صباح الحرف (السائق والعاملة لا يرثان)

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 79
  • 0
  • 0
news-picture

قارئ من قراء «الحياة» أرسل يقول: «هناك مشكلة تحتاج إلى حل من وزارة الداخلية، إذا توفي رجل وكان على كفالته عاملة منزلية أو سائق فإن الأمر في غاية التعقيد، إذ يتوجب على كل الورثة التنازل للزوجة حتى لو كان عددهم ٢٠ شخصاً، وبذلك يعتبر هذا السائق أو العاملة ضمن الورث، حقاً إنها مشكلة إنسانية سواء للمكفول أم للورثة وأرى أنه من الواجب على وزارة الداخلية إعادة النظر في ذلك». أولاً لا أعتقد أن الأمر يتعلق بوزارة الداخلية وحدها، طالما هناك ورثة وحصر إرث، فلا بد أن لوزارة العدل شأناً في ذلك، وأتمنى أن يكون كلام القارئ العزيز ليس دقيقاً، فلابد أن هناك تفهماً أكثر وأعمق لوضع مثل هذا، ولا أحسب أن «علاقة تعاقدية» بين المتوفى وبين أجير لديه يمكن توريثها، بل الأصل أن يتم تغيير الطرف المتعاقد من الزوج أو الأب إلى الزوجة أو الأم إذا وافق الطرف المتعاقد معه، وهو هنا العاملة المنزلية أو السائق أو الحارس والبستاني. وبسؤالي بعض المجربين أفادوا أن القضية غالباً تتم لمصلحة الأم في حال كانت الزوجة الوحيدة، لكن الإشكال يقع عندما يكون هناك أكثر من زوجة للمتوفى، أو أي تعقيدات أسرية أخرى، وأفاد أكثر من مجرب أن العمالة يتم تخييرها في كل الأحوال. في الحال العادية أي وجود أم واحدة فقط، أستغرب كثيراً أن يضيع وقت وجهد الإدارات المعنية في الداخلية وأحسبها هنا الجوازات، والقضاء الشرعي في موضوع يمكن تلافيه من الأساس بوضع قانون مسبق له يرتكز على التعاملات أولاً وعلى الشريعة الإسلامية السمحاء ثانياً. في الحديث الشريف: «أنت ومالك لأبيك» أو كما قال سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومن باب أولى أن يكون لدينا في قرارة أنفسنا واتكاء على إيمان عميق بحديثه صلى الله عليه وسلم «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك» قناعة بأنك أنت ومالك لأمك، فيفترض أن تذهب العلاقة التعاقدية مع العاملة أو السائق إلى الأم مباشرة في حال وجودها بشرط موافقة المكفول دون الرجوع إلى الأبناء بحيث يكون قانوناً ملزماً. وفي حال عدم وجود الأم يمكننا ببساطة تخيير العاملة أو السائق بين البقاء مع أحد الورثة، أو العودة لبلاده، وهنا -للأسف- قد يبرز سؤال عند من يهمهم المال أكثر من حقوق الإنسان أو القرابة والصلة مفاده أنه أصبح للعمالة المنزلية قيمة مرتفعة، أو أنها أصلاً استقدمت من مال أبيه ويمكنه تعويضها ببيعها، وهنا أقول إن على من يصل إلى هذه الدرجة من الطمع والمادية وهو للتو فَقَدَ أحد والديه اعتبارها صدقة منك لميتك، أو لإنسان خدم ميتك وكان - إذا تمعنت بعمق في الأمر - يقوم ببعض أدوار هي جزء من دورك تجاه والديك سواء بالخدمة أم المواصلات، سواء كنت رجلاً أو امرأة وهنا ستجد أنك مهما فعلت لهؤلاء المساكين لن توفيهم حقهم. تأمل في الموت.. تحصل على بعض الحياة لك وللآخرين.

مشاركة :