تحقيق إخباري: المجاعة تقرع أبواب اليمن والأطفال أول الضحايا

  • 2/29/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء 28 فبراير 2020 (شينخوا) انطلقت نظرات شاخصة من عيون الطفل محمد حسن نحو الباب المفتوح، بعد أن دخل طبيب لفحص جسده النحيف في مستشفى في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث دفعت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في اليمن الملايين إلى عتبة المجاعة. ويعيش محمد حسن ، البالغ من العمر 15 عاما ويزن 14 كجم فقط، مع عائلته في خيمة في قرية نائية شرق مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، بالقرب من أحد خطوط المواجهة حيث أعاق القتال بين جماعة الحوثيين والقوات الحكومية دخول المساعدات الإنسانية لعدة أشهر. وقال الطبيب موسى دبس لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تم نقل محمد إلى مستشفى السبعين من مديرية السخنة الواقعة شرق الحديدة، حيث يعاني من سوء التغذية الحاد منذ فترة طويلة بسبب الظروف القاسية في المناطق المحاصرة". وقال محمد إن رجلا محسنا أعطى والده المال مما ساعد في نقله إلى المستشفى، "والدي يعمل كحطاب ولم يكن يملك ما يكفي من المال لنقلي إلى المستشفى لتلقي العلاج حتى ساعدنا رجل طيب". يلقي الأب، حسن، باللوم على الحرب في تسبب تدهور حالة ابنه الذي يعاني من سوء التغذية الحاد، ويشكو من أنه غير قادر على تأمين الطعام الأساسي اليومي الذي تحتاجه عائلته المكونة من تسعة أفراد. يرثي الأب حسن حاله قائلا: "أنا وأطفالي جائعون. وجبتنا اليومية هي خبز جاف وأحيانا لا نحصل عليه، لقد دمرت الحرب والحصار حياتنا، ونحن نعيش الآن بالقليل من الطعام ونسكن في خيمة". وتعد عائلة حسن واحدة من آلاف العائلات غير القادرة على تأمين وجبة طعام واحدة في اليوم أو استئجار منزل مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة عملة البلاد بسبب الحرب الأهلية. وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 80% من السكان اليمنيين بحاجة إلى دعم منقذ لحياتهم. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس في بيان في يناير الماضي أن"أكثر من سبعة ملايين يمني يحتاجون إلى مساعدة غذائية منهم أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة وأكثر من مليون امرأة حامل ومرضع تحتاج الى علاج سوء التغذية الحاد". واندلعت الحرب في أواخر عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثيين على جزء كبير من شمال البلاد وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى الخارج ، وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية في مارس 2015 لدعم حكومة هادي. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الناس، معظمهم من المدنيين، وشردت أكثر من ثلاثة ملايين، وتسببت في قطع مرتبات موظفي القطاع العام ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة. وقال محمد بصوت هادئ "أنا مريض جدا آمل أن أتعافى وأتمكن من العودة إلى المدرسة".

مشاركة :