يعد فيروس كورونا العابر للقارات محنة يمر بها العالم لكنه في نفس الوقت أعطانا عدة دروس لا تنسى منها أن العلم والاهتمام به لم يعد رفاهية أو اختيارا، بل أصبح ضرورة ملحة لبقاء أى دولة. من الضروري فهم آلية عمل الفيروس داخل الجسم، وما الذي يجعل أعراضه تسبب معاناة المرضى، مع العلم أن نسبة الوفاة بسببه 2-4 %، إذا استطعنا فهم ذلك، سوف ندرك المقصود من عنوان المقالة دون تهويل أو تهوين. عنما يصل فيروس كورونا إلى الحنجرة ويبقى فيها لمدة 4 أيام، ثم يحاول الوصول إلى الرئة، ثم يحتاج إلى مستقبل خاص على سطح الحويصلات الهوائية لمساعدته في دخول الخلية، هذا المستقبل يسمى (إنزيمات تحويل الأنجيوتنسين 2) (Angiotensin Converting Enzymes 2) يرمز إليه (ACE 2)، ويوجد ACE 2 على سطح االحويصلات في الرئة.3 أنواع من خلايا الحويصلات: النوع الأول من خلايا الحويصلات: مسؤول عن تبادل الغازات ( ثانى أكسيد الكربون والأكسجين) النوع الثاني من خلايا الحويصلات: هو المسؤول عن إنتاج "المؤثر السطحي" "Surfactant" وهو مزيج من البروتينات والدهون التي تقلل من التوتر السطحي للحويصلات الهوائية؛ (تسهيل الفكرة مثل الصابون الذى يقلل التوتر السطحي للزيوت والأتربة التي على اليد لكي يسمح للماء بغسل اليد). النوع الثالث من خلايا الحويصلات: خلايا الغبار، وهي الخلايا الأكولة (macrophages). حال العثور على مستقبلات ACE 2 في النوع الثاني من خلايا الحويصلات، وهنا تكمن المشكلة حيث يحتوى غلاف فيروس كورونا على بروتينات تسمى الأشواك المميزة لشكله وخاصة (S_Spike) التي تساعد الفيروس على الارتباط بـ ACE 2 ذلك المستقبل. عندما يحدث ذلك الترابط، تدخل المادة الوراثية للفيروس إلى الخلية ويتم تسخير الخلية لإنتاج بروتينات فيروسية، وبالتالي يتكاثر الفيروس وتموت الخلية.عندما تموت (الخلايا الحويصلات من النوع الثاني)، فإنها تطلق مواد تسمى وسطاء الالتهابات ((inflammatory mediators، وهي بدورها تحفز الخلايا الأكولة (macrophages) وتفرز 3 مواد مناعية تسمى "السيتوكينات" (cytokines) وهم: (Interleukin_1 IL_1) انترلوكين 1(Interleukin_6 IL_6) انترلوكين 6(Tumor Necrosis Factor TNF_α) عامل نخر الورم.هذه المواد الثلاثة عندما تصل إلى مجرى الدم، تسبب الأعراض المرتبطة بالعدوى بفيروس كورونا. الأعراض: أولا - على مستوى الرئتين: -تتسبب هذه المواد في توسيع الأوعية الدموية المحيطة بالحويصلة، وكذلك زيادة نفاذية جدار هذه الأوعية، وبالتالي يؤدي إلى "تورم الحويصلات" وامتلائها بالسوائل، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين وضيق التنفس. - يؤدي فقدان "المؤثر السطحي" "Surfactant" إلى زيادة التوتر السطحي للحويصلة وبالتالي يؤدي إلى انهيار الحويصلات الهوائية.. كما أنه يؤدي إلى نقص الأكسجين وضيق التنفس وأيضا تظهر أعراض الكحة.ثانيا- على مستوى الجهاز العصبي المركزي: المواد الثلاث (IL-1, IL-6, TNF_α) تذهب إلى "ما تحت المهاد" وبالتالي تزيد من درجة حرارة الجسم وتسبب أعراض الحمى.ثالثا- في حالة متلازمة الاستجابة الالتهابية الشديدة تؤدي إلى الصدمة الإنتانية (Septic shock) ويحدث فيها انخفاض حاد في ضغط الدم، ما يؤدي إلى عدم حصول أعضاء الجسم على حاجتها من الأوكسجين في الدم، ومن الممكن أن يؤدي إلىMultiple organ dysfunction syndrome متلازمة اختلال وظيفي في أعضاء متعددة وخاصة الفشل الكلوى. سبق أن تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال (صدى البلد - 24 مارس 2020) عن استخدام الصينيين للأعشاب والمواد الطبيعية بجانب العلاجات التقليدية لتقليل أعراض الحمى والالتهابات الناجمة عن العدوى وبالتالي تقليل نسبة الوفيات، وقد اكتشفت بحكم تخصصي (دكتوراة ميكروبيولوجي ومناعة) منذ نحو عام ونصف العام، مادة طبيعية تعمل على الوقاية من الفيروس وأيضا تقلل الأعراض الناجمة عند الإصابة به سواء ارتفاع درجة الحرارة أو ضيق التنفس وأيضا تقلل الالتهابات، إضافة إلى أنها تعمل على تحسين صحة أصحاب الأمراض المزمنة وسوف استعرض الأدلة العلمية من أبحاث سابقة وأبحاثي الحالية... في عام 1980 تمكن دكتور ألماني من علاج 250 مريضا بالمادة الطبيعية المقترحة لمصابين بمرض التصلب المتعدد (Multiple sclerosis) وفيه الجهاز المناعي يهاجم غمد الحماية (المايلين) الذي يغطي ألياف الأعصاب نتيجة للإصابة بفيروس، ويسبب مشاكل في الاتصال بين الدماغ وباقي الجسم.. في النهاية، قد يسبب المرض تلفًا أو تدهورًا دائمين للأعصاب. واقترح الطبيب أن المادة دعمت إنتاج الإنترفيرون والبروتينات التي تعطل قدرة الفيروس على مهاجمة الخلية وتحسن من استجابة المناعة. وفي عام 2015 أحدث مجموعة من العلماء في إيران (التهاب الدماغ والنخاع الشوكي) كنموذج للتصلب المتعدد في مجموعتين من فئران التجارب، مجموعة جرت معالجتهم بالمادة الطبيعية والأخرى بدون علاج، وبعد مرور 21 يوما وجدوا أن المجموعة التي تمت معالجتها بالمادة الطبيعية كانت مستويات نخر الورم ألفا (TNF-α)، أكسيد النيتريك (NO)، والمعايير الالتهابية والأعراض أقل بشكل ملحوظ من المجموعة الأخرى، ومن الواضح أن هذا المستخلص الطبيعي يقلل بعض السيتوكينات المؤدية للالتهابات، وبملاحظتي وتجربتي الشخصية وجدت أنها فعالة في خفض درجة حرارة الجسم. كما أن هذا المستخلص الطبيعي يحتوي على مادة تستخدم في علاج الربو وموسع للشعب الهوائية، إضافة إلى احتوائها على مجموعة فيتامينات A, B1, B2, B6, B12, C, folic acid وأيضا عدة عناصر مهمة منها الزنك، وكل هذه الفيتامينات والمعادن ضرورية لزيادة المناعة.المشكلة الأخرى التي تؤدي إلى خطورة فيروس كورونا، إصابته لأصحاب الأمراض المزمنة، وأثبتت دراسات روسية أنه بالنسبة لمرضى ارتفاع الكوليسترول وتصلب الشرايين، تقلل هذه المادة من مستوى الكوليسترول ودراسات أخرى أظهرت أنها تقلل من ما يسمى بالكوليسترول الضار (LDL) وأنها تزيد من "الكوليسترول النافع" (HDL) بعد 4 أسابيع من المواظبة عليها. بالنسبة لمرضى السكري وجد أنها تخفض من مستوى الجلوكوز في الدم، أما بالنسبة لأبحاثي الخاصة فقد تأكدت من مدى الأمان في استخدام هذه المادة الطبيعية عن طريق اختبارات السمية إضافة لفاعليتها كمضاد للميكروبات، وتمت تجربتها على جروح صعبة الإلتئام مثل القدم السكري وأظهرت فعالية عالية في تطهير الجروح وسرعة إلتئامها.واستعرضت بالأدلة من الأبحاث أنها تساعد في تقليل الالتهابات الناتجة عن العدوى الفيروسية وتدعم جهاز المناعة وخفض درجة الحرارة وتحسن من حالة أصحاب الأمراض المزمنة، كما أنها مضاد ميكروبي قوى. وأدعو -من خلال هذه المقالة- المسئولين إلى تجربتها على المرضى المصابين بفيروس كورونا بجانب البرتوكول العلاجي، لعلها تكون الوقت المناسب لإظهار هذه المادة الطبيعية إلى النور.
مشاركة :