الشارقة: علاء الدين محمود أعلنت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، أمس خلال مؤتمر صحفي، عن فعاليات الدورة الثالثة عشرة لبينالي الشارقة التي تنطلق اليوم الجمعة وتستمر حتى 12 يونيو المقبل، بحضور ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رحبت الشيخة حور القاسمي بالحضور والمشاركين في «البينالي»، الذي يحمل عنوان «تماوج»، بمشاركة 70 فناناً، يقاربون ثيمات الدورة «ماء، محاصيل، أرض، وطهي»، وذكرت أن هذه الدورة تأتي متزامنة مع الدورة العاشرة من «لقاء مارس»، وأوضحت أن «تماوج» هو طرح جديد للقيمة كريستين طعمة، التي أشرفت على صياغة ملامح هذه الدورة، مشيرة إلى أن «تماوج» يأخذنا إلى ضفاف مفاهيم تنبثق من جوهر الحياة، عبر الثيمات الأربع، لاستكشاف مقاربات إبداعية وبحثية وأدائية؛ تتشابك فيما بينها لتشكيل خطاب جمالي، ينتمي إلى التجربة الحياتية، والمعاينة المباشرة، بقدر انتمائه إلى التجريب والاستكشاف.قالت الشيخة حور القاسمي، «إن هذه الدورة تمتد إلى أربع مدن أخرى تشمل إسطنبول وبيروت ودكار ورام الله، إلى جانب انخراطه بالمجتمع المحلي من خلال مدرسة بينالي الشارقة 13».وأشارت إلى أن «لقاء مارس» 2017، يأتي من خلال جلسات النقاش؛ وبرنامج الأفلام؛ وعروض الأداء التي يتضمنها، لإلقاء مزيد من الضوء على ثيمات البينالي، مستكشفاً آفاقها المختلفة، وظلالها المتوارية، والتي تدخل في نسيج مكوناتها الثقافية والوجدانية.وأكدت الشيخة حور القاسمي، دور بينالي الشارقة الريادي والحيوي في خريطة الفعاليات الفنية والثقافية العالمية قائلة: لعب بينالي الشارقة منذ انطلاقته في عام 1993، دوراً مهماً في تفعيل المشهد الفني في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، مشكلاً منصة عرض لأهم ما تشهده الحركة الفنية حول العالم، ومساحة لتفاعل الفنانين وتبادل الأفكار والرؤى والمشروعات، وها هو البينالي بعد مرور 26 عاماً، يواصل دوره في دعم الفن والفنانين وتعزيز المشهد الفني والثقافي في المنطقة. وأكدت الشيخة حور القاسمي، تأكيد قيم الحوار والتعاون وإعادة التشكيل المستمر، التي يقوم عليها البينالي، ما يتيح إمكانات جديدة لفهم دورنا في سياق عدم اليقين العظيم الذي نعيشه في عالم متقلب اليوم.ويسعى البينالي إلى صوغ تساؤلات وطرح أجوبة حول الأوضاع في عالم الفن وإمكاناته، وذلك بمنهجية قائمة على حصد نتاج سياسات التكاتف والتعاون؛ في الأمكنة التي يشتبك معها البينالي، محاولاً الابتعاد عن المثالية، والتورط مع ما هو عملي وملموس، في منطقة تكاثرت فيها المؤسسات الكبرى وتهالكت فيها البنى التحتية على هذا المنوال، وتتسع فكرة البينالي بواسطة التفاعل و«التدخل» الحيوي والضروري لإنعاش تلك البُنى والسياقات المحلية وريها، على أرض غنية بشبكات عفوية من فاعلين، تتصف بالخفة والهشاشة.وذكرت قيمة البينالي، كريستين طعمة، أن عنوان «تماوج» يطرح نهجاً للرعاية و«التثقيف»، على معنى الزرع والحرث والحصد والتشذيب، كصيغة عمل تتوسل التشبيك والتهجين، وإدخال مكونات جديدة تخل بالتوازن الأصلي، في مداخلات ومساهمات لا تخلو من حس مغامر ونزعة للتجريب.وأكدت أنها باشرت نقاشات دارت بين رفاق وزملاء لها، تربطهم بها علاقة الصداقة والتآزر، قبل أن يصير «تماوج» عنواناً، أو بالأحرى إطاراً لسياق صيغ بينالي من حوله، وإنها في ظل أوضاع عصفت بأوضاعهم، ومسافات فرقت بينهم، أي رفاقها، جاءت مقاربتها لهذه الدورة من بينالي الشارقة، أقرب إلى التفاعل الحيوي مع صدمة التغيرات، متحررة من شرطي الزمان والمكان، أو هي سلسلة من عمليات التنشيط والإحياء، بالإضافة إلى مقاربة الصيغ الممكنة التي تسائل ماهية البينالي، وما يمكن أن يصبو إليه.ولفتت طعمة إلى التعاون الذي لقيته من رفاقها وزملائها في «أشكال وألوان»، وهي الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية التي تترأسها، في عقد هذه الدورة من البينالي، والتي شكلت قناة جديدة تسري فيها نقاشات شرعوا فيها، وسبيلاً للعمل المشترك، يؤمن تربة تسمح بالنمو والانفتاح على آفاق جديدة.وقدمت طعمة تفكيكاً لعنوان الدورة «تماوج» عندما ذكرت أن الموج تقلب في الشكل، وأن التقلب ليس بالأمر المحمود في حد ذاته، بل مكروهاً، وأشارت إلى أن حراك الموج، مداً وجزراً، هو تعاقب سرمدي بين التقدم والتأخر، لا يمضي قدماًَ، وإنما يسري في فلك دائري، ومع ذلك هو يحمل في طياته الطاقة والغذاء والإلهام والعافية، كما يجلب معه، في الوقت ذاته، مال التآكل والتخريب.وأعربت طعمة، عن أملها في أن يصبح البينالي، تربة خصبة تنبت فيها المزيد من الشراكات والشبكات العفوية، في ظل ما آلت إليه مؤسسات المنطقة من تهالك، والتحولات التي طرأت على البنية التحتية فيها.وتشتمل فضاءات البينالي على معارض وبرامج من فصلين، يعقدان في كل من الشارقة وبيروت، ومشروعات تقام بالتوازي في كل من إسطنبول وبيروت وداكار ورام الله، ومنصة للنشر الإلكتروني على الإنترنت. كما سيقوم البينالي طوال عام كامل، بالانخراط مع المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء الشارقة، كما يتزامن لقاء مارس 2017 على نحو استثنائي مع البينالي متضمناً حلقات نقاش، وحوارات، وعروض أفلام، ومجموعة متنوعة من عروض الأداء المرتبطة بالإطار المفاهيمي لبينالي الشارقة المرتكز على أربع ثيمات، حيث سيجتمع عدد من القيمين والدارسين والباحثين لإجراء حوارات رسمية وأدائية تتناول موضوعات تتعلق بالشبكات والبنى التحتية للمؤسسات أثناء برنامج الأسبوع الافتتاحي لبينالي.
مشاركة :