ماجد الرئيسي يكتب: علم الإشاعة !

  • 2/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ظهر في نهاية القرن التاسع عشر ما يسمى بالصحافة الصفراء، بسبب المبالغات التي كانت تنشرها الصحف في تلك الحقبة. وبالرغم من اختلاف الأساليب المستخدمة في وقتنا الحاضر لصناعة الإشاعة وتعددها، إلا أنها تصب في النهاية في خانة الحروب النفسية، والتي لم تعد محصورة على الصحف والمواقع الإخبارية، أو تصريحات منسوبة لمسؤولين، ففي عصرنا الحديث قد تردنا عشرات الأخبار بأسلوب «الجوبلزات»، وقد نعتقد أنها حقيقة ! الإمارات ليست بعيدة عن هذه الأخبار المضللة والمزيفة، والتي تستعرض وتنقل على شكل مصادر متعددة وبلغات مختلفة، تحاول في الأخير إسباغ مصداقية لخبر غير صحيح بالأساس كما يسمى إعلامياً بصناعة الأحداث، فالأمر لا يحتاج إلى جهد كبير، فمن خلال منزلك تستطيع اليوم إنشاء موقع إخباري، وتنشر ما تشاء فيه من الأخبار، وهذا تحديداً ما تقوم به اليوم بعض الشبكات الإعلامية المعروفة، والتي اتخذت من هذا الأسلوب وسيلة لإعادة إحياء مصداقيتها بين الجمهور الذي أصبح له اليوم مدارك أوسع في التحري عن صحة المعلومة من عدمها. كما أصبح من السهل تتبع المصادر المذكورة في الخبر وحقيقة ما نشرته، ومن السهل أيضا معرفة الموقع المولود حديثاً لغرض نشر خبر مزيف، أو حتى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وما إذا كانت مجرد خلايا إلكترونية تديرها مؤسسات تابعة لدول أم أنها أدوات شخصية؟. مهمة الكشف عن التحريف والتزييف في الأخبار ليست بالسهولة التي قد نتصورها فهناك الكثير من المحترفين في العالم المختصين بصناعة المحتويات المزيفة، والتي يصعب الكشف عنها، وتتسم خطورتها في سرعة انتشارها، خصوصاً إذا كانت مادة مرئية أعدَت بعناية بمعايير نفسية بغرض التأثير على الرأي العام. وبحسن نية قد يتداول البعض المحتوى المضلل بيننا، ولكن يجب أن ندرك جيداً كمجتمع أن أهم ما يسعى إليه صناع التضليل النيل من هيبة مؤسساتنا والتشكيك باقتصادنا وضرب تماسكنا الاجتماعي. لنسأل أنفسنا مع كل خبر ومحتوى الأسئلة التالية، من الكاتب؟ ما الهدف منه؟ لماذا الآن؟ وماهو المصدر؟.. بلا شك ستحصل على الإجابة.

مشاركة :