التهويل والمبالغة في رصد بعض الحالات والتعليق عليها ينطوي على محاذير عدة وعواقب لا تُحمد عقباها، إذ إن المتلقي سيبوب تصوره وفقاً لما سمع أو رأى ويكون التصور مبنياً على هذا الأساس وبالتالي فإن رد الفعل النفسي سيتماهى مع التصرف والسلوك محدثاً الاهتزاز والارتباك في تصوير مغالط للمفهوم وفق اختلال الأساس، فالأساس أو بالأحرى مصدر استقاء المعلومة جانب الدقة وتنقصه الثقة مما يسهم ولاريب في نشوء التضليل المؤذي، المضرة التي تجلبها هذه الأكاذيب تصيب الاستقرار في مقتل، فكر ملياً في هذا الأمر فكما أن لك أحباباً يخافون عليك فللناس أحباب كذلك يخافون عليهم، أن التعامل مع هذا الزائر الشرس كورونا يتطلب قدراً كبيراً من الحكمة والتوازن والمزيد من تكاتف الجهود المعنوية لتخطي تبعاته, التهويل والتهوين هما فخ المرحلة الذي يجلبه هذا التعيس، في حين أن التعاطي مع الحالات المختلفة لاسيما في حماية صحة الإنسان ليست وليدة اللحظة فالتجارب وخبرة الممارسة توحي بإمكانية السيطرة والتحكم لطرد هذا الدخيل بتوفيق المولى عز وجل وقدرته سبحانه في كف أذاه عن البشرية, جنون البقر انفلونزا الخنازير انفلونزا الطيور وغيرها تصدى لها العالم ولفظ شرها خارجاً بخسائر محدودة، وفي مقابل ذلك فإن التهوين والتقليل من شأن سبل الحماية يؤدي حتمًا إلى مستويات متدنية في الجانب الوقائي, الحرص على النظافة جسر العبور لصحة دائمة وسكينة مستدامة، وسلامة تحقق الشعور بالاطمئنان وطاعة للرحمن القائل في محكم التنزيل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). الميكروبات والجراثيم تتكاثر وتنقل مآسيها إلى البشر أحياناً بمحض إرادتهم لإتاحتهم المجال رحبا لنموها لتستقر بالأجساد وتنخر في الأجسام الصحيحة السليمة. إن إهمال النظافة يجر إلى عواقب وخيمة سواء كان على مستوى الصحة والبيئة أو على مستوى القلق النفسي المصاحب لتبعات انتشار تلك الأوبئة، فضلاً عن أثر هذا الأمر من الناحية الاقتصادية مما يشكل هدراً للجهود والطاقات والأموال لمكافحتها والحد من خطورتها, الحرص على النظافة محور ارتكاز التفكير السليم والعقل الواعي، وقد يهتم الإنسان بنظافة جسمه ويحرص على تحقيق مستوى جيد بهذا الصدد، كالدخول إلى دورات المياه وتحقيقه هذا المستوى فيما يخصه، بمعنى أنه يحرص على نظافته الشخصية بينما يترك المكان متسخاً معتقداً أنه سيسلم من تبعات هذا الأمر، وهذا الخطأ بعينه فإذا انطلقت هذه الجراثيم فإنها ستنتقل عبر الأشخاص من خلال العدوى وعبر الهواء ناهيك عن أثرها السلبي على البيئة. ولبلوغ مستوى مطمئن في التعامل اللائق فإن ذلك يتم من خلال تكثيف النشرات المختلفة لتثقيف الأفراد بهذه القيمة القيمة، إلى جانب جهود قطاعات الدولة المختلفة أيدها الله في هذا السياق فإن المشاركة في تحقيق الأهداف تعزز من تضافر الجهود، وسؤالي هو لماذا لا يتاح المجال للقطاع الخاص وتحديدًا شركات النظافة في نشر العبارات المؤثرة وتصوير الحالات المعبرة التي يتسبب فيها إهمال النظافة لاسيما في مداخل دورات المياه في المدارس والمستشفيات والملاعب وجميع المرافق بالإضافة إلى العبارات التي تنبه إلى أن نظافة المكان مصدر الأمان لمجتمع نظيف وتحفيز الذهن حينما يرسخ المفهوم المراد تمريره وإبراز منتجاتها للإفادة والاستفادة لجميع الأطراف، التنافس في مجال الصحة والتعليم عصب التنمية الفكرية المستدامة، ويدفع باتجاه تقديم الأفضل والأمثل، وقانا الله وإياكم من الشرور ونبتهل إلى المولى سبحانه بلطفه وكرمه أن يحفظ الجميع إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مشاركة :