«هلا فبراير»... حضر البائع وغاب الزبون

  • 2/21/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شيء ما مختلف باحتفالات الأعياد الوطنية هذا العام، فبجردة بسيطة لحركة المبيعات التجارية خلال الأيام الماضية يظهر بوضوح أن المواطنين لم يعودوا يُنعشون الأسواق كما السابق، من خلال شراء بضائع، وحجز تذاكر الحفلات، إذ لم تعد هذه الأيام موسماً سياحياً يعوّل عليه كثيراً من الناحية الاقتصادية.فالصرف اقتصر هذا العام على مشتريات أقل من السابق، وحتى الأطفال بات العلم والزي الوطني أكثر هدية ينتظرونها هذه الأيام، في وقت لم تعد جميع الفنادق وشركات الطيران تقدم حسومات خاصة على حجوزاتها، بعروض استثنائية، مثل السابق، حيث يقتصر تقديم عروض هذا الموسم على بعض الجهات، فما الذي تغير؟«هلا فبراير»... احتفالات تعني الكثير بالنسبة للكويتيين، لما تحمله من معانٍ وطنية، تسترجع ذكرى استقلال الكويت الذي يُحتفى فيها في 25 فبراير، والاحتفال بيوم التحرير من الغزو العراقي الذي يصادف 26 من الشهر نفسه.هذه الاحتفالات كانت تصاحبها مظاهر صرف واسعة، لها انعكاسات كبيرة على أرباح الشركات، بفضل زيادة معدلات الإنفاق الاستهلاكي خلال هذه الفترة، التي كانت تشهد إقامة العديد من الحفلات الغنائية والتراثية والاستعراضية والأمسيات الشعرية، مع عروض تسويقية متعددة وكبيرة تقدمها الشركات والمحال على اختلاف أنشطتها التجارية.إلا أن احتفالات هذا العام تأتي باهتة تجارياً، وسط تباطؤ ملموس في حركة الإقبال الاستهلاكي، مدفوعاً بضعف شهية الزبائن في التوسع بمشترياتهم مثل السابق، حتى أن مسدسات المياه، التي كانت تشهد رغم كل التحذيرات، طلباً واسعاً في هذا الوقت من كل عام، فقدت بريقها.ومن الواضح أن المجمعات التجارية والفنادق لا تراهن كثيراً على الإقبال خلال موسم الأعياد الوطنية هذا العام، فرغم استمرار الإعلانات عن تنزيلات كبيرة، تبنت خلالها بعض المتاجر سباقاً محموماً نحو الزبائن ومغازلتهم بخصومات وعروض خاصة، تظهر الأرقام تراجعاً في معدلات المشتريات، وهو ما يؤكده مسؤول كبير في أحد الشركات، الذي يشير إلى أن تراجع المشتريات بدا واضحاً منذ بداية العام الحالي، لتسجل المبيعات في غالبية المتاجر انخفاضاً في مبيعاتها، بمعدلات متباينة، وصلت لدى البعض 10 في المئة، قياساً بمبيعات الفترة المقابلة من العام الماضي.ورغم استمرار مشاركة البنوك والشركات بطرح إعلانات ترويجية، تحمل رسائل وطنية هادفة في قالب فني، إلا أن هناك من يرى تراجعاً في هذا الجانب، الذي بات مقتصراً على الشركات الكبرى، التي لا يزال لديهاً هامشاً للإنفاق الإضافي. وفي هذا الخصوص، يُرجع البعض كسوف الاحتفالات الوطنية تجارياً، إلى الحالة الاقتصادية للمواطنين، التي تشبه في ركودها النشاط الاقتصادي العام، فشهية الإنفاق لم تعد متحفزة على التوسع مثل السابق نحو الكماليات، ليصبح التركيز أكثر على الأساسيات.كما أنه وبسبب الحالة الاقتصادية نفسها التي بدأت تسجل ركوداً منذ فترة، اضطرت غالبية المحلات المشهورة لطرح تنزيلات مستمرة طيلة العام، لذا لم يعد لديها ما يمكن أن تضيفه من محفّزات خلال هذه الأيام لاستقطاب الزبائن، الذين كانوا يصنّفون أيام الأعياد الوطنية على أنها الموسم الأفضل للتسوق. في المقابل، هناك من يشكّك في هذا الرأي مستنداً إلى تقارير اقتصادية، وآخرها تقرير لبنك الكويت الوطني نُشر يوم أمس، وتوقع تواصل الزخم الإيجابي الداعم لنمو الإنفاق الاستهلاكي خلال العام الحالي، مدعوماً بزيادة معدلات توظيف الكويتيين، وفي ظل بيئة معدلات فائدة منخفضة.إلا أن واقع الحال الاقتصادي، يثبت ضعف حركة المشتريات، الذي أثر أيضاً في الحجوزات المعتادة للشاليهات التي كانت تستقطب شريحة كبيرة من الأسر، والتي كانت تفضّل «جمعة الأهل» والاستمتاع بمظاهر احتفالية خاصة، تضمن ابتكارات وطنية، منها دخول موسوعة غينيس بأكبر علم كويتي تم التحليق به عبر طائرة مسيّرة منذ عامين وسط حضور حاشد.والمتتبع لاحتفالات هذا العام، يرى شحّاً في تنظيم الفعاليات والمهرجانات، التي باتت مقصورة في واحدة أو اثنين علاوة على احتفالات المحافظات، ما يعكس انخفاضاً حتى في معدل الصرف الحكومي على الاحتفالات الوطنية التي كانت سمة مميزة خلال السنوات الماضية، ما يعتبره البعض سبباً وجيهاً في ضعف حركة المشتريات، لما لهذه الفعاليات من دور في استقطاب جمهور واسع، من المواطنين والمقيمين والسائحين، وتحديداً الخليجيين.وبالنسبة لأصحاب الملاءة المالية، فمن الواضح أنهم يفضلون المحافظة على تقليدهم في الاحتفال على طريقتهم الخاصة، بالسفر خارج الكويت متحدّين حتى تهديدات كورونا.وفيما تظهر الحركة التجارية خلال الأيام الماضية تباطؤاً في حركة المبيعات، يأمل البعض في أن يُنعش القادمون من خارج البلاد مبيعات فترة الأعياد الوطنية، لا سيما مع ما أظهرته إحصائيات الإدارة العامة للطيران المدني، من وصول عدد القادمين عبر مطار الكويت خلال الفترة من 20 إلى 29 فبراير الجاري إلى 241 ألفاً، إضافة إلى الآلاف ممن يتوافدون براً من الخليج، مقارنة بنحو 203 آلاف قدموا إلى الكويت جوّاً خلال الفترة من 21 فبراير إلى 2 مارس 2019.

مشاركة :