تختتم مؤسسة الشارقة للفنون اليوم تجربة مميزة وجديدة تضاف إلى حصيلة الإبداع في بينالي الشارقة منذ انطلاقه عام1993، تجربة البينالي هذا العام جاءت تحت عنوان الماضي، الحاضر، الممكن وأتاحت الفرصة أمام الفنانين المشاركين للبحث والتأمل في الحِقب الزمنية في ماضي الشارقة وحاضرها والتوصل للعلاقات المحتملة بينها، وتجسيد الممكن من خلال طرح مجموعة واسعة ومتنوعة من الأعمال الفنية التركيبية وعروض الفيديو واللوحات والأعمال النحتية، التي قدمها أكثر من خمسين فناناً ومختصاً في الثقافة والفنون من حوالي 25 دولة تحت إشراف القيمة أُنجي جو، وذلك في مواقع مختلفة عدة من إمارة الشارقة وكلباء منذ انطلاقته في 5 مارس/ آذار 2015 . خلال ثلاثة أشهر رافق البينالي مجموعة من البرامج الداعمة تضمنت سلسلة محاضرات شهرية وورش عمل أشرف عليها وقدمها عدد من الفنانين المشاركين في البينالي، بالإضافة إلى أنشطة البرنامج التعليمي الموجهة للكبار والصغار وذوي الإعاقة ومراكز الناشئة وأطفال المدارس كما شهدت دورة البينالي نسبة مشاركة عالية من مختلف الجنسيات والفئات العمرية. وتضمنت البرامج عرض 12 فيلما ضمن برنامج الأفلام والتي تم عرضها أيام السبت ومجموعة من عروض الأداء اتخذت إمارة الشارقة بشوارعها وشواطئها مكاناً للأداء. حققت الورش الفنية التي قدمت ضمن البرنامج التعليمي المرافق لبينالي الشارقة 12 نسبة حضور عالية من مختلف الفئات العمرية، وقد صممت البرامج خصيصاً لتناسب مختلف الفئات العمرية والقدرات كما وفرت مجموعة متنوعة من الورش لتناسب الاهتمامات المختلفة للمشاركين مثل ورش الرسم والنحت والحركة الإبداعية والتكرار في الفن والنحت وفن الطباعة. وبلغ عدد المشاركين في ورش عمل الأطفال حوالي 605 أطفال شاركوا في 32 ورشة، بينما وصل عدد المشاركين في 7 ورش عمل أعدت لتلائم احتياجات ذوي الإعاقة إلى 124 طفلاً. أما ورش عمل الكبار فتضمنت 12 ورشة شارك فيها ما يقارب 180 شخصا، بينما حققت ورش عمل المدارس أكبر نسبة حضور بواقع 500 طالب وطالبة شاركوا في 64 ورشة عمل من مدارس حكومية وخاصة ما بين الصف الأول والثاني عشر. وكجزء من مشاركتهم في البينالي أشرف كل من رشا السلطي وكريستين خوري وإيريك بودلير وآيرين أناسطاس ورينيه جابري على تنظيم جلسات لقاء مارس في دورته الثامنة، والذي تضمن جلسات حوارية، وكلمات رئيسية، إضافة إلى محادثات وعروض تتعلق بالجوانب المفاهيمية للبرامج المختلفة، ما أتاح المجال أمام خلق فرص جديدة لتبادل الخبرات وتوفير فرص اللقاء وتشجيع التعاون بين المشاركين والتوصل لمشاريع مشتركة في المستقبل واستغرقت المناقشات أربعة أيام شارك خلالها عدد من الفنانين المشاركين في البينالي في الجلسات الحوارية. تخطى بينالي الشارقة صفته كملتقى للفن والتطوير والإبداع ليصل إلى آفاق جديدة قدم فيها الشارقة من وجهات نظر متعددة لثقافات مختلفة وشكل مناخاً غنياً لدمج الفنانين بمختلف ثقافاتهم مع الشارقة كمدينة ذات تاريخ وامتداد طموح الى المستقبل، لينتجوا أعمالاً تعبر عن التساؤلات التي واجهتهم والتجارب التي خاضوها في هذه البيئة المختلفة كلياً والتي رغم حرصها على التطور تضرب جذور التشبث بتراثها في الأرض يوماً بعد يوم.
مشاركة :