يسافر وخلال السفرة يخطط لسفرة أخرى.يذهب إلى مطعم وقبل أن يأكل يبحث عن مطعم أفضل منه.يصل أكله فلا يأكله منشغلاً بصور أكلات في المطعم نفسه، يبدو شكلها أفضل من طلبه الذي لم يجربه.لا يترك هاتفه من يده، وطيلة فترة بقائه في يده لا يتوقف مؤشر البحث في غوغل.الكويتي في حالة بحث دائم يبحث في كل شيء وعن كل شيء ولا يرضى بشيء، معتقداً أن هناك أفضل منه وحين يذهب إلى ما اعتقده أفضل يكتشف أن الذي جاء منه كان أفضل منه وهكذا... هو في دوامة دائمة مع الأفضل دافعه نقده، فهو لتفوقه في النقد يخشى أن ينتقد ولتوجه من النقص يسعى للكمال عبر غوغل الذي لديه الحل الدائم لجميع مشاكله في نقص المعلومة.لذا نجد الكويتي خبيراً في السياحة ومحللاً في الاقتصاد وسياسياً من الطراز الأول واجتماعياً متفرغاً بالحديث عما يعرف وما لا يعرف والله يعافي غوغل.تثق في غوغل وقدرته على كشف المستور وأحوال الطقس وحالة البحر أكثر ما تؤمن بالقضاء والقدر، وتعتقد أن غوغل معصوم من الخطأ وهو يخطئ أكثر منك.غوغل يعطي كل شيء لكنه يخفي شيئاً واحداً، هو كل شيء متعة اللحظة التي نفقدها باحثين عن أفضل منها، فنحن نهدر الحاضر بين أمرين... تفكير في ماض وتخطيط لمستقبل.وبعيداً عن شؤون الفنادق والمطاعم والسياحة والسفر غوغل لا يصنع منك مثقفاً فالثقافة لا تقاس بكم المعلومات التي تحصل عليها عبر المواقع الإلكترونية على السريع وعلى الماشي، و«تيك أوي» بل بالوعي بالمعلومات المتراكمة عند تحولها إلى سلوك ونهج وأسلوب حياة بتوافق الأفعال مع الأقوال.وبعيداً من الثقافة نحن عموماً شعب نبدع في التخطيط، ولأننا نستنزف قوانا في البحث والتنقيب نفشل في التنفيذ ننشغل في «الجوجلة» عن المجهلة حتى في إجازاتنا وأحلى ما فيها ألا نفعل شيئاً ولا نعرف شيئاً ونرتاح من صخب العالم المنقول إلينا عبر أجهزتنا النقالة التي تكرسها في «الجوجلة».أنت ليس كولومبس ولا ماجلان والمطاعم والمقاهي والأسواق ليس رأس الرجاء الصالح، فتوقف عن الاكتشاف واستمتع باكتشاف نفسك التي تكتشف متأخراً أنها طافتك وأنت ما يطوفك شي!reemalmee@
مشاركة :