نجحت الكاتبة والمترجمة المغربية، الزهرة رميح في أن تنقل إلى اللغة العربية بعض أهم القصص القصيرة من روائع الأدب الصيني الحديث. ففي تلك القصص نستمتع بمتعة التعرف على نوعٍ جديد من الأدب له مذاق خاص، وله خصوصياته المميزة وعوالمه المختلفة النابعة من عمق حضارته الضاربة في التاريخ، ومن ضخامة جغرافية لها تنوعها وارتباط هذا التنوع باختلاف العادات والفلسفات والمعتقدات، خاصة أننا في العالم العربي لا نعرف الكثير عن هذا الأدب الذي تحول صعوبة اللغة الصينية دون ترجمة ما يكفي منه لرسم معالمه. أما عن هذه المجموعة، فتقول المترجمة إنها تتكون من ثلاث قصص من إبداع ثلاث كاتبات صينيات معاصرات ينتمين إلى مرحلة التسعينيات من القرن الماضي وهي: «نهر سيشوان» للقاصة شي زيجيانو، و«شجرتان مزهرتان» للقاصة يي ميو، و«يداً في يد» للقاصة فانكسيا وكينغ. تلتقي هذه القصص في كونها تصور مظاهر الحياة المعاصرة في المجتمع الصيني، وكذلك وضعية المرأة ومشاكلها في ظل تطور المجتمع وانفتاحه على النمط الاقتصادي الغربي. كما تتميز شخصياتها بقوة الإرادة والتحدي. ففي قصة «نهر سيشوان» تلقي الضوء على الازدواجية التي يعيشها الرجل الصيني، عندما ينبهر بالمرأة المثالية ويتمناها، لكنه في الوقت نفسه يخشى الارتباط بها. وتحرص الكاتبة على تصوير شخصياتها النسائية تصويراً يجعل القارئ يتعاطف معهن تارةً لضعفهن وهشاشتهن ويعجب بهن تارة أخرى، لمواقفهن الصلبة وقدرتهن على المواجهة وتحدي الصعوبات التي تعترض طريق انخراطهن الكلي في البناء والتنمية. وفي قصة «يداً في يد» للقاصة فانكسيا وكنيغ، ترصد حياة العميان، سواء منهم الذين ولدوا بهذه العاهة أو الذين أصيبوا بها بعد حادثة أو مرض ما. وتعكس القصة روح التفاؤل والإرادة القوية للتغلب على كل المعيقات، من أجل حياة طبيعية وبناءة. إن هذه القصص، تعطينا صورة حية عن حياة المجتمع الصيني المعاصرة المتعددة الأوجه، بما فيها من تناقضات وصراعات بين الماضي والحاضر.
مشاركة :