رواد الأعمال الشباب قاطرة التغيير

  • 3/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

"لا يمكننا العثور على العمال المناسبين"، "من الصعب التغلب على كل الإجراءات البيروقراطية للحصول على تراخيص لمصانعنا"، "نحن ننفق كثيرا على الكهرباء". تلك عينة من شكاوى رواد قطاع الصناعة التي استمعت إليها خلال اجتماعي معهم في صعيد مصر. وقبل تدوين ملاحظاتي، كنت قد حاولت أن أتقمص شخصية رجل أعمال وهو يستمع لشكوى عميل. كنت، في هذا التوقيت نفسه من العام الماضي، قد نظمت "هاكاثون" لأكثر من 200 مبتكر شاب في أربع محافظات في الصعيد، حيث ناقشوا التحديات التي يواجهونها في الحياة اليومية ويسعون جاهدين إلى إيجاد حلول مبتكرة لها. دفعني هذان الموقفان إلى الجمع بين هاتين المجموعتين، قادة القطاع الصناعي والمبتكرين الشباب، على أمل أن يساعد المبتكرون الشباب ورواد الأعمال على إحداث تحول في صعيد مصر. وباستعراض عام للنظام عندما ننظر بعمق في منظومة ريادة الأعمال خلال هذه الأيام، نجد كثيرا من الأنشطة، مثل المسابقات والتدريب وغيرها من الفعاليات التي تزيد الوعي بالوضع القائم وهو أمر مشجع لرواد الأعمال المتعطشين للتعلم والابتكار. لكن يظل السؤال، ماذا بعد؟ حيث يستفيد الشباب الذين يطمحون في اقتحام ريادة الأعمال من هذه البرامج ويبدأون فعليا أعمالهم التجارية لكنهم لا يجدون من يأخذ بأيديهم طوال الرحلة أو يساعدهم على النهوض من جديد في حالة الفشل. وذلك فضلا عن محدودية فرص التمويل التي تعد عقبة أخرى. وتؤثر هذه العقبات في الشركات الناشئة في صعيد مصر التي يمكن أن تغلق أبوابها وتنهي نشاطها في مرحلة مبكرة للغاية. وتلعب شخصية معظم رواد الأعمال دورا مهما في أسلوب تعاملهم مع نقص فرص العمل وضعف القطاع الخاص، الذي يعد هو نفسه محركا رئيسا للنمو وإيجاد فرص العمل. وقد يكون مؤسس أي شركة ناشئة خريجا جديدا من الجامعة يحاول إيجاد الفرص لنفسه ولغيره لكن نظرا لوجود عدد قليل من الشركات الدولية في محافظات الصعيد، فإنهم لم يكتسبوا أي مهارات مهنية من قبل. ومع هذا، فهم يتحلون بالشغف ولديهم رؤية للتغيير. والأهم من ذلك، أنهم ملتزمون حقا بالتعلم والسعي لتنمية شركاتهم الناشئة. الابتكار هو عمليات وإجراءات وفقا لشركة التصميم العالمية، IDEO، هناك أسطورة تحيط بالابتكار والإبداع. وهي إما أن تكون لديك موهبة، وإما ليست لديك موهبة، ولا يمكن إلا لحكيم مثل ستيف جوبز ابتكار أفكار جديدة. لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة: إذ يمكن تعلم الإبداع من خلال الممارسة. فالثقة الإبداعية تتعلق بالقدرة أو المهارات المكتسبة في عملية توليد الأفكار الجديدة واحتضانها والعمل عليها. إذا تبنينا هذا الأسلوب من التفكير يمكننا العمل من خلال عملية تركز على فهم واضح للمشكلات أو التحديات. وأعتقد أن هذا يمكن أن يحدث من خلال التوفيق بين الطرفين اللذين اتصلت بهما في العام الماضي -رواد الأعمال وقادة قطاع الصناعة. إنها وسيلة تساعد الشباب على إحداث تحول في صعيد مصر وإحداث تأثير حقيقي في مجتمعنا.

مشاركة :