قمة الحسم بعد الحزم - هاشم عبده هاشم

  • 5/5/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كما قلت تمثل قمة الرياض اليوم التي تجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "يحفظه الله" بأشقائه قادة دول مجلس التعاون نقطة ارتكاز مهمة ليس - فقط - من أجل رسم خارطة العمل المشترك الجديد بين الدول الست في المرحلة القادمة وإنما لإعادة رسم خارطة التعاون بعيدة المدى مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.. تمهيداً للقمة المرتقبة عقدها بين هؤلاء القادة والرئيس باراك أوباما يومي 13 و14 مايو الحالي في كل من واشنطن وكامب ديفيد. ** هذه العلاقات التي شهدت مداً وجزراً - كان يجب تفاديها - في ظل رئاسة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في الفترة الواقعة ما بين 2001-2009م، وكذلك خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي الحالي "أوباما" من 20 مايو 2009م وحتى اليوم.. حفاظاً على هذه العلاقات في أعلى مستوياتها نظراً لتداخل وتكامل مصالحنا الحيوية وضرورة إزالة كل الشوائب التي علقت بها وأثرت فيها بدرجة أو بأخرى.. ** قمة الرياض اليوم إذاً.. هي قمة إعادة بناء وترميم هذه العلاقات وإزالة كل التشوهات التي أصابتها على أسس متينة وعميقة ومستقرة. ** وبكل تأكيد.. فإن نجاح القمة الخليجية/ الأمريكية المرتقبة هو في صالح الجميع.. وأعني بذلك في منطقة الخليج.. ومنطقة الشرق الأوسط.. وفي الولايات المتحدة أيضاً. ** وفي ظني أن تصحيح مسار هذه العلاقات الحيوية يبدأ بالإدراك الصحيح للتوجهات الجديدة التي تسود المنطقة الآن.. وتحديداً منذ تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مهامه في هذه البلاد ووضع نصب عينيه منذ اللحظة الأولى أوضاع منطقته وأمته المؤلمة.. وتصميمه على أن يعيد إليهما مكانتهما الطبيعية ما يؤدي إلى الاستقرار والأمان ويرد إليهما اعتبارهما في خارطة العمل السياسي بما نملك من طاقات وإمكانات ومواقع استراتيجية حيوية بالغة الأهمية.. ليس فقط بالنسبة لشعوبنا ودولنا وإنما بالنسبة لشعوب العالم وفي مقدمتها الشعب الأمريكي والدولة الأمريكية التي نحترم مكانتها ولا نريد لها أن تضعف أو أن تستجيب لحسابات مغلوطة قد تقود إلى اتخاذ قرارات خاطئة . ** فنحن هنا في منطقة الخليج نملك كل مقومات القيادة والقدرة على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه وأحسن في منطقة عصفت بها الحسابات الخاطئة والتقديرات اللامفهومة لموازين القوى في المنطقة بتبني سياسات "الفوضى الخلاقة" وما تبعها من سياسات متراجعة ومترددة في اتخاذ قرارات ضرورية ومهمة لمعالجة الأخطاء التي أفرزتها تلك السياسات.. ** ولسنا الآن بحاجة إلى الدخول في التفاصيل وإنما نحن بحاجة إلى القول.. إن المنطقة بعد قرار إنشاء التحالف العربي الأخير.. والانتقال من "عاصفة الحزم" التي أعادت للعرب كرامتهم وحركت في دواخلهم مصادر القوة والعزة إلى "إعادة الأمل" للشعب اليمني الذي وجد نفسه أحد أبرز ضحايا تلك السياسات الخاطئة التي فتحت الباب على مصراعيه لإيران لملء الفراغ في العراق وسورية ومن قبل ومن بعد في لبنان.. ** في هذه الظروف تأتي قمة كامب ديفيد المنتظرة.. وبالذات بعد أن برزت في الأفق ملامح اتفاق بين الدول (5+1) وإيران حول الملف النووي الإيراني وما يترتب عليه في المستقبل وما يقود إليه من توزع أدوار في منطقة ترفض دخول أو اكتساب أي طرف لأي صفة على حسابها بأي حال من الأحوال. ** وبكل تأكيد.. فإن قمة الرياض اليوم التحضيرية حريصة كل الحرص على أن تضع الأمور في نصابها لتعيد البوصلة إلى مكانها الطبيعي.. وتنطلق قمة كامب ديفيد بعلاقات أمريكا معنا ومع دول الإقليم كافة على أسس صحيحة وقائمة على الوضوح والالتزام المتبادل لما فيه خير ومصالح دولنا الخليجية وأصدقائنا الامريكان.. وهي مصالح مشتركة ومهمة وضرورية ولا نريد لها أن تهتز تحت أي ظرف.. * ضمير مستتر: ** من يحترم إرادتنا.. وقرارنا.. ومكانتنا.. نضعه فوق الرأس والعين..

مشاركة :