بعـد أسبـوع صعـب.. «وول ستريـت» تترقـب آمـالاً بعيـدة

  • 3/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: بنيمين زرزور كان المأمول أن تشهد عطلة نهاية الأسبوع تطوراً إيجابياً من نوع ما، يهدئ روع المستثمرين في «وول ستريت» قبل افتتاح جولة التداول الصباحية، الاثنين، على أمل أن يتوقف نزيف الأسهم الذي انتهى يوم الجمعة على كوارث. وتركزت التوقعات حول قرار لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يخفض فيه سعر الفائدة «خفض طوارئ»، وهو ما أكدت عليه تحليلات الخبراء ومراكز البحث التي رفعت توقعات خفض الفائدة من 52% بداية الأسبوع الماضي إلى 90% في نهايته، لكن ذلك لم يحدث. ظلت العيون شاخصة بانتظار تطور جديد على صعيد انتشار «كوفيد19»، يهدئ روع قوى السوق، لكنه لم يحدث أيضاً، بل على العكس ازدادت الأمور سوءاً بعد أن حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الانتشار يقترب من مرحلة تحوله إلى وباء. وفي ظل هذه المعطيات ينتظر أن يبدأ التداول في «وول ستريت» اليوم الاثنين، وسط حذر وترقب شديدين مع وضع البيانات الاقتصادية في مقدمة اهتمامات المراقبين بعد أن انطلقت تحذيرات من عدد من الشركات حول تأثر نتائجها للفصل الثاني بتبعات انتشار الفيروس. وإلى جانب تعليق الآمال على موجة شراء ارتدادية بدفع فنيات السوق مثل اغتنام تدني أسعار بعض الأسهم إلى مستويات مغرية للشراء، وهو ما يعيد للمؤشرات عادة بعضاً من فاقدها، يتابع المستثمرون عدداً من التقارير حول الاقتصاد الأمريكي بحثاً عن معلومة تريح أعصابهم المشدودة. وكان جيرومي باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد صرح، الجمعة، بأن أساسيات الاقتصاد لا تزال قوية، وأن المجلس يتابع تطورات انتشار الفيروس وهو جاهز للتحرك عند الضرورة. وأوصى كيفين وورش، عضو المجلس بضرورة اتخاذ إجراء بالسرعة القصوى قبل افتتاح السوق الذي بدأ بتسعير الأسهم على أساس الخفض المؤكد في أسعار الفائدة في اجتماع المجلس الدوري هذا الشهر في أسوأ الأحوال. ويتلقى السوق، الاثنين، تقرير معهد إدارة سلاسل التوريد الذي يسلط الضوء على مدى تأثر القطاع الصناعي الأمريكي بالفيروس. وكان تقرير المعهد لشهر يناير/ كانون الثاني كشف عن أعلى مستوى له منذ يوليو/ تموز الماضي عند 50.9 نقطة، بينما توقع «بانك أوف أميريكا» أن يهبط إلى 50 نقطة لشهر فبراير/ شباط. كما يصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي نسخته الأحدث من تقرير «بيج بوك» الذي يكشف عن أحدث بيانات الاقتصاد وسط توقعات بتعرض القطاع الصناعي الأمريكي لضربة قوية بسبب تبعات تفشي المرض. وقالت ميشيل ماير رئيس قسم اقتصادات الولايات المتحدة في مجموعة «بانك أوف أميريكا ميريل لينش»: «للوقوف على مدى تأثر الاقتصاد بتبعات»كوفيد19«ينبغي متابعة كل من تقرير معهد سلاسل التوريد وتقرير»بيج بوك«، رغم أنه من الصعب الوقوف على مدى تأثر الاقتصاد بالفيروس بشكل دقيق في المرحلة الراهنة. ومع ذلك ظهرت علامات ذلك التأثير في بعض المؤشرات الاقتصادية». ويتابع السوق أيضاً أي إشارة تصدر عن الشركات بعد أن حذر بعض عمالقة التقنية، ومنهم «آبل» و«مايكروسوفت»، وشركة «نايكي»، و«يونايتد إيرلاينز»، من عجزهم عن تحقيق الأرباح المعلنة بسبب تبعات الفيروس. وقد سارع المحللون الاستراتيجيون في «وول ستريت» لخفض توقعاتهم الخاصة بأرباح الشركات، وأرباح الأسهم. وقال تقرير لبنك «باركليز» إن مؤشر «إس أند بي 500» سوف يهبط إلى ما دون 3 آلاف نقطة، وأن أرباح الشركات ستهبط بنسبة 2% لهذا العام. ويكشف تقرير الوظائف لشهر فبراير/ شباط الذي يصدر الجمعة، عن مدى تأثر الاقتصاد الأمريكي بما يجري في العالم نتيجة هلع «كورونا» من خلال عدد الوظائف التي حققتها القطاعات غير الزراعية، ومتوسط أجر الساعة، ونسبة البطالة التي تسجل أرقاماً وردية منذ أكثر من عام. لكن وسط هذه الصورة المملوءة بالتشاؤم هناك من المحللين من يقول إن الأسهم قد هبطت إلى مستويات غير متوقعة، وبسرعة فائقة، وهذا يعزز فرصة ارتدادها وتحقيق بعض الانتعاش. كما يعلق بعضهم الآمال على تحرك منتظر من البيت الأبيض حيث تدرس إدارة ترامب تخفيض ضريبة الشركات من بين خيارات أخرى تهدف إلى تخفيف زخم تأثير الفيروس في الأسواق.

مشاركة :