هل هي حرب غبية أم مخادعة؟ - سهام الشارخ

  • 6/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا تتوقع أن تحقق نتائج جديدة ومختلفة إذا كنت تؤدي العمل بالأسلوب نفسه في كل مرة، وإذا كنت تريد أن تحصل على نتيجة أفضل فعليك أن تستعد للتغيير وتبحث عن العوائق والأسباب وتعالجها، هذه قاعدة تعلمناها لنحقق النجاح، فلا نجاح بدون عمل شاق فكري وجسدي وإلا فإن فعلنا هو كمن يتوقع حصاداً وهو لم يزرع. هذا الكلام ينطبق على أميركا التي تكافح الإرهاب منذ سنين ولم تنجح، وذلك لأنها تعتمد المقاربة نفسها، وهاهي الحكومة العراقية لا تكف عن الاستنجاد بأميركا رغم أنها تشكو بالوقت نفسه من غياب الاستراتيجية الأميركية في قتال مايسمى (داعش)، وهو الأمر الذي يقر به بعض المسؤولين الأميركيين، فمنذ بدأ التحالف الذي تقوده أميركا بالضربات الجوية وتنظيم داعش الإرهابي يتوسع أكثر وأكثر، وحتى عندما يتراجع في مناطق يعود ويظهر في أماكن أخرى وبتكتيكات جديدة، مما قد يؤكد ما يقال أن أميركا لا تهدف إلى القضاء على التنظيم بقدر ماتريد الحد منه، وإلا مامعنى اعتمادها على مليشيات عراقية كالحشد الشعبي في مواجهة التنظيم، ووضع يدها بيد إيران في حربها على الإرهاب؟، كيف تحارب أميركا الإرهاب بالإرهاب؟ ألا تعرف أنها كلما اعتمدت على إيران كلما قوت التنظيم الإرهابي؟. هنري كرامبتون المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية وهو من قواد الحرب في أفغانستان ضد طالبان قال عن الأميركيين: إنهم يشنون الحرب التي يريدون القتال فيها ولكن ليست حرباً من شأنها أن تؤدي إلى نجاح! وباعتقاده أنهم لا يفهمون نوع الحرب التي يجدر أن يشنوها، ويقول أحد قادة العمليات الأميركيين إن الإدارة الأميركية تخطط لحرب تمتد لأجيال، وليس لأجل فوز يتحقق في سنوات قليلة قادمة، أي أنه لا استراتيجية محددة للحرب على الإرهاب، وبالتالي فهذا يعني المزيد من تقدم التنظيم وتزايد الإرهاب. ليس ذلك هو التناقض الوحيد في أسلوب حرب أميركا على الإرهاب، فهي تقدم الدعم للحكومات الظالمة ولو بشكل غير مباشر ومقصود كما فعلت مع المالكي في العراق بحجة أنه يكافح الإرهاب وهو ما تفعله الآن مع النظام السوري دون التفات لمعاناة وعذاب الشعبين العراقي والسوري، ونسمع من سنوات عبارة تقول لا شرعية للأسد، ولا مكان ولا دور له في مستقبل سورية ومع ذلك تقوم أميركا بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية لقتال داعش ولكن دون المساس بالأسد! إما أنها حروب إرهاب غبية أو مخادعة!

مشاركة :