< أسقط مجلس الشورى مقترحاً يمنح هيئة مكافحة الفساد صلاحيات منها مراقبة حسابات المسؤولين المتخمة لحد الانفجار بعد وقت قصير من تقلدهم مناصبهم -بحسب تعبير أعضاء-، واعتبر أحد مقدمي المقترح الدكتور ناصر بن داود أن تعديل نظام «نزاهة» فرصة للمجلس الذي منع من دراسة ومراجعة تنظيمها قبل صدوره، وهو ما جعلها «هيئة خداجاً» -طبقاً لقوله-. وكشف ابن داود في جلسة أمس (الإثنين)، تجاهل بعض الجهات الحكومية «شرط وضع الأنظمة» قبل درسها في مجلس الشورى واللجوء إلى تنظيمات مبسترة، ما اعتبره التفافاً على الأنظمة الأساسية الثلاثة (النظام الاساسي للحكم، ونظام مجلسي الوزراء والشورى). واعتبر أن الاستغناء عن التنظيم وسنّ الأنظمة لما فيه تجريم وعقاب نوعاً من الفساد التنظيمي، وأن المجلس ملزم بمواجهة هذا الأمر ما دام الأمر متاحاً له وفق نظامه، متأملاً من زميلهم السابق نائب رئيس هيئة الخبراء الحالي عمرو رجب أن يسهم في القضاء على ظاهرة التنظيمات التي تنخر في المشروعية النظامية للأجهزة الحكومية. وبالعودة إلى هيئة مكافحة الفساد، قال ابن داود إن الهيئة الحالية غير قادرة على ممارسة صلاحياتها والقيام بمهامها، لأنها تنطلق من لا شيء، طارحاً تساؤلات تبيّن قصور دور الهيئة على ملاحقة من يقود السيارات الحكومية خارج وقت الدوام أو من يسكن الفنادق على حساب شركة ما؟ وأضاف بأن الهيئة لا تجرؤ على عمل لجان التعديات في إزالة التعديات على أملاك الدولة داخل النطاق العمراني، أو الحفاظ على الأراضي الحكومية الممتدة على شواطئ المملكة، ومراقبة حسابات المسؤولين داخل المملكة وخارجها بالتعاون مع جهات محلية ودولية، وعزا هذا العجز إلى أن الهيئة لا تستطيع التحقيق أو فرض عقوبات لأن نظامها الحالي غير مكتمل. ولم يعد انقسام أعضاء المجلس ولجنة الهيئة الرقابية جديداً حول مقترح العضوين ناصر بن داود وموافق الرويلي -نشرته «الحياة» في ٢٦ نيسان (أبريل) الماضي، وزاد على نقاشهم تحت القبة أمس مسألة ضرورة فصل السلطات وألا تمنح الهيئة سلطات القضاء وحق التحقيق وإصدار العقوبة. فيما غرد العضو عبدالله الناصر بعيداً في رفضه لتعديل نظام «نزاهة»، لأن أفكاره مستوحاة من خمسة أنظمة عربية من بينها فلسطين، وقبل أن يتمنى توطين الأفكار وتأكيد عدم حاجة السعوديين إلى الاستعانة بعقول جيرانهم العرب قال: إن السلطة الفلسطينية تحت الاحتلال وليست النموذج الذي يحتذى في مكافحة الفساد، وبحسب دراسة علمية فإن السلطة الفلسطينية تحتل المرتبة الثانية في الفساد حول العالم». أما العضو الدكتور خضر القرشي فخفف من روع الأعضاء القلقين بشأن التعديل الخاص بمنح «نزاهة» حق إصدار الجزاءات والتحفظ على الأموال من النظام حال أقرت ملاءمته سيتم تقويمه بشكل جيد قبل إقراره، وقبل أن يصوت المجلس بعدم ملائمة مقترح التعديل قال القرشي مخاطباً زملائه تحت القبة: «لو سقط النظام لا أدري أين نذهب أمام الله؟». الحربي تُـمنع من تقديم توصية «العالمية» لحساسيتها < لم تتضح أسباب منع رئيس جلسة الشورى الدكتور محمد الجفري أمس الدكتورة دلال الحربي من تقديم توصية طالبت فيها بأن تكون خطبة الجمعة في الحرمين الشريفين ذات مقصد عالمي وخطاب شمولي يوجه لمناقشة قضايا الإسلام والمسلمين المعاصرة، إذ لم تنفع محاولات الحربي بعد عدولها عن تأجيل توصيتها في الحصول على الإذن بالكلام وتقديم التوصية. وأرسلت الحربي ورقة تبلغ الرئيس برغبتها في تقديم التوصية بعد أن كانت تود تأجيل تقديمها، وبدا رئيس اللجنة الإسلامية والقضائية الدكتور فالح الصغير متفاجئاً برغبة الحربي، وعلمت «الحياة» أن هذا المنع ربما يعود لحساسية التوصية، والتي استدعى تدخلاً من رئيس المجلس حين قدمتها الحربي للمرة الأولى في آخر شباط (فبراير) الماضي. وكانت الحربي تطالب بألا تقتصر خُطب الجمعة في الحرمين على الشأن المحلي، أو الوعظ والإرشاد والتخويف من النار وتقوى الله، مضيفة: «المعتمر يأتي من أنحاء العالم ولا تهمه هذه الأمور، أرى أن تكون خُطب الجمعة ذات بعد عالمي»، واستدعت تدخلاً من رئيس المجلس كي لا تُفهم الحربي خطأً في الإعلام. وفي السياق ذاته، وافق مجلس الشورى على توصيات عدة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، منها منحها حق الترشيح لوظائفها واستثنائها من إجراءات الترشيح الخاصة بالخدمة المدنية، والمطالبة بإحصاء الداخلين إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي بطريقة آلية، وصرف بدل طبيعة عمل للموظفين الميدانيين في الرئاسة. من جهة أخرى، أيّد أعضاء الشورى استقلالية المجلس الصحي السعودي ليمارس أدواره الرقابية والتنظيمية بكفاءة، وأن يرتبط برئيس مجلس الوزراء عوضاً عن وزير الصحة، وهو مقترح تقدّم به عضو المجلس السابق الدكتور خالد المحيسن (رئيس «نزاهة» الحالي)، والعضوة الدكتورة حنان الأحمدي، والمقترح لا يزال قيد الدرس. مشاهدات } رفض العضو علي الوزرة عقوبة التشهير في أنظمة الزراعة، منها نظام للنحل، وقال متهكماً: «ذبابة طارت وش أسوي بها؟!، بعض الأنظمة لا يحتاج التشهير». } انسحبت العضوة دلال الحربي من جلسة الشورى أمس اعتراضاً على منعها تقديم توصيتها حول خُطب الجمعة. } طالب السلطان بالحفاظ على الآثار الإسلامية في مشاريع الحرمين، معقّباً بتساؤل عن بلايين «تروح وتجي». } استغرق رد اللجنة الإسلامية على انتقادات الأعضاء لرئاسة الحرمين 18 دقيقة. } يتراسل الأعضاء ملاحظات مكتوبة أثناء الجلسة، وتربك الرسالة العضو وقت مداخلاته الصوتية، فعضو يكمل من دون الالتفات إليها وآخر يقع في أخطاء نحوية، والبعض يستشهد بها مباشرة.
مشاركة :