كتب - محمد حافظ : شهدت سوق الأغنام ارتفاعًا في الأسعار قبل إعلان وزارة الاقتصاد والتجارة أسعار الأغنام المحلية المدعومة. وأكد مواطنون لـ الراية أن التجار يستغلون اقتراب شهر رمضان ورفعوا أسعار الخراف المحلية والمستوردة ودخلوا في سباق مع الزمن لتحقيق أكبر قدر من الأرباح قبل بداية الشهر الكريم، رغم أن السوق تشهد حالة من الركود، ليس سببها نقص المعروض من الأغنام المحلية والمستوردة. وأرجع عدد من التجار أسباب ذلك الوضع لانتظار الغالبية العظمي من المواطنين للأيام الأخيرة من شهر شعبان، التي تشهد إقبالاً كبيرًا على السوق. الرايةقامت بجولة داخل السوق ورصدت الأسعار وانطباعات التجار والمستهلكين.. الخراف السورية ما زالت تتصدر القائمة، سواء من حيث الإقبال عليها أو من الأسعار، حيث يتراوح سعر الخروف السوري بين 1200 و1700 ريال. فيما تراوحت أسعار الخراف الأردنية بين 1300 و1600 ريال للخروف الواحد، وهي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الإقبال عليها وقد حلت محل الخراف السعودية التي يندر وجودها في السوق.. أما الخراف الإيرانية فتراوحت أسعارها بين 1200 و1350 ريالاً للخروف حسب الحجم وبات الإقبال عليها كبيرًا في الآونة الأخيرة نتيجة اختفاء الخراف السعودية وارتفاع أسعار السورية، فيما تراوحت أسعار الخراف المحلية "الهيرفي" ما بين 1100 و1250 ريالاً للخروف الواحد، وتراوحت أسعار الخراف الصومالية ما بين 750 و850 ريالاً.. أما أسعار الماعز فتراوحت بين 1200 و1300 ريال للماعز المحلي و1500 ريال للماعز العماني "التيس"، فيما ثبتت أسعار الخراف في حوطة شركة ودام حيث تمّ تسعير الخراف السورية بـ 1750 ريالاً للخروف والأردني 1500 ريال والأسترالي 350 ريالاً. وتقوم شركة ودام حاليًا بأعمال صيانة وتطوير لمقصب الأهالي استعدادًا لشهر رمضان الكريم، فيما انتقلت أعمال الذبح للمقاصب المجاورة لحين انتهاء أعمال الصيانة والتطوير لمقصب الأهالي الذي من المتوقع أن يشهد زحامًا كبيرًا في الأيام الأولى للشهر الفضيل. ركود وترقب وعن حالة السوق في هذا التوقيت، قال محمد عثمان "تاجر": إن الركود هو السمة الغالبة حاليًا على سوق الأغنام لأن الغالبية العظمى من المواطنين ينتظرون الأغنام التي تقوم شركة ودام بدعمها وطرحها للمواطنين قبيل شهر رمضان كما جرت العادة كل عام، وغالبًا ما تكون خطط الأسعار الجديدة خلال اليومين القادمين، وبالتالي فلا حاجة إذًا لأن يقوم المواطن في الوقت الحالي لشراء أضاحٍ مرتفعة الثمن في حين أنها ستكون متاحة في وقت قريب بأسعار منخفضة. وأشار إلى أن الخراف أسعارها مرتفعه نتيجة تكاليف النقل وحاله الطقس ومعظم الباعة خلال هذه الفترة يبيعون بأفضل سعر بالنسبة لهم في محاولة لتحقيق الربح إلا أنهم سيضطرون مرغمين لتخفيض الأسعار وفقًا لأسعار الشركة، لكن التخفيض لن يكون كبيرًا كما قد يظن البعض لأن هناك عدة مميزات لدى التجار غير موجودة في الشركة ومن بينها اختلاف الأنواع والأحجام، فالمشتري يقوم باختيار ذبيحته كما يريد ويفحصها وهناك مساومة وفصال وهذا كله غير متوافر في الشركة التي غالبًا ما تكون خرافها أصغر حجمًا من الخراف المعروضة في "الحوط". وأضاف: إن من يشتري حاليًا هو المضطر لشراء خروف لوليمة أو مناسبة وبالتالي فإن الإقبال حاليًا ضعيف وهو أمر متوقع في هذا التوقيت بينما ستبدأ ذروة الإقبال على السوق منتصف الأسبوع المقبل وتتصاعد حتى ثلاثة أيام قبل بدء شهر رمضان. وقال محمد الهاجري: الأسعار مرتفعة للغاية كعادة التجار في هذا التوقيت حيث يستغلون المواسم للتلاعب بالأسعار لتحقيق أكبر استفادة وهو ما يتوجّب معه تشديد الرقابة عليهم من قبل حماية المستهلك لأنها الجهة المنوط بها التصدي لجشع هؤلاء التجار. ويضيف: شركة ودام تأخرت كثيرًا في الإعلان عن دعم الأغنام السورية وهي النوعية المفضلة للجميع وكان يجب أن يتم طرح جميع الأنواع منذ فترة لتفسح المجال لمن يريد الشراء والاختيار بحرية دون الانتظار إلى آخر لحظة والتي قد يجد فيها نفسه فريسة للتجار خارج ودام إن لم يجد عندها ما يريده، مشيرًا إلى أن الحوط الخاصة بودام فارغة ولا توجد فيها أغنام جيدة والأسعار فيها أغلى من الحوط الأخرى فالخروف السوري سعره 1750 ريالاً وحجمه متوسط بينما يمكن الحصول على مثيله لدى أي تاجر آخر بسعر 1200 إلى 1350 ريالاً على أقصى تقدير، والأمر نفسه ينطبق على الخراف الأردنية التي يبلغ سعرها لدى ودام 1500 ريال بينما أنها في الخارج وبأحجام أكبر لا تتعدى 1100 ريال وهو ما يطالب به الكثيرون بضرورة أن تكون أسعار ودام تنافسية طوال العام لأنها شركة حكومية لا تسعى لتحقيق أرباح كبيرة ولا تنافس التجار لأنها تحصل على دعم كبير من الدولة لتنعكس خدماتها على المواطن. وقال: الكثير من المواطنين خاصة قليلي الخبرة بنوعية الأغنام يتعرّضون للغش حيث إن بعض التجار والبائعين يقومون ببيع الخروف التركي على أنه سوري والخروف الإيراني على أنه أردني والماعز الصومالي على أنه بلدي وبالتالي يتكبّد المشتري الكثير من الأموال الإضافية نتيجة لهذا الغش وعدم الخبرة، وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة فرض المزيد من الرقابة من جانب المسؤولين عن إدارة السوق لحماية المواطنين قليلي الخبرة من الوقوع فريسة سهلة للغش من جانب البائعين والتجار. في انتظار رمضان ويقول علي سلمان: إن السوق تشهد حاليًا كسادًا كبيرًا نظرًا لقلة إقبال المواطنين على الشراء بالرغم من أن البعض يفضل الشراء في وقت مبكر هربًا من الزحام ومع ذلك يشهد السوق ارتفاعًا جنونيًا في سعر الأغنام ليس له أي مبرّر سوى أن التجار يستغلون الإقبال الكبير من المواطنين على شراء الخراف الحية وبالتالي يقومون برفع أسعارها وهذا الارتفاع يحدث مرتين في العام، الأولى في رمضان والثانية قبل حلول عيد الأضحى، وبالتالي فإن الزيادة مقرونة بالاستهلاك والإقبال على الشراء وليس قواعد السوق وأسعار التكلفة، وهو ما يؤكد نظرية الاستغلال التي يتبعها التجار دون أن يكون عليهم أي رقابة من أي جهة تتحكم في الأسعار. ويضيف: كل تاجر يبيع بسعر دون أن يكون هناك أي تفاوت في الجودة أو الوزن، فالجهات الرقابية خاصة حماية المستهلك تركت المواطن لتلاعب التجار والشركات دون أن تتدخل جديًا لحمايته بتكثيف حملاتها لضبط الأسواق خاصة في المواسم والأعياد. مشيرًا إلى أن المواطن يلجأ للشراء من التجار ويتحمل ألاعيبهم نظرًا لأن الخراف السورية المدعومة التي توفرها ودام عادة ما تكون صغيرة الحجم، ومن المفترض أن توفر الشركة خرافًا أكبر حجمًا حتى لو زاد سعرها بعض الشيء وتكون مدعومة أيضا وللمواطن حريه الاختيار في أي النوعين يفضل.
مشاركة :