عززت الجولات المكوكية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مكانة قطر الإقليمية والدولية، ونسفت هذه الجولات مخطط دول الحصار لفرض العزلة على دولة قطر سواء بإغلاقها للحدود أو بترويجها الكاذب لمزاعم دعم الإرهاب. وشملت جولات سمو الأمير العديد من الدول ذات الثقل العالمي الكبير، مثل تركيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم جولة آسيوية لعدد من الدول الصديقة وهي إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة حيث تم إقامة مراسم استقبال أسطورية لصاحب السمو تقديرًا لمكانته ومكانة دولة قطر. كما تمكنت القيادة القطرية الرشيدة من إطلاع العالم على حقيقة الأزمة المفتعلة ضد قطر والهدف من ورائها. ويتجسد ذلك في صدور تصريحات رسمية من قادة بارزين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، بضرورة رفع الحصار الجائر عن دولة قطر والانتصار لرؤية قطر لحل الأزمة عبر الحوار. كما نجحت الجولات الأميرية في تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة عبر توقيع العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بما يصب في صالح شعوب كافة الأطراف، وبما ينفى تمامًا كافة الفبركات التي تحاول دول الحصار الترويج لها ضد الدوحة. الخزي والعار لدول الحصار قطر تكسب احترام العالم في معركة اليونسكو يشير المراقبون إلى أحد النجاحات البارزة لدولة قطر على المستوى الدولي بعد ١٥٠ يومًا حصارًا. ويبرز ذلك في تصدر مرشحها الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري على جولات الانتخابات الساخنة على منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). ويرى مراقبون أن وصول المرشح القطري للجولة النهائية أمام المرشحة الفرنسية أودراي أزولاي، أكد أن قطر اكتسبت ثقة واحترام العالم رغم ما يحاك لها من دول الحصار التي أضاعت بمكايدتها السياسية فرصة ذهبية لتقليد أول عربي شرف هذا المنصب الرفيع. ورغم كافة المؤامرات ضد المرشح القطري قبل وأثناء الانتخابات إلا أنه كان فارسًا نبيلاً يعبر عن الأخلاق الأصيلة لأهل قطر وسيبقى أداؤه وترفعه عن المهاترات وسام شرف على جبين الأمتين العربية والإسلامية ولن ينساه تاريخ المنافسات على قيادة هذه المنظمة المرموقة. كما يخلد التاريخ للمرشح القطري الدكتور الكوراي، نجاحه في خوض المنافسة بنزاهة وشرف وتغلبه على العديد من المرشحين البارزين حتى الجولة الأخيرة ما يؤكد مكانته في دنيا الثقافة والدبلوماسية من جهة، ويضع علامات استفهام حول مزاعم دول الحصار ضد قطر فيما يحقق مرشحها هذه النتائج المبهرة ويكسب ثقة مجتمع اليونسكو الراقي من جهة أخرى. بعد إعادة سفيرنا إلى طهران قراءة جديدة للعلاقات القطرية الإيرانية إيران .. سوق بديل بعد حصار قطر ومنع الغذاء والدواء يرى متخصصون في العلاقات الدولية أن قرار الدوحة، بإعادة السفير القطري إلى طهران في 25 أغسطس الماضي، يأتي في سياق منطقي للأحداث وإعادة قراءة للعلاقات في ظل الحصار، عبرت عنه القيادة القطرية دون محاباة أو مغالاة بأن إيران دولة جارة ولنا معها اختلافات أكثر من دول الحصار نفسها، ولكن أمام إغلاق المنفذ البري الوحيد لدخول الغذاء والدواء لأهل قطر، كان الطريق الوحيد لتوفير هذه الاحتياجات الأساسية عبر إيران. وانطلقت الدبلوماسية القطرية بمنهجية حكيمة لإعادة علاقاتها مع إيران دون أن تخفى وجود اختلافات معها في الرؤى السياسية حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية. وينوه خبراء بحل النزاعات الدولية أن الخطوة القطرية تبقى طبيعية في إطار إعادة تموضع للعلاقات مع استمرار تعنت دول الحصار وإعادة تشكيل للتحالفات التي تفرزها الأزمات طويلة الأجل فتخرج عن كونها تكتيكات سريعة إلى استراتيجيات مستدامة. وجاء قرار الدوحة بإعادة السفير القطري إلى إيران بعد 20 شهرًا من تخفيض التمثيل الدبلوماسى بين البلدين. واللافت أن دول الحصار تناست اتخاذ قطر قرارها بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران بعد الهجوم على المقار الدبلوماسية السعودية العام الماضي، وكان ذلك تأكيدًا على التزام الدوحة بوحدة القرار والمصير الخليجي لتفاجأ بانقلاب الأشقاء عليها ومحاولتهم العبثية لفرض الوصاية على شعبها. وأثبت صانع القرار القطري قدرته على ترويض الأزمة بما يحقق مصالح شعبه ودون الضرر بشعوب الخليج وذلك بالتأكيد على اهتمامها بإقامة علاقات قائمة على حسن الجوار مع إيران باعتبارها دولة جارة وأيضا على وجود اختلافات معها في عدد من القضايا وضرورة إيقاف أي نفوذ سلبي لها في المنطقة. كما كشفت هذه الخطوة عن إدراك الدبلوماسية القطرية لطبيعة المتغيرات التي أفرزتها الأزمة الخليجية الراهنة وإمكانية تشكيل تحالفات جديدة تحكمها المصالح الجيوسياسية التي تفرضها قوانين السياسة والجغرافيا وتبقى إيران في النهاية دولة جارة ومن المهم إقامة علاقات معها قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة قطر ويدفعها في ذلك تعنت لافت من دول الحصار هدفه إحكام الخناق على دولة قطر وشعبها ومحاولة عزلها بإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية المشتركة معها. ويرى المراقبون أن منهج الدوحة في التعامل مع إيران يكشف إلى حد بعيد إفلاس دول الحصار التي تتبع منهجًا تصادميًا عدائيًا لا يمكن أن ينتج عنه سوى تداعيات كارثية لا تتحملها المنطقة في حالة اندلاع أي أعمال عدائية مباشرة بين إيران والأطراف الأخرى في دول الحصار. كما أن المنهج القطري في التعامل مع إيران يدعو دائمًا إلى الحوار والتفاوض لمعالجة كافة النقاط الخلافية على عكس دول الحصار التي تميل إلى التصعيد دون مبررات أو حتى استعدادا لمآلات هذا التصعيد على شعوبها وشعوب المنطقة بأسرها. وتتسق دول الحصاروتعنتها مع الدوحة برفض إنهاء الأزمة بالحوار والتفاوض، مع موقفها التصعيدي ضد إيران الذي يدفع المنطقة إلى أتون صراع كارثي يحرق الأخضر واليابس في منطقة ظلت لعقود نبراسا للأمن والاستقرار في العالم. وترى الدبلوماسية القطرية أنه لا حل للخلاف مع إيران إلا بالتفاوض. ودعت رسميًا على منبر الأمم المتحدة عام 2014 إلى حوار خليجي إيراني إلا أن بعض دول الحصار تعنتت ورفضت وكانت النتيجة استمرار الخلافات وتصاعد حرائق الصراعات في كافة أرجاء المنطقة.
مشاركة :