قدمت الفنانة الروسية، آنا بوبليك، شهور السنة وفق رؤية لونية مستمدة من الطبيعة وأشكالها، فأضفت على لوحاتها الزيتية التفاوت بين الدفء الشتوي والإشراق الصيفي، في معرضها الذي حمل عنوان امتياز 12 شهراً، الذي قدمته أخيراً في فندق ميدان. اعتمدت الفنانة الروسية على مجموعة من المشاهد التي ترتبط بتفاصيل الحياة اليومية، فركزت على أنواع من الفاكهة والأواني، معتمدة على الأسلوب الواقعي والأكاديمي الحرفي. سيرة فنية ولدت الفنانة الروسية، آنا بوبليك، في لفيف بأوكرانيا، وتخرجت في كلية الفنون بها. انتقلت من عالم الأزياء إلى عالم الرسم، حيث بدأت مسيرتها في عالم الأزياء عام 2001. وتعد المجموعة المتعلقة بالشهور الخطوة الأولى في عالم الفن، والتي عبرت من خلالها عن شغفها باللون وكذلك التجسيد الواقعي. تستلهم الفنانة من الثقافة الروسية بعضاً من مشاهدها، فنجدها تضع الأواني المنزلية التي تعبر عن بيئتها، بينما تجاورها بمجموعة من الفواكه التي ترتبط ببلدها أيضاً. أما الألوان فتضع لها صيغة تحاكي الطبيعة كي تحاكي الناس بأسلوب بسيط ولغة بصرية لا تتعمد التكلف في نقل المشهد. هذه البساطة لا تنقص من واقع الحرفية العالية التي تحملها الفنانة الآتية من عالم تصميم الأزياء إلى الرسم بالألوان الزيتية، فتبدو أنها ملتزمة بأصول الرسم الواقعي إلى حد كبير، الأمر الذي يبعدها عن ابتكار وتكوين هوية خاصة بها تحمل سمة الفن المعاصر. وقالت بوبليك لـالإمارات اليوم:أحاول من خلال المعرض أن أبرز الفروق بين شهور السنة، سواء في الجو أو المشاعر أو حتى الحالات النفسية التي أمر بها، كما أني آخذ من أواني المطبخ، وقد اعتمدت على الفواكه والخضراوات والورود بشكل أساسي كونها تعبر عن الشهور بشكل مباشر، كما الأجواء التي تصاحبني، وأود أن أعبر عن المشاعر الإيجابية، وإبراز السعادة من خلال اللوحات. وحول اختيار الألوان، قالت إنها تسعى إلى أن تكون الألوان غير مرتبطة بالأجواء الخاصة بالشهر، فأجواء الدفء تسيطر في شهر ديسمبر كما في مايو على اللوحات، فالمسألة ترتبط أكثر بالحالة النفسية والوجدانية، كما أن هناك فارقاً في نسبة النور في اللوحة، إلى جانب الاختلاف في طبيعة التجسيد فيها. واعتبرت أن الرسم يجب أن يكون المساحة والمجال اللذين يثيران المشاعر الجميلة ويلهمان الناس بالأحاسيس المرهفة، مبينة أن ما عكسته من خلال اللوحات هو البيئة التي نشأت بها بشكل أساسي، ولكن اليوم لا حدود بين البلدان، وبالتالي يمكن التعبير من خلال الثقافة المحلية لتلامس أي إنسان في أي منطقة بالعالم. وأشارت إلى كون البيئة في دبي مميزة ويتسم أهلها بالحكمة، كما أنها تحمل خاصية التميز في الروح، ومن الممكن أن تكون الملهمة لأي فنان. أما التوجه إلى المدرسة الواقعية، فكان بالنسبة لبوبليك منطلقاً من الدراسة التي تلقتها والتي تقدم تجارب مجموعة من رواد الفن الذين أسسوا الحركة التشكيلية والذين قدموا الطبيعة بشكل أساسي في لوحاتهم. ونوهت بكون الفن الروسي يعتمد على هذا النوع من الرسم، وذلك في العصر الراهن أيضاً، ولهذا يتوجه الفنانون في روسيا إلى هذا النوع من الرسم أكثر من غيره. وختمت بكون معرضها هو الأول في دبي، وهو فرصة لها كي تقدم فنها للناس.
مشاركة :