وماذا بعد الانتصار للأقصى؟ - هاشم عبده هاشم

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

•• لست هنا بصدد الإشادة بما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من اتصالات مهمة ومحورية بقيادة كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبالأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى محادثاته الهاتفية مع كل من الرئيس الفلسطيني وأمير قطر والرئيس التركي وملك الأردن.. حول الأعمال المرفوضة التي يقوم بها الإسرائيليون في القدس وتحديداً داخل المسجد الأقصى المبارك وضد المصلين، ومن تعدٍ على حرية الأديان أيضاً. •• لست بهذا الصدد لأن الملك سلمان.. قائد وزعيم مسلم بالدرجة الأولى.. وبلاده صاحبة رسالة حصرية تجاه المسلمين ومقدساتهم في أي مكان من هذا العالم.. وما فعله هو ترجمة حقيقية للدور وللمسؤولية التي يقوم عليها صباح مساء بالعمل والإنجاز وليس بالأقوال والتصريحات الإعلامية الجوفاء.. •• لكنني في الحقيقة بصدد التركيز - بشكل أساسي - على منهجية الملك (يرعاه الله) ونظرته تجاه أمته - أولاً - ثم نحو قوميته كشخصية عُرفت من النشأة بالغيرة على أمتها.. وبالعمل على كل ما من شأنه حمايتها وتأمين سلامتها.. في جميع الظروف والأوقات. •• وما يؤكد هذا اليوم هو أن انشغالات المملكة الراهنة بموسم الحج وتركيزها الشديد على تأمين سلامة الحجاج.. وكذلك قيادتها للتحالف في مواجهة الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح وتصعيد عملياتها العسكرية لعودة الأمان للشعب اليمني والاستقرار في اليمن وعودة الشرعية كاملة.. بالإضافة إلى متابعتها اللصيقة لتطورات الوضع في سورية والعراق وليبيا وغيرها.. جنباً إلى جنب جهودها الجبارة للحفاظ على أوضاع سوق البترول في مستويات جيدة وبما يجنب العالم أي كوارث اقتصادية جديدة.. إن هذه الانشغالات لم تَحُلْ دون متابعتها عن كثب لما جرى ويجري في المسجد الأقصى الشريف.. ثالث الحرمين الشريفين.. وبالتالي قيام الملك سلمان بكل هذه الاتصالات لإيقاف تلك الانتهاكات الإسرائيلية السافرة على المقدسات الإسلامية ومطالبته لأولئك القادة بالتحرك الفوري والفعال لإيقافها وتجنيب المنطقة مغبة حرب جديدة تتجاوز كل الأزمات والحروب الحالية.. وأن تضع حداً للغطرسة الإسرائيلية وللتحديات الفاضحة لقرارات الأمم المتحدة تجاه القدس تحديداً.. ونحو الشعب الفلسطيني بشكل عام.. •• وعندما تتحرك المملكة بهذه القوة والسرعة والاتساع فإنها تؤكد أن سياسة العزم والحزم والقوة والمبادرة شاملة.. لتحقق الأمان والاستقرار والسلامة لكل العرب ولصيانة حقوقهم الوطنية والتاريخية المكتسبة وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني المهضومة حتى الآن بتواطؤ دولي مؤسف مع إسرائيل.. •• إن الوضع في اليمن أو سورية أو العراق أو غيرها يهمنا كثيراً حسمه. لكن ذلك لا يمكن أن ينسينا قضية شعب كريم ظل يعاني لأكثر من (80) عاماً.. وجاء الوقت الذي نرى فيه الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى.. ويفتكون بالمصلين.. ويمارسون أسوأ الأعمال ضدهم.. •• لقد قال الملك سلمان لهؤلاء الزعماء والقادة والمسؤولين كلهم.. إننا لن نقبل بعد اليوم استمرار هذا الوضع فلا تُجبرونا على الذهاب إلى ما هو أبعد.. وإذا كانت إسرائيل تريد السلام حقاً.. وتستجيب لحل الدولتين.. فإن عليها أن توقف فوراً تجاوزاتها وتتجنب ما يهدد السلام بينها وبين العرب.. وكفى إضاعة للمزيد من الوقت.. وكفى انتهاكاً للحرمات وكرامة الإنسان الفلسطيني.. •• هذا الصوت القوي الذي غاب طويلاً.. عاد ليحضر الآن بقوة وسوف يتحول في المستقبل القريب إلى عمل عربي جماعي هدفه الأول والأخير إقامة السلام العادل.. وإيقاف إسرائيل عند حدها بعد كل الذي فعلته وتفعله بشعب فلسطين.. ولن تمنعنا الأوضاع الراهنة الأخرى بالمنطقة دون العمل على حسم هذا الملف في المستقبل القريب.. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه شعب حُرم من كافة حقوقه.. ويتهدد وجوده بالفناء. • ضمير مستتر: •• قيادة الأمة مسؤولية غير قابلة للتجزيء أو التراخي بالاعتماد على الله أولاً ثم بإعلاء شأن الشعوب وتأمين سلامتها..

مشاركة :