"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد " يحضرنى وأنا أكتب هذا المقال هذه النصيحة التى تعلمناها جيلا بعد جيل .. حكمة فى كلمات يرددها الآباء والأمهات ، المعلمون والمعلمات ويالها من رائعة ألا وهى " لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد " نعم هذه حقيقة ولكن أخطأوا جميعا حين علمونا ان النصيحة مقصورة على العمل والواقع أنها تسرى قانونا على كل الاشياء ربما منها ماهو أهم من العمل مثل المشاعر.نعم فتأجيل التعبير عن المشاعر التى نحتويها تجاه شخص ما كفيل أن يغير رد فعله من طول الانتظار الذى يتحول إلى يأس من التجاوب وربما تغير قلبه واستمالة شخص آخر أكثر سرعة فى التعبير واتخاذ القرار ويالها من خسارة بلاشك ، فالعمل من الممكن أن ينفذه شخص آخر ولكن مكانك فى قلب شخص تحبه ويحبك ليس من المقبول أن يملؤه شخص آخر .. إن تأجيل التعبير عن المشاعر بدافع الإهمال، العقاب، الخجل، حتى الكبرياء ليس صوابا مهما كان السبب.. لا تظن أن التأخير فى التعبير بمشاعرك لمن تحب قد يعلمه أو يؤدبه ..فالحب كفيل بتسامح بين القلوب قد يقتله طول الانتظار وتكون النتيجة أن تخسره للأبد ..لذا فلنتعلم "لا تؤجل التعبير عن المشاعر فور التأكد من الإحساس بها " فكم للتعبير عن المشاعر من تأثير يشبه السحر إن تم فى موعده .. الكلمة الحلوة تسرى مسلكا لايوصف كلمات الإعجاب ، الشكر ، الإعتذار ، السؤال عن الحال ، اللقاء ، العون حتى الإبتسام بدون الكلام السؤال.. قال تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين" .. من هم المتقون الذين يفعلون الخير كله ..السرعة لم تأت أمرا إلا فى عمل الخير ومن الخير كلمة الحب ومن الخير الاعتراف بالذنب والاعتذار عنه ومن الخير التسامح ومن الخير الابتسام فى وجه الآخر.. والله لقد فقدنا الابتسامة حتى فى وجه رفيق العمر وشريكة الحياة.كل شىء فى الكون له صلاحية حتى المشاعر الإنسانية لها صلاحية فطول الهجر يؤلم القلب فيتجلد وتبرد حرارة شوقه ويعتاد الغياب ويتجمد الشوق فى الوجدان.. وتأجيل الاعتذار يميت الفرحة بتلقى كلماته حتى الحب يجب أن يتدلل بين كلمات الحب والعشق والهيام ليبقى ناديا خضرا فى القلوب يسعدها به وينمو فيها لذلك يجب ألا نؤجل التعبير عن مشاعرنا فكل شىء له موعد مثالي يتم فيه.وبعده ..لن يجدى ...ويكون الجواب ..عفوا انتهت فترة الصلاحية ..لقد ماتت المشاعر .. والموت لا يحييه البشر..
مشاركة :