قد تتغير الأرقام لدى نشر هذا المقال، وعقب نشره، ولكن فيروس كورونا يجب أن ينظر إليه من جوانب مهمة، وأبرزها طريقة تعامل الدول مع هذا الفيروس الذي لا ينظر لجنسية أو دولة معينة، وليس الوقت مناسباً لاستعراض نظريات المؤامرة، لأنها تشكل فيروساً آخر أشدّ من كورونا، وهو فيروس الخوف والذعر. تتشابه الدول باتخاذ الإجراءات الرسمية التي تتناسب مع أوضاعها، لكنها تختلف في إدارة الهواجس والمخاوف في مجتمعاتها، ففي مثل هذه الحالات يجب أن يكون هناك حرص وعناية تامان بكل منتج توعوي حول الوقاية من الفيروس، ولا يجب أن تكثف الأخبار والتوصيات الوقائية بشكل مفاجئ، والتي قد تشعر المتلقي بوجود أمر مريب. في السنوات الماضية ظهرت أمراض مثل «سارس»، وغيرها من الأوبئة والفيروسات، ولم تكن المخاوف كبيرة كما نراها اليوم بسبب تعدد وسائل الاتصال وسهولة نشر المعلومة بغض النظر صحتها أو لا أو تنقيحها بحيث لا تكون مثيرة للذعر، بل من الضروري جداً طمأنة المجتمع بالأرقام. على سبيل المثال، لا توجد -ولله الحمد- أي حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في الإمارات، و25% من الحالات تشافت وتعافت من الفيروس. لذلك مهم في هذا الجانب الشفافية في الإعلان عن الحالات بالأرقام، وهو تحديداً ما تقوم به الدولة، وهذا أقل الإسهامات الدولية التي من الممكن أن تقدمها الدول في مساعدة منظمة الصحة العالمية في سبيل إيجاد الحلول. ولم يقتصر دور الإمارات للتصدي للفيروس في حدوده الدنيا، بل رفعت السقف منذ بداية ظهور المرض في الصين، عندما أبدت الدولة استعدادها لأي مساعدة تطلبها بكين، ناهيك عن إجلاء العرب من مدينة ووهان الموبوءة، بالإضافة إلى التعاون مع منظمة الصحة العالمية لإيصال 7.5 طن من المساعدات إلى إيران، في خطوة إنسانية تمثل أخلاق الفرسان. لا ينبغي أن يقتلنا الخوف، ولا ينبغي في الوقت ذاته أن نقلل من أهمية الموضوع، ولكن علينا أن ننظر بتفاؤل وأمل وثقة، وكل الإجراءات التي اتخذتها الإمارات على الصعيد الداخلي والخارجي حظت بتقدير الجميع، بما فيهم منظمة الصحة العالمية، ممثلة بمديرها الإقليمي الذي أشاد بالنظام الصحي للدولة، واستجابتها الفورية للتعامل مع الفيروس.
مشاركة :