الوطن يتحد ضد الفتنة والإرهاب - يوسف القبلان

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل ينتمي للإسلام من يفجر المساجد ويقتل الأبرياء؟ هل يمثل الإسلام من يحرض على هذا السلوك الاجرامي أو يموله؟ لا شك أن الأعمال الإرهابية ليس لها علاقة بالإسلام وإن زعمت أنها تحمل رايته. ان التفجيرات الأخيرة التي تستهدف أمن المملكة هي محاولة إيرانية مكشوفة لبث الفتنة بين أبناء وطن واحد يجمعهم دين واحد. وهي تشير بوضوح الى سلوك إيراني معهود وهو سلوك سياسي يعتمد فلسفة القتل وتمويل الإرهاب وتصفية المعارضين لتدخلاته وأطماعه التوسعية كما فعل في لبنان وكما يفعل الآن في العراق واليمن. هذه الأطماع السياسية تلتحف بلحاف الطائفية فتلجأ الى إشعالها لدفع الأوطان الى الانقسام والاقتتال. ان ما حدث في القديح، وما حدث بجامع العنود بالدمام وقبلهما عملية الدالوة في الأحساء وما حدث في اليمن وغيرها من عمليات سابقة كلها تشير الى أن إيران هي الفاعل والمستفيد. هذه سياسة جبانة ووسيلة دنيئة تعمل على نشر الفرقة لتحقيق حلم السيادة واستنساخ نموذج مشابه لحزب الله كما فعلت مع الحوثيين. تلك السياسة الإيرانية انتهجت استراتيجية الخداع والاستغلال حيث استخدمت قضية العرب الأولى (فلسطين) لخداع الشعوب العربية، أطلقت خطابا ثوريا يعلن أن إسرائيل هي العدو ويجب ازالتها من الوجود. تحولت إيران الى ظاهرة صوتية فكانت النتيجة أن استفادت إسرائيل وتحولت فلسطين الى قضية هامشية. وتفرغت إيران التي تهدد (عدوها إسرائيل) الى نشر الفتنة والانقسام داخل الوطن العربي تحت شعار (الموت لأميركا) وشعار (الموت لإسرائيل) لكنها لم تتدخل في شؤون إسرائيل بل اتجهت نحو التدخل والتخريب داخل الدول العربية وحين اصطدمت بعاصفة الحزم لجأت الى تنفيذ الأعمال الإرهابية. القيادة السعودية والمواطنون السعوديون يدركون هذه المؤامرات ويتحدون أمام هذه المخاطر والتحديات ويتفقون على نبذ الفرقة وتجريم الإرهاب. يدركون خطر الفتنة وخطر التطرف الفكري على الجميع. لذلك ترفع المملكة شعار (الوطن والأمن للجميع) ويتم تفعيل هذا الشعار برفض التعصب والعنصرية والطائفية. أدرك أبناء الوطن أن الأمن مسؤولية الجميع وأدركوا حجم العمل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية وحجم التضحيات، كما أدركوا أهمية الأمن الفكري وخطورة التحريض ومنابع الإرهاب سواء أكانت خارجية أم داخلية. هذا الوعي الوطني، والوحدة الوطنية والالتحام بين القيادة والمواطن، وقبل ذلك التمسك بقيم الإسلام هي السد المنيع الذي يقف في وجه أعداء الوطن. هذا النسيج الوطني المتماسك لا يعني استحالة حدوث حالات استثنائية انجذبت لسبب أو لآخر للفكر الإرهابي الذي يهوى نشر الكراهية واستخدام العنف والتصفية وقتل الأبرياء كوسيلة للتعبير عن موقف. وقد عانى المجتمع من هذه الفئة التي لا تزال تتغذى على منابع تغفو وتصحو حسب الظروف. فئة تقتنص الشباب فتحولهم الى آلات قاتلة. فئة تعمل في الظلام، فئة تنتمي للجهل والخيانة والكراهية والعنف. فئة لا تعرف معنى الحوار، لا تملك مؤهلات الحوار، ليس لديها فكر يطرح على مائدة الحوار. فئة تملك مؤهلات خيانة الدين والوطن، ومهارة ترويع الناس وقتل الأبرياء وهدم كل الأشياء الجميلة في حياة الانسان. أمام تلك الفئة ومن يقف خلفها محرضا أو ممولا يقف الوطن بقيادته وشعبه وبمواطنيه والمقيمين فيه شامخا متماسكا يتحدى كل أنواع الفتن والانقسام متمسكا بدينه ووحدته الوطنية. يخطط ويبني وينفذ مشروعات العلم والتنمية وينشر الأمن والسلام والعمل الإنساني داخليا وخارجيا. وطن يقود الحرب على الإرهاب ويفتح باب الحوار الإنساني. وطن يدرك مسؤولياته العربية والإسلامية والدولية ولا يجد حرجاً في مراجعة سياساته وأدائه على كافة المستويات. من هذا المنطلق لا تكتفي المملكة برفض الطائفية والعنصرية بالتنظير فقط بل تطرح على طاولة البحث سن القوانين التي تجرم السلوكيات المخالفة لقيم الإسلام وحقوق الانسان، وتسعى الى تعزيز الأمن الفكري مع جهود أمنية قوية متفوقة حققت وتحقق نجاحات باهرة في القبض على الإرهابيين ومنع الإرهاب بعمليات استباقية. وكان آخر هذه الإنجازات الأمنية احباط العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين بجامع العنود بالدمام. تلك العملية البشعة التي لو نجح منفذها في الدخول الى المسجد لكانت كارثة. لكن يقظة الأمن أفشلت هذا المخطط الإرهابي. يقظة أمنية تذكرنا بأنه لابد من تلاحم وطني يقف معها لتكون يقظتنا حاضرة ومستمرة وفاعلة، يقظة فكرية واجتماعية تشمل الجميع. في هذا السياق نقرأ تحذير الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية من عواقب التهييج الطائفي على المجتمع في زرع الأحقاد بالنفوس وإحداث ربكة في بناء الدولة وما يفرزه لاحقا من انتقامات وكراهية. وأكد الوزير أن استهداف المساجد ودور العبادة جريمة نكراء مرفوضة بجميع المقاييس ولا يقرها الدين الإسلامي في أي مذهب من مذاهبه وأن أبناء الوطن سيكونون جميعا يدا واحدة ضد هؤلاء المجرمين. وأشار الوزير الى أن الوزارة تعمل فيما يخصها على تطوير وتجديد الخطاب الديني في مؤسساتها على عدة مراحل. كما أشار الى نقطة مهمة جدا وهي مسؤولية العلماء والعقلاء والإعلاميين في عدم تداول ما يقسم المجتمع ويشحن النفوس كألقاب إخواني وليبرالي وسني وشيعي. (جريدة الرياض) نقول للشيخ صالح: كل الوطن معك في هذا التوجه ونتطلع الى أنظمة صارمة لحماية الوطن من هذا الخطر الذي يهدد أمن ووحدة الوطن.

مشاركة :