديدة وسيجبر على الاستقالة من رئاسة الفيفا. وبعد استقالة بلاتر من منصبه اعتبر دايك أنها أمر عظيم لكرة القدم، وقال إنه فقد الثقة ببلاتر منذ العام الماضي. لماذا استقال؟ من السابق لأوانه حاليا القطع في شأن السبب المباشر الذي دفع بلاتر إلى الاستقالة، وهل جاءت بناء على قناعة منه أم أنه أجبر عليها؟ لكن الصحفي الألماني فلوريان ماير، الذي يقوم بإجراء بحوث حول الفيفا منذ سنوات ويعرف عنها أكثر من غيره قال في لقاء مع القناة الأولى الألمانية (ARD) إن من بين تلك الأسباب الغليان الذي حدث بسبب الكشف عن تحويل لجنة مونديال 2010 بجنوب إفريقيا لعشرة ملايين دولار إلى حساب الفيفا، صبت في حساب المسؤول السابق بالاتحاد الترينيدادي جاك وارنر المعروف بفساده الشديد. وأفاد الصحفي الألماني بأن جريدة نيويورك تايمز كشفت أن الأمين العام للفيفا الفرنسي جيروم فالك والرجل الثاني فيه ومن أقرب المقربين من بلاتر منذ سنوات عديدة، هو من تكفل بتحويل العشرة ملايين دولار لحساب وارنر، لكن الفيفا نفى في بيان تورط فالك أو أي مسؤول بإدارته العليا في هذه المعاملات التي أجازها رئيس اللجنة المالية في هذا التوقيت. ويؤكد ماير أن هناك وثيقة ظهرت لدى الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم موجهه لفالك. يوم أسطوري وحسب صحيفة صنداي إندبندنت فإن الـ10 ملايين دولار المذكورة، التي خصصت لصناديق دعم اتحاد الكونكاكاف، اقتطعت من مبلغ مئة مليون دولار دفعها الفيفا إلى جنوب أفريقيا لتنظيم مونديال 2010. واعترف داني جوردان الذي كان رئيسا للجنة المنظمة لمونديال 2010، بأن المبلغ تم دفعه عام 2008 وذلك بعد أربعة أعوام على اختيار بلده لاستضافة المونديال. وأضاف قائلا لم أدفع أو أتسلم قط أي رشوة من أي شخص في حياتي. هل كان بلاتر على علم بكل ما يجري؟ أم أنه رأى الطوفان قادما إليه فأراد أن يفر منه؟ يؤكد الصحفي الألماني أنه عموما يمكن القول إن بلاتر كان يعرف بالتأكيد الكثير والكثير كما أنه يعرف أيضا أكثر مما يعرفه الرأي العام أو ما يعترف به هو ومن حوله. وربما تكون لدى بلاتر عموما مخاوف من التحقيقات التي تديرها السلطات الأميركية والسويسرية، لكن ماير يعتبر بلاتر شخصا في منتهى الذكاء ومرتبا بشكل دقيق ويعرف كل ما يمكن مما يدور حول الفيفا وأنه ربما لن يستطيع أحد أن يثبت أنه تلقى أموالا أو حصل على رشى. ويعتقد الصحفي الألماني أن بلاتر صمم على عقد الجمعية العمومية للفيفا كونغرس ليظهر للعالم أنه هو من يحدد مسار الأمور في الاتحاد الدولي، وأنه يحظى بتأييد الجانب الأكبر من الاتحادات الوطنية لكرة القدم، ثم يقرر بنفسه متى يستقيل. وتابع ماير لقد نجح بلاتر فعلا، لكن المفاجأة كانت أن قراره بالاستقالة لم يستغرق شهورا وأسابيع وإنما أربعة أيام فقط. ووصف ماير يوم استقالة بلاتر بأنه يوم أسطوري في تاريخ كرة القدم. فهل كان بلاتر يعرف يوم الجمعة أنه سيستقيل من منصبه وأراد أن يودع أربعين عاما في الفيفا باحتفال كبير يتمثل في إعادة انتخابه؟ يعتقد فلوريان ماير أن هذه المسألة غير مستبعدة، وأن بلاتر ربما يكون قد فكر يوم الجمعة بعد انتخابه بأنه نجح في إعطاء درس كبير لعالم الإعلام في الكرة الأرضية ثم يعلن بعد ذلك بأيام قليلة استقالته. ما هي فرص الأمير علي الآن؟ أما معسكر الأمير الأردني علي بن الحسين الذي خسر الانتخابات الأخيرة أمام بلاتر فذكر أنه سيدخل مرشحا في الانتخابات الجديدة لرئاسة الفيفا، وقال صلاح صبرا أحد مساعدي الأمير علي في حال إجراء انتخابات جديدة، فإن الأمير علي جاهز لتولي الرئاسة فورا في حال طلب منه ذلك. والأمير علي (39 عاما) درس في إنجلترا والولايات المتحدة، وهو شخص مريح جدا، لكن لديه مشكلتان، حسبما يرى فلوريان ماير، المشكلة الأولى التي ربما يجادل فيها هي أنه يبدو شخصا متحفظا بطيء الحركة وأنه لا يمكن أن يجذب أشخاصا إليه. وهذه الصفات هي على العكس من بلاتر الذي كان مغناطيسا للبشر وكانت له أحاديث مع أكبر السياسيين وأصحاب السلطة في العالم، وكانوا يحملونه على محمل الجد كما نظروا إليه على قدم المساواة، وهي صفات لا يتمتع بها الأمير علي، حسب رأي ماير. أما النقطة الثانية فهي أنه ليس لديه عملية ترابط وتواصل جيدة مع مجتمع الكرة في العالم، وهذه هي أكبر مشكلة بالنسبة له. ويقول ماير ببساطة فهو لا يملك دعما من الاتحادات الكبرى في العالم، مضيفا أن بلاتر أعلن عن عقد كونغرس غير عادي في غضون شهور لانتخاب رئيس جديد. ويعتقد فلوريان ماير أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني هو أنسب الأشخاص حاليا لرئاسة الفيفا.

مشاركة :