اختار الفنان اللبناني باسم مغنية أن تكون إطلالته الرمضانية المقبلة بعيداً عن الدراما اللبنانية، فهو سيشارك في مسلسل عربي مشترك بعنوان «ليالي الشمال» وآخر مصري بعنوان «النهاية»، مشيراً إلى أنه اعتذر عن 3 أعمال عُرضت عليه في بيروت.مغنية، تحدث عبر «الراي» عن مواقفه وقناعاته التي أوصلتْه إلى ما هو عليه اليوم، مشيراً إلى أنه لا يحب أن يستخفّ أحد به وبموهبته، وموضحاً أنه لا يقبل إلا بالأعمال التي تُرْضي تطلّعاته كممثل. • تطلّ في الموسم الرمضاني 2020 من خلال عمليْن، الأول مسلسل عربي مشترك بعنوان «ليالي الشمال» والثاني مصري بعنوان «النهاية»، كيف تتحدث عنهما وعن دورك فيهما؟- «ليالي الشمال» عمل عربي مشترك يُصَوَّر في السويد وتشارك فيه مجموعة من النجوم العرب، بينهم فراس إبراهيم، ومريم حسين، ومنى هلا وغيرهم، بالإضافة إلى ممثلين من السويد، وهو من كتابة وإخراج عماد النجار. وهذا المسلسل سياسي اجتماعي، وتدور أحداثه حول المشاكل التي تحصل حالياً في العالم العربي، وأنا أقدّم عبره دوراً جديداً يشكل تحدياً في مسيرتي الفنية. أما العمل الثاني، فهو مصري وأشارك فيه باللهجة المصرية، وهو بعنوان «النهاية» وتم تصويره بميزانية عالية جداً، وتدور أحداثه في سنة 2120 وتتمحور قصته حول تأثير الطاقة والتكنولوجيا سلباً على حياتنا اليومية وحاجتنا للتخلص منها، وأنا أحد أبطاله إلى جانب الممثل يوسف الشريف، ومجموعة كبيرة من نجوم الصف الأول الذين يطلّون فيه، بعضهم في 3 مشاهد أو 5 مشاهد أو 12 مشهداً، وهو من إنتاج شركة «سينرجي» ومن إخراج ياسر سامي.• تُعتبر من الفنانين الذين كانت لهم مواقف صارمة وثابتة تجاه اسمهم ونجوميتهم، لناحية وجودهم في الدراما العربية وعدم القبول بأعمال لا تتناسب مع حجمهم، فهل ترى أن هذه المواقف جعلتك تكسب الرهان، خصوصاً أنه لم يكن لديك حرص على الظهور على الشاشة، بقدر حرصك على تقديم أعمال تليق بتاريخك الفني؟- لا أحب أن يستخفّ بي أحد أو يقلل من شأن موهبتي. وعندما أجد أن فناناً يحصل، منذ 15 عاماً وحتى اليوم، على فرصة لا يستحقّها ويحاول أن يتفاخر عليّ، فإن موهبتي أهمّ منهم جميعاً وكذلك قراراتي وخياراتي، وأنا لا يمكن أن أقبل إلا بالأعمال التي تمثّل تطلّعاتي وفكري ونظرتي إلى كيف ستكون عليه الدراما. ولا شك في أنني أخطأتُ كثيراً في بداياتي ولم تكن كل خياراتي صائبة، ولكنني تعلّمتُ وإلا لما كنتُ اليوم نجماً ناضجاً ويفكّر بطريقة أفضل. أنا فنان اشتغلَ على نفسه. وفي أوقات كثيرة كنتُ بحاجة إلى المال، وبالرغم من ذلك رفضتُ الكثير من الأعمال، ودفعتُ الثمن جلوسي في البيت من دون عمل، لأنه كان لديّ إصرار كبير على عدم تقديم أعمال دون المستوى. بالطبع تبقى هناك بعض الاستثناءات، حيث شاركتُ بسبب ظروف معيّنة بأعمال لم أكن راضياً عنها تماماً، ولكنها مرّت خلال مسيرتي. ولكن هذا صار من الماضي، ومثلاً اعتذرتُ في الفترة الأخيرة عن 3 أعمال في بيروت من المفترض أن تُعرض في رمضان المقبل.في النهاية، هناك فارق كبير وشاسع بين تقديم أدوار لا معنى لها وأعمال لا تصل إلى الناس، وبين المشاركة في أعمال هادفة لها معنى. • هل تعني أن استراتيجيتك أوصلتْك إلى ما أنت عليه اليوم؟- هي ليست استراتيجية، بل شخصيتي التي تجعلني أقرر وأتصرف بعيداً عن أي تخطيط أو تفكير. أحبّ أن يقدّر الناس ما أقدّمه. في المقابل، هناك من يقدّرون أشخاصاً لا معنى لهم ولا يقدّرونني، وهم أحرار. المهمّ أن أحترم نفسي، لأن مَن لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخَرون.• هل ترى أن نجومية بعض الفنانين، تقاس بحسب ما ينشرون عبر «السوشيال ميديا» من صور وتعليقات وفيديوهات وليس عبر أعمالهم؟- هذا نوع آخَر من النجوم، ولكنه ليس معياراً. لنفترض أن الناس أحبوا فناناً من خلال «السوشيال ميديا»، فهل سيستمرّون بمتابعته لمجرّد أنه حقّقَ نجوميّتَه عبر «السوشيال ميديا»؟ في المقابل، قد يكون هذا الفنان موهوباً وساهمت «السوشيال ميديا» في الإضاءة عليه ومتابعة الناس أعماله. بالنسبة إليّ، أحبّ أن يكون كل شيء في محله، وأن يتم استخدام «السوشيال ميديا» في أمور معينة، ولست ممّن ينشرون صورهم وهم في «VIP lounge»، بل أخجل من ذلك. ويمكن أن أنشر «بوست» صغيراً خلال توجهي إلى مصر مثلاً، أو لمتابعة حلقة معينة من أعمالي، أو لمعرفة رأي المتابعين بها، ولا أنشر ما له علاقة بحياتي الشخصية إلا إذا تَعلَّق الأمر بأمور مهمة كعيد زواجي أو عيد ميلاد زوجتي. لستُ من نوع الذين يفتحون عيونهم ويكتبون «بونجور» على «تويتر»، والبعض يفعلها وتليق به، ونحن نتقبلها منه ولكنني شخصياً لا أتقبل نفسي في أمور مماثلة. أحياناً يمكن أن أهنّئ فناناً بمناسبة عيد ميلاده على «تويتر» في حال لم يكن هناك تواصل بيننا عبر الهاتف، ولكن توجد بيننا محبة وصداقة بعيدة. إلا أن الفنانين الذين تربطني بهم علاقة صداقة أتصل بهم مباشرة ولا ألجأ إلى «تويتر».• نشرتَ مقالاً كُتب عنك في مصر، ما سبب حرصك على نشر هذا المقال، مع أنه كان بالإمكان متابعة المقال عبر الإنترنت؟- عادة لا أنشر كل شيء، إلا في حال كُتب عني بطريقة جميلة جداً. يصلني الكثير من المديح والفيديوهات والصور على «السوشيال ميديا»، ولكنني لا أنشرها، خجلاً واحتراماً لزملائي الذين يشاركون في العمل نفسه، لأن الناس يشاهدون ويحكمون. ولكن المقطع الذي نشرتُه كتبه صحافي مصري عبّر عن سعادته بسبب انضمامي إلى مسلسل «النهاية» وبأنني نجم لبناني، مع أن المصريين لا يتابعون الأعمال المشترَكة إلا نادراً، لأن إنتاجاتهم المحلية كثيرة ويكتفون بمتابعة الدراما المصرية. وفرحتُ لأن هذا الصحافي قدّرني ويتابع كل أعمالي اللبنانية والمشتركة. وأنا كنت قد أعلنت عن «تحدّ جديد» من دون أن أعلن عن انضمامي إلى مسلسل «النهاية»، مع أنني كنت قد وقّعت «الكونترا» وصوّرتُ لمدة سبعة أيام في مصر وعدتُ إلى لبنان، وكان لا بد من أن أعلن أنني أحد أبطال مسلسل «النهاية»، وما نشرتُه جاء وكأنه إعلان عن مشاركتي فيه.• هل تشعر بالفرح عندما يصلك التقدير من مصر؟- منذ العام 1998 وأنا أشارك كضيف في الدراما المصرية، كما كنتُ بطلاً من أبطال مسلسل «لا تطفئ الشمس»، وكنت في كل مرة أحظى بالتقدير في مصر.• أكثر من لبنان؟- بل أنا أُقدّر في بلدي أكثر، ولكن في مصر يتعاملون معي بشكل رائع، خصوصاً شركة «سينرجي» في مسلسل «النهاية» وقبْلها «إيغل فيلمز» في مسلسل «لا تطفئ الشمس». التقدير الكبير يجعلني أشعر بالخجل، لأنهم يعاملون النجوم بطريقة خاصة. الشركة التي تتباهى عند التعامل معي أفرض عليها شروطاً، أما الشركة التي تكون محترَمة بالتعامل معي، فتُشْعِرُني بالخجل، والأمر نفسه في لبنان. تَعامُل المصريين مع النجوم لا يمكن إلا تقديره.
مشاركة :