مصائب «كورونا» عند شركات التوصيل... فوائد

  • 3/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بخلاف الأسابيع الماضية، بات بمقدور أحمد الذي يعمل في بدالة للمطاعم والورود، ممارسة لعبته المفضلة على هاتفه الذكي دون أن يقاطعه رنين الهاتف المتصل كما اعتاد يومياً، حيث أصبح الرجل يملك الكثير من وقت الفراغ مع تراجع أعداد المكالمات التي يتلقاها يومياً مع دخول «كورونا» على الخط.ووفقاً لاحصائية ميدانية أعدتها «الراي» عن نشاط السلع الاستهلاكية التقليدية في الكويت بآخر أسبوع من فبراير الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، تبين أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الطلب على السلع الرئيسية، خصوصاً الغذائية والمتعلقة بمواد الوقاية، على حساب سلع الرفاهية التي سجلت تراجعاً ملموساً خصوصاً الورود والشيكولاتة، يصل لنحو 60 في المئة، أما بالنسبة للخدمات الترفيهية وفي مقدمتها ألعاب الأطفال فتواجه غياباً واسعاً رغم وجود عطلة كانت لطالما تستفيد منها بشكل واضح.وبالنسبة للمبيعات المباشرة لمطاعم الوجبات السريعة سجلت تراجعاً بين 5 إلى 10 في المئة، وهي النسبة نفسها التي سجلتها حجوزات الطلبات الخفيفة الـ «أونلاين» مثل الشاورما والمعجنات وغيرها، لكن الملاحظ وجود انخفاض كبير في ما يسمى بمبيعات «الكاترنج» والتي تضم تجهيزات الحفلات والشاليهات والبوفيهات وللمؤتمرات والمعارض والمناسبات، حيث حققت خلال هذه الفترة تراجعاً بأكثر من 50 في المئة.وبالنسبة لمطاعم المجمعات والتي تقدم الطعام لزبائنها على الطاولات، فسجلت الأخرى انخفاضاً ملموساً يصل لنحو 60 في المئة، رغم إجراءات الوقاية التي يستخدمها العاملون في هذه الأماكن.في المقابل سجلت سلع أخرى في مقدمتها «المصابغ» زيادة في أعمالها، أما بالنسبة لمنتجات النظافة والوقاية مثل الديتول والمعقمات والقفازات والكمامات فقد سجلت ارتفاعاً في الطلب عليها بنحو 100 في المئة، كما شهدت شركات توصيل السلع الغذائية ارتفاعاً في نشاطها، بنحو 30 في المئة، مع تفضيل شريحة كبيرة من المستهليكن عدم التعرض للأسواق، والاعتماد على شركات التوصيل لإحضار احتياجاتها دون التحرك خارج المنزل مع القبول بدفع رسم التوصيل.وكان ملاحظاً خلال أمس توافر الكميات المعروضة في الجمعيات التعاونية والأسواق الرئيسية من جميع السلع تقريباً رغم عودة الشريحة الأكبر من المسافرين خلال العطلة، ما فسره البعض بأن جزءاً كبيراً من المستهلكين زاد من معدلات تخزينه في الأيام الماضية، كما أن البعض يفضل الاعتماد على خدمة التوصيل. «يا ورد مين يشتريك»أشار عدد من مديري محلات بيع الورود إلى أن مخاوف كورونا خفضت الطلب على الورود بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، لافتين في الوقت نفسه إلى أن الهبوط في المبيعات وصل إلى 50 في المئة.وقالوا لـ«الراي» إن سوق الورود مستمر على مدار العام من خلال تبادل الهدايا، وينشط في المناسبات لاسيما في عيد الأم، وعيد الحب، والأعياد الوطنية إلا أن «كورونا» أصاب السوق هذه الفترة بأضرار كبيرة لجهة المبيعات، حيث لا يرى الكثيرون أنه لم يعد من المناسب شراء سلعة ذات روائح طيبة وإهدائها لأحد قد يكون من واضعي الكمام.ولفتوا إلى أن أغلب الطلبات المتراجعة أصلاً خلال الفترة الماضية كانت تأتي عن طريق خدمة التوصيل حيث بات كثيرون يخافون من القدوم إلى المحلات والشراء منها ولذلك استعاضوا عن ذلك بدفع خدمة التوصيل التي تتباين باختلاف المناطق.وفي حين أكدوا أن الورود غير ناقلة للفيروسات، إلا أن يدركوا جيداً أن المخاوف باتت اوسع من شراء أي سلعة لها علاقة بالتنفس، مشيرين إلى أن معظم المحلات خفضت أسعارها في مسعى لمغازلة الزبائن وتعويض الطلب المتراجع بشكل كبير.«التوصيل» تركز على الأساسيقال مسؤولون في شركات التوصيل، إن الإقبال على خدمات التوصيل هبطت بشكل كبير خلال الايام الماضية، لكنها تركزت على السلع الاستهلاكية الرئيسية والمطهرات والمعقمات والكمامات.وأضافوا لـ«الراي» أن الطلب على المطاعم والأكل انخفض بشكل ملحوظ منذ الإعلان عن أولى الإصابات في الكويت بـ«كورونا»، مبينين أن معظم المطاعم طرحت عروضاً استثنائية على مواقعها لجذب الزبائن تصل لتقديم خصومات بـ50 في المئة.ولفتوا إلى أن الإقبال على خدمات التوصيل بالنسبة للسلع الاستهلاكية الرئيسية والمعقمات والمطهرات جاء بسبب خوف المستهلكين من النزول إلى الأسواق خوفاً من انتقال العدوى. وأفادوا بأن تراجع الإقبال على توصيل الطعام جاء مدفوعا بالحساسية المفرطة التي باتت تميز الكثيرين من نظافة العمال، وذلك رغم اتخاذ جميع المطاعم الاحتياطات اللازمة الموصى بها في مثل هذه الحالات من قبل وزارة الصحة.الترفيه هبط 80 في المئةأفاد عدد من المسؤولين في شركات الألعاب والترفيه بأن الإيرادات انخفضت خلال الفترة الماضية بنحو 80 في المئة، وذلك قياساً على فترات العطل المشابهة، بسبب الخوف الشديد على الأطفال من انتقال العدوى في مثل هذه الأماكن باعتبارها تمثل التجمعات.وأشاروا إلى أن أيام الأعياد الوطنية موسم للترفيه إلا أن العائلات تخشى على أطفالها من أماكن التجمعات خوفاً من انتقال العدوى إليهم، رغم اتخاذ الشركات كل التدابير الصحية اللازمة من ناحية التطهير المستمر للألعاب واستخدام المعقمات من قبل العمال والكمامات.ولفتوا إلى قيامهم بتخفيضات لزيادة الإقبال إلا أن هذه الخطوة لم تكن لتنجح في تبديد خوف الناس من انتقال العدوى في حال حدوث أي تجمعات في مثل هذه الأماكن. المصابغ... من الرابحين بخلاف الورود جاء قطاع المصابغ من الأكثر استفادة حيث زاد الإقبال عليها من المستهلكين وذلك حرصاً على زيادة جرعة النظافة التي استدعت التوجه إليها بعدد مرات أكبر من ذي قبل. وقالت مصادر لـ«الراي» إن طلب المصابغ وتحديداً الـ «أونلاين» شهد ارتفاعاً أكبر خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن تأثير كورونا على هذا القطاع كان إيجابياً، لكن يبقى أن العامل الأهم في استقطاب العملاء الخدمات المتطورة التي تقدمها تطبيقات القطاع إلى جانب العروض اللافتة لجهة الأسعار المغرية على زيادة معدلات نظافة الأغراض الشخصية وفي مقدمتها الملابس.

مشاركة :