ابن الديرة خمسة وخمسون ألفاً، من مشارب وخلفيات وعرقيات شتّى، من سبع وثمانين دولة، وأكثر من ألف مقابلة مع مختصّين ومعنيين، أجمع هؤلاء على أن الإمارات الأولى في الشرق الأوسط والثامنة عشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة، والحادية عشرة عالمياً في تأثيرها الاستراتيجي العالمي ضمن المؤشر نفسه.الإمارات في هذا المؤشر الذي أعلنت نتائجه خلال أعمال القمة العالمية للقوة الناعمة 2020، بمشاركة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، وحضور 500 من المسؤولين الدوليين والحكوميين والدبلوماسيين والإعلاميين والمختصين في الأعمال والاقتصاد والثقافة والعمل الدبلوماسي، في العاصمة البريطانية لندن في 25 فبراير.هذا التقرير أطلقته مؤسسة «براند فايننس» البريطانية بالتعاون مع جامعة «أكسفورد».. ماذا يعني هذا كلّه؟ التقرير صدر بمعايير دولية، ومن مؤسستين تتمتعان بالحصافة والعمق والعلم والحيادية، بعيدتين تماماً عن المنطقة العربية والشرق الأوسط.هذا يعني ببساطة وعفوية وتلقائية، وكثير من زهوّنا، أن القوة ليست التي تعتمد السلاح والفتك والقتل والهدم، إنّها أكبر من ذلك وأشدّ تأثيراً؛ إنّها القوة الناعمة التي تؤثر عبر الأعمال والاقتصاد والثقافة والدبلوماسية، فلا شيء ذو أهمّية أن تملك أي دولة جيشاً جراراً مدججاً بأعتى الآلات الحربية برّاً وبحراً وجوّاً، ويمكن أن تعوم على بحار من النفط أو الثروات الباطنية المختلفة، من ذهب وحديد وفضّة.. وغيرها، إذا لم تكن هذه كلّها مدعّمة ومحصّنة بتلك «القوى» الأربع الأعمال، يعني أن تستقدم إليها المستثمرين ورجال الأعمال من كل أصقاع الأرض، وأن يكون اقتصادها قوياً متيناً طويل الأمد، وأن تكون ثقافتها عريقة صادقة عميقة غزيرة ثريّة، وأن تكون في علاقاتها الدبلوماسية ذات ثقل وقبول وتأثير. هذه كلّها حازتها الإمارات بسلاسة ونعومة، لكنّهما السلاسة والنعومة العميقتان المرتكزتان إلى قيم أصيلة راسخة ثابتة كثبات هذا الشعب وقيادته ورسوخ جذورهما في الأصالة والصدق والتسامح والاعتدال.الإمارات تصدرت هذا المؤشّر مع الولايات المتحدة، وتبعتها دول ذات باع طويل في التاريخ والسياسة والاقتصاد، وهي: الصين، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وفرنسا، وروسيا، وكندا، وإيطاليا.هذه الدولة الفتيّة «ستبقى مستمرة في نسج علاقات عالمية متميزة، واستقطاب إعجاب دولي، وترسيخ سمعة طيبة، وتعزيز تأثيرها الإيجابي العالمي، لكونها عاصمة ومحطة تربط العالم، وتحتضن العالم». فتأثير الإمارات العالمي واضح للعيان، وسمعتها تتسنّم كل المؤشّرات، والمعرفة العامة بها، لا يحتاج إلّا إلى نظرة عجلى على أبواب سفارات الإمارات في كل الدول، وعدد الذين يرغبون في القدوم إليها، للعمل أو السياحة أو التجارة. وثقافتها وتراثها، ملهمان ويبعثان على مزيد من الإبداع. والتعليم والعلوم فيها يحتضنهما أرقى الجامعات. «مجلس القوة الناعمة» الذي أنشأه محمد بن راشد عام 2017، أينع أكله.. والقادم حافل بمزيد من التفوّق والتميّز. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :