بينالي الشارقة يستضيف 40 فناناً في بيروت

  • 10/16/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: هناء توبي وزينة حمود شهد اليوم الثاني من الفصل الختامي لبينالي الشارقة في بيروت محاضرة للكاتبة سحر مندور عن «طعم الجريمة.. ترابط في الأفكار يبدأ من موعد على العشاء» حيث استعادت جرائم نفذت بأدوات المطبخ في الأفلام والواقع ارتكبتها خاصة زوجات ضد أزواجهن، مندور قالت ل «الخليج»: إننا لا شك ضد ارتكاب الجرائم ولسنا في صدد تبرير الجرائم لكن ما أتوقف عنده هو ما يحدث منذ الثمانينات، فالأعمال السينمائية وبخاصة المصرية ركَّزت على هذه الظاهرة كمؤشر إلى الواقع النسوي الصعب الذي يؤدي إلى الجريمة. لذا لابُدّ من إقرار القوانين التي تسمح للمرأة المطالبة بالطلاق إذا تعرضت للظلم. عن ربط المطبخ ذهنياً بالنساء، أوضحت مندور أنه «كلما حاولت المرأة الخروج من هذه الصورة النمطية يتم إعادتها إليها، وليس في ذلك تقليل من شأنها. المطبخ يلّم أفراد الأسرة وله مكانته في وجودنا وحياتنا الصحية والاجتماعية والعائلية، إنما لا يمكن زج جميع النساء إليه إجبارياً. من هنا المطبخ هو مزاج شخصي، وتفاعل خاص يتم انتقاؤه طوعياً وليس إجبارياً. وتابعت: «المطبخ الذي تخرج منه الوجبات يحمل وجوهاً متناقضة. فهو مملكة ربة المنزل وفيه تودع أسرارها لجمع العائلة، لكنه في الوقت ذاته ووفق الصورة النمطية السائدة فقد يكون معبراً للجريمة ومنه تخرج الوجبة الأخيرة ويحدث القتل».وتناولت مونيكا هلكورت في محاضرتها وصفات الطعام باعتبارها من أقدم المخطوطات التي عرفها تاريخ البشرية والتي ساهمت عبر التدوين في حفظ خطوات مفصلة لإعداد الكنوز المطبخية على مر العصور، وأطباقها التي تتسم بمستويات عدة «فهي نظام محرك لأداء ثقافي، وقائمة لجمع كمية كبيرة من المواد تنطوي على بنية الحياة، ومبدأ مغاير لتنظيم الكون والبشر والعلاقات وأنماط العيش».ولفتت إلى «أن ثمة أطراً سياسية وحدوداً جغرافية تجعل الوصفات المطبخية رهناً لها. ومثالاً على ذلك طبق الحمص بالطحينة والزيت النباتي وعمره 7 آلاف سنة ويعرفه سكان جنوب شرق تركيا والبلدان العربية وإثيوبيا والهند. ووصفته قد تشكّل عامل جذب أو تباعد بين بلد وآخر، ويختلف بعضهم في أصله، بعضهم يرجعه إلى المشرق العربي أو المغرب أو أية بقعة من بقاع العالم. من هنا، فإن الوصفات المطبخية ذات دلالات سياسية واجتماعية إضافة إلى دلالاتها البيولوجية.وأضافت: «نحن أمام وجبات تكاد ترتبط جينياً بشعب من الشعوب وتصبح وسمة لها أو صفة من صفات البشر لديها. إذن معاني الطعام عميقة وفلسفية وتجرنا في هذا العصر التنافسي إلى مناقشة الأسواق المفتوحة والتغير المناخي وتأثيره في منتجاتنا».أما لينا منذر فجاءت محاضرتها بعنوان «جوع وهذيان.. حكايات من زمن المجاعة الكبرى»، لخصت فيها المآسي التي تعرّض لها الناس خلال الحرب العالمية الأولى، ولفتت إلى «الجوع ربما يصبح حكاية تشبه الخيال ويصعب تصديقها، أو ربما يصبح خطراً يهدد البشرية بالموت». ورصدت منذر جانباً من تاريخ المجاعات، ففي نوفمبر 1914، وبعد أسبوعين من إعلان السلطة العثمانية دخولها الحرب العالمية الثانية، اندلعت أول انتفاضة خبز تشهدها بيروت وراح ضحية المجاعة الكبرى مئتا ألف من أهالي جبل لبنان، أي ما يعادل نصف التعداد السكاني آنذاك». وتابعت: «المجاعة الكبرى وفق برتولد بريخت ليست قضاءً وقدراً، وإنما مجاعات تقترفها أيدي تجار الحبوب لذا فإن ما تم تداوله من قصص عن المجاعة في الحرب العالمية الأولى هو حقيقي ومخيف ولابُدّ من الوقوف عنده».من جانب آخر نظمت مؤسسة «أشكال ألوان» معرضين، الأول في متحف سرسق، تحت عنوان «ثمرة النوم»، و الثاني في «مركز بيروت للفن» تحت عنوان «تعبير لا يمكن التنبؤ به عن قدرة الإنسان». «ثمرة النوم» الذي شارك فيه نحو عشرين فناناً عربياً وعالمياً ركّز على قيمة النوم في حياة الإنسان والحيوان والنبات ضمن لوحات تشكيلية وفوتوغرافيا وتجهيزات خشبية وإلكترونية تستلهم أعماق الحلم للتماهى مع واقع اجتماعي تتآكله الحروب، حيث يسعى كل فنان إلى خلق عوالمه من الواقع وصراخه.يشارك في المعرض أعمال: «وثائق مدمَّرة» لكانديس لين، «ودماغ نيتشه الثاني.. الأمعاء أم الأهواء» لجيمس هونغنغ، «سلطة الحياة» لمونيكا هلكورن، «ما وراء السطح» لتمارا براج، «سوفيكولوس» لعلي شري، «بدون عنوان» لكلير فونتين، «حقيقة الأرض» لفورنزيك آركيكت وساندي هلال، «السرير الأسود والوسادات البيض» لتوشار جواغ، «سيراميك» لبرانيت سوبي، «فن النوم والقناعات الثقيلة» ليونغ هي شانغ، «خزفيات ومرايا»للوس كاريبنتيروس.وقالت الفنانة ريم فضة قيمة المعرض«إن النوم ضرورة، وإن عالم الأحلام هو نطاق اللاوعي وسعي دؤوب لتأويل ما تدركه المشاعر بفطرتها. النوم مرتع الفكر يجوبه حراً طليقاً، فيقع على منطق ورؤى فيما لا منطق له». أما معرض «تعبير لا يمكن التنبؤ به عن قدرة الإنسان» في «مركز بيروت للفن» فشارك فيه أكثر من عشرين فناناً عالمياً وعربياً تجهيزات ولوحات تشكيلية مشغولة بمواد التراب والقهوة والورق والحديد والنحاس، ومن هؤلاء الفنانين: بيدرو برتيرو، كوين ليتفر، إريك بودلير، صابرينا بلغور، محمد بو ريشة، غابرييل شوازر، سارة شانغ، إيريك فان هوفة، مصطفى رحموني، راندا معروفي، غارييل شوزان، نورا هنّو، ريان مسيردي، جيسي دارلينك.

مشاركة :