أبو شجاع رجل هادئ حكيم، حفيد رجل من رجالات الملك عبدالعزيز الذين عاصروا ملوكنا في شبابهم، وعرفوا عن قرب ملامح تربية الموحد المؤسس طيب الله ثراه لأبنائه، ثم لرجاله، والأخلاقيات التي أرساها في وجدان شعبه مع إرسائه لدعائم الوحدة والحكم وبناء الدولة بعزيمة ثابتة، واستشراف طموح لمستقبل دولة حديثة قوية. يهمس لي حول اليمن الشقيق السعيد الذي يعمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استعادة سعادته واستقراره وهناء شعبه، وهمسه ينحصر في الخطاب الإعلامي، فهو يعتقد أن رجالات الدولة يتحدثون بلغة أكثر احترافية من كثير من الإعلاميين في إيضاح فكرة أن الحرب هي انتصار لليمن، وليست على اليمن، ويضيف أن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف التي تقودها المملكة يتحدث دوماً من المنطلق ذاته، ولكن المشكلة التي أتفق معه فيها أن بعضاً غير قليل من الكتاب والمذيعين والمعلقين والمغردين من فرط حماستهم ينسون هذه الفكرة، وهذا غير جيد في المنتج النهائي من الخطاب الإعلامي الذي يصل إلى المواطن اليمني هناك أو هنا أو في أي مكان في العالم. هذه الهمسات تعيد النقاش، فدائماً نلحظ هدوء ووضوح قيادتنا السياسية والعسكرية في خطابها، وأهدافها، وأبعاد خطواتها الحالية وتأثيراتها المستقبلية، وهو الهدوء والوضوح الذي يفتقده البعض إما لعدم وجود الخبرة الكافية، أو لحماسة تقارب حماسة الشباب، أو لأنهم محسوبون على الإعلام وحديثي عهد به، وقد ابتلينا بكثير منهم. كل هذا العمل السياسي والعسكري والاقتصادي لليمن وأهله، هذا هو البند الأول، ونسيان البعض له وجعلهم الأمر أنه كله من أجلنا، يسهل على أعدائنا النشطين إعلامياً إقناع البعض بأن الأمر هجوم من تحالف على دولة اليمن، ولهذا يحسن ألا يتحدث محلل أو معلق إلا الخبراء والمتخصصون، ولا يكتب في شأن الحرب نفسها وتشابكات السياسة إلا أهلها. على المستوى الأقل أو الأصغر، وفي الخطاب غير السياسي والعسكري، هناك فقر في المادة الثقافية والوثائقية والفنية والأدبية والاجتماعية عن اليمن، وأحسب أن هذا وقتها، فيجب علينا تذكير أنفسنا، والشباب الصغار تحديداً هنا وفي اليمن الشقيق لماذا كان يسمى اليمن السعيد عبر بث ملامح تراث وفنون اليمن، وبث مواد عن فعاليات يمنية محلية ودولية، من أبسطها تلك الرقصات الشعبية التي كان يضج بها ملعب الملز في الرياض أو مسرح التلفزيون أو الجنادرية في كل عيد أو يوم وطني لنا أو لهم، وكانت تلهب الحماسة طرباً وإعجاباً. اليوم يجب أن ننشر قصائد أكثر لعبدالله البردوني وعبدالعزيز المقالح، ونبث أغاني أكثر لكل الشعبيات اليمنية الجميلة، ونذهب أعمق في شراء أو إعداد أفلام وثائقية توضح أننا كنا وما زلنا وسنظل الأكثر التصاقاً باليمن وأهله، الأكثر دعماً لاستقراره وتنميته، والأكثر بذلاً، على رغم أن بعض بذلنا سرقه الخونة والمراوغون هناك، لكن هذا لم ولن يثنينا. سلاحنا أشهرناه لحماية اليمن، وإعلامنا يجب أن نزيد احترافيته وعالميته حتى يصبح جبهة مهمة عملياً ومعنوياً.
مشاركة :