قال عدد من المتعاملين بالسوق والاقتصاديين، إن حجم التراجع الذي شهده المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي "تاسي" خلال الأسبوع الماضي، لا يتناسب في مقدراه مع تأثير المسببات التي ربطها المحللون به، وأكدوا بأن السوق ما زال بحاجة للمزيد من توعية المستثمرين المحليين، وبث الثقة بينهم في قيمة السوق والجدوى المستقبلية للاستثمار بالشركات ذات القيمة العالية به، ودفعهم إلى ضخ المزيد من السيولة التي تضمن توفير التوازن المطلوب بين العرض والطلب، وعدم الإفراط في التأثر بمؤثرات محدودة التأثير الفعلي بالسوق وبعمل الشركات المدرجة فيه. وقال المستثمر وعضو لجنة الأوراق المالية بغرفة تجارة الرياض، خالد الجوهر، لـ "الرياض" للأسف الشديد شاهدنا خلال هذا الأسبوع المنصرم تكرار التراجع الكبير في حركة المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي، وربط المحللون ذلك التراجع بثلاث مؤثرات رئيسة هي تراجع النفط وتراجع بعض الأسواق العالمية وتأثير ظهور فيروس كرونا الجديد في عدد من دول العالم، ومع أن تأثير تلك النقاط الثلاث وارد على السوق إلا أن النزول بهذا الشكل الحاد لا يتناسب في المقدار مع تلك المؤثرات فتراجع النفط كانت في الأصل حول هذه المنطقة وبالنسبة لتأثير تراجع الأسواق الأخرى فالسوق السعودي لم يتفاعل معها في الصعود فلماذا يكون التفاعل في حال النزول بهذه الحدة وبالنسبة لتفشي كرونا فما زال تأثيره غير مقدر على الشركات وقد يكون غير وارد بالنسبة لكثير من الشركات المدرجة في السوق. وأشار الجوهر، إلى أن سوق الأسهم السعودي ما زال يعاني من قلة ثقافة ووعي شريحة كبيرة من المستثمرين المحليين، والذي تدفعهم قلة المعرفة والدراية إلى التجاوب السريع مع أي خبر أو إشاعة إضافة إلى ضعف الإقبال من قبلهم لضخ المزيد من السيولة التي يرجى بأن تعمل على توازن العرض والطلب في السوق وبالتالي تخفيف الضغط عنه في حال كان هناك مؤثرات عليه. وبين الجوهر، أهمية وجود صانع معلن للسوق يضمن المحافظة على أداء السوق ويدعم خلق المزيد من الثقة في جدوى الاستثمار به وذلك على الخصوص لدى المستثمرين المحليين. بدوره قال أستاذ الاقتصاد في جامعة جدة د. سالم باعجاجة، إن تراجع مؤشر سوق الأسهم بهذا الشكل الحاد جراء تأثر المضاربين والمستثمرين بعدد من المؤثرات الخارجية يتصدرها القلق من تسجيل إصابات بفيروس كرونا في عدد من الدول المجاورة، جاء مبالغاً فيه ويكفي دلالة بأن بعض المستثمرين عرضوا أسهماً بقيمة أقل من العادلة وهذا يدفع من جديد للتذكير بأهمية وجود صانع أو أكثر للسوق يضمن استقراره في مثل هذه الحالات. خالد الجوهر سالم باعجاجة
مشاركة :