رغم الغياب.. ستبقى حضورا متجددا

  • 3/20/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يرحُل رجلُ على مستوى الوطن في الشأنِ الرياضي والفني وحب الوطن في شخص الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة فكم تتصورون هذا الحزن الذي يعتصر قلوب محبيه وفي مقدمتهم الرياضيون ونوادي هذا الوطن، رحل الشيخ عيسى لكنه ليس كرحيل باقي الأفراد؛ فقد كان أبًا وأخًا وصديقًا لكلِ من يجالسُه في مجلسهِ وسفراته، وكان كلما التقى بأحبته نادهم من بعيد حتى وإن كانوا من عامة هذا المجتمع الطيب.  إن رحل عنا أعزُ الرجال فإن كل الكلمات التي نصوغها ونكتبها فيه وعنه قليلة في حق هذا الإنسان الذي كان دائما وأبدا ذا سجلٍ يتلألأ من خلال ابتسامته، وكلمات شعره، وصوته المميز والمحبب، والذي كلما تحدث تريده أن يستمر. إن مناقب الفقيد كثيرة كما كانت إسهاماته أيضا فالفقيد على مدى نصف قرن استطاع أن يزرع في قلوبِ كل الناس وكل بيت في هذا الوطن قيم الحب والوفاء، وهو من وضع البنى الأولية لانطلاق كأس الخليج العربي لكرة القدم من المنامة عاصمة البحرين، وكانت حياة الشيخ عيسى حافلة في تعامله وفكره وعطائه وليس سرا فقد قدَّم للجميع الكثير من وقته وماله فكان ،رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، شاملا في معارفه وثقافته، فقد أثرى الساحة الثقافية والشعرية ولا سيما ما تغنى به عن البحرين بأجمل قصائده الجميلة ذات الكلمات الشعرية التي تصل إلى القلب دون استئذان فكان فعلا هرمًا في الإبداع الفني وهرمًا في الرياضة على مستوى جميع أندية الوطن، ولا جدال إذا قلنا إن الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيَّب الله ثراه جامعة لما له من مسيرة حافلة وعلاقات لا تُعد ولا تحصى في الداخل وعلى مستوى الخليج والوطن العربي، قال فيه الشيخ علي بن خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم: «إن مملكة البحرين فقدت شخصية كبيرة نالت كل الاحترام والتقدير من قبل أبناء البحرين نظير دورها في وضع اللبنات الأساسية للحركة الشبابية والرياضية في مملكة البحرين عبر المساهمة في رسم استراتيجية تطويرية» مشيرا إلى أنه قدم عطاء في المجالين الرياضي والشبابي من خلال تقدمه للعديد من المناصب القيادية في الشأن الرياضي والشبابي. وُلد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة رحمه الله في عام 1939 وعاصر الرياضة بمختلف أنواعها ومحطاتها منذ بدء طفولته ثم عندما صار لاعبا ومشرفا وإداريا ومديرا ورئيسا ومسؤولا في كل الميادين الرياضية في الملاعب والأندية والمؤسسات الرياضية، إضافة إلى موهبته في الشعر الذي تغنى به الكثير من المطربين وعلى سبيل الذكر لا الحصر أغنية «واقف على بابكم ولهان ومسير» التي غناها فرج عبد الكريم ومزج فيها اللحن بطابع الحزن إذ إن كلماتها كانت الدافع إلى ذلك، ثم أتم دراسته في جامعة القاهرة ونال الشهادة في الحقوق عام 1963 وعمل قاضيا في محاكم البحرين حتى عام 1968 وفي عام 1968 انتقل إلى العمل في الحرس الوطني مستشارا قانونيا ثم نائبا للقائد العام بقوة دفاع البحرين ثم وكيلا لوزارة الدفاع حتى عام 1976 وبعدها عُيَّن وكيلا في وزارة الإعلام منذ عام 1976 حتى عام 1988 ثم تقلد منصب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في عام 1988 بدرجة وزير، كما تولى رئاسة نادي البحرين الرياضي عدة سنوات ثم رئيسا فخريا، كذلك تولى رئاسة الاتحاد البحريني لكرة القدم بدءا من عام 1973 ثم رئيسا للجنة الأولمبية البحرينية، كذلك كان عضوا في لجنة التحكيم الدولية باللجنة الأولمبية البحرينية وقد نال العديد من الأوسمة والجوائز المهمة والشرفية والتقديرية في الحقل الرياضي، وفي مقدمتها وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الأولى ووسام الدفاع الوطني من دولة الكويت والوسام الفضي من اللجنة الأولمبية ووسام التميز الأولمبي الذهبي. وختاما قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم تغمَّد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وكل محبيه من رياضيين وفنانين ومثقفين وإعلاميين الصبر والسلوان، وكل الرثاء لهذا الرجل طيب القلب.

مشاركة :