نيويورك- كشفت دراسة أميركية حديثة، أن تمتع شريك الحياة بنظرة متفائلة للحياة تقي شريكه من الوقوع فريسة للتدهور المعرفي. وتتبعت الدراسة حوالي 4 آلاف من الأزواج في سن التقاعد لمدة تصل إلى 8 سنوات، وأظهرت النتائج أن هناك صلة محتملة بين الزواج من المتفائل ومنع التدهور المعرفي. ولفت الباحثون في جامعة “ميتشيجان” الأميركية إلى أنه، من خلال النظرة المتفائلة، يمكن للإنسان أن يحافظ على الصحة البدنية والعقلية لشريكه على المدى الطويل، وبينوا أن قوة التفاؤل تكمن في أن مساعدة كل طرف في العلاقة الزوجية للطرف تمكنه من تجنب مخاطر المشكلات الصحية المختلفة مثل التدهور المعرفي، الخرف، ومرض الألزهايمر، حيث يكبر الزوجان معا. ووفقا لمكتب المراجعة السكانية في الولايات المتحدة، هناك 5.8 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط يعيشون مع مرض الألزهايمر الذي يعتبر أكثر أشكال الخرف شيوعا، ويصاب شخص بالمرض كل 65 ثانية، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يعيشون حياة أطول من أي وقت مضى، هم من يتمتعون بنظرة متفائلة في الحياة تساعد الشركاء على تجنب الوقوع فريسة للخرف، والضعف الإدراكي. وقال الدكتور ويليام تشوبيك المؤلف المشارك في الدراسة الجديدة “إن العديد من المجتمعات الصناعية تتقدم في العمر بسرعة كبيرة. وهذا يمثل الكثير من التحديات الفريدة التي قد لا نكون مستعدين لها على المستوى الصحي والاجتماعي”، مشيرا إلى أن الناس أصبحوا يعيشون حياة أطول من أي وقت مضى، ونتيجة لذلك سوف يعاني عدد كبير من الأفراد من ضعف الإدراك والخرف. وأوضح قائلا “كنا متحمسين لمعرفة ما يتنبأ به التدهور المعرفي، واكتشفنا أن الكثير منه يتعلق بالشخص ذاته، ولكن البعض منه يتعلق أيضا بالشريك الرومانسي”. وتابع تشوبيك “إن المتفائلين يقومون بجميع أصناف الأشياء الصحية، إنهم أكثر نشاطا بدنيا، ويحافظون على وجبات صحية، ويتجنبون الأشياء الضارة مثل المخدرات والكحول”. مساعدة كل طرف في العلاقة الزوجية للطرف الأخر تمكنه من تجنب مشكلات مختلفة مثل التدهور المعرفي وأكد أن “الأمر لا يتعلق فقط بتفكير المتفائلين على أن هذه الجهود سوف تترجم إلى نتائج جيدة، ولكن لديهم سيطرة على هذه الأشياء أيضا. فالمتفائل هو الشخص الذي يعتقد أن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يستحق كل العناء، لذلك غالبا ما يواصل القيام بذلك”، لافتا إلى أن الشريك المتفائل يقضي وقتا طويلا مع شريكه. وتوصل الباحثون إلى أن المتنبئين بمرض الألزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف، يركزون كثيرا على خيارات نمط الحياة. وقال تشوبيك “تعد الصحة المهدورة في وقت مبكر من الحياة، إلى جانب بعض العوامل الوراثية، من بين أكبر عوامل الخطر التي يمكن الوقاية منها من أجل التدهور المعرفي، لذلك وفي الأساس، فنحن نعرف أن تكون حالتك الجسدية أكثر صحة أي أن تكون أكثر نشاطا بدنيا، وأن تتبع نظاما غذائيا صحيا، وأن تكون أكثر تنقلا، وأكثر بعدا عن الأمراض الرئيسية يرتبط بتقليل خطر التدهور المعرفي، ولكننا كنا مهتمين أكثر بما يتنبأ بالحياة الصحية. واتضح جليا أن التفاؤل يساعد كثيرا في ذلك”. وأشار تشوبيك إلى أن “بعض الدراسات أظهرت أن الناس قادرون على تغيير شخصياتهم من خلال الانخراط في أشياء تجعلهم يتغيرون، على افتراض أن لديهم الإرادة للقيام بذلك، ويمكن للناس أن يتغيروا باتجاه التفاؤل قليلا”. وتابع “يمكنهم تجربة تغييرات كبيرة خلال حياتهم، خاصة بعد أحداث الحياة المهمة. وهناك بعض الأبحاث الأولية التي تشير إلى أنه يمكن زيادة التفاؤل”.
مشاركة :