بعد انسداد الأفق أمام القوى العالمية والدولية القومية لحل الأزمة في بنيتها والمشاكل المتعاظمة نتيجة سعيها للهيمنة والربح الأعظمي وتقسيمها للعالم وفق مصالحها السلطوية والتحكمية وضخ المفاهيم والنظم المرتبطة والخادمة لمصالحها دون أي اعتبار لمصالح وارادة المجتمعات و لدورة الطبيعة والحياة. نستطيع القول إن ظهور فيروس كورونا في هذه الاوقات والضخ الإعلامي المرافق له موضع استفهام واستغراب وبحث.مع التأكيد على أهمية المجتمعات في أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمواجهة أي مرض او وباء ومنها كورونا.. لكننا نود الإشارة الى انه كما كان أيام تدخل النظام العالمي في العراق واسقاط صدام حسين كان كل الاعلام يعرض بشكل مباشر تلك الأحداث وكان لهذا العمل رسائل وغايات منها البدء بدخول مرحلة جديدة تشمل أغلب المنطقة والعالم. كذالك نلاحظ في حالة كورونا أن هناك حربا نفسية مرافقة لضخ إعلامي كثيف ووضع أشبه بوضع كل العالم في سجن كبير .إن لهذه الجائحة أبعادا اقتصادية وأيديولوجية وسياسية ودبلوماسية وبيولوجية ربما علينا فك شيفراتها حتى نفهمها ونفهم القادم الذي من الممكن أنه سيفرض بعد تهيئة الاجواء له.إن الشلل التام في الحياة على الرغم من أن الوفيات بأمراض اخرى ربما تكون أكبر مما هو على الأغلب لزرع الخوف وتهيئة نفسية البشرية واخضاعها للإثارة المرادة.من المهم الإجابة عن الاسئلة التالية:كيف ظهر الفيروس وهل هناك من أوجده؟.... لماذا في هذا التوقيت؟.....لماذا كل هذا التضخيم؟ لماذا اكثر أماكن انتشاره حتى الأن في الصين وأوروبا وأمريكا ؟....هل حقًا ليس للمرض دواء حتى الأن؟. من ومتى سوف يعلن عن الدواء؟.في العديد من الدول القوموية الاحادية والاقصائية ومنها تركيا التي أصبحت عامل عدم استقرار وأمان في المنطقة نتيجة سياساتها الرافضة للتعددية والتنوع الطبيعي وحربها الداخلية والخارجية ضد شعوب المنطقة نتيجة لمشروعها العثمانية الجديدة التي تستهدف كامل المنطقة.استغلت السلطات التركية فيروس كورونا بإنتهازية سياسية فائقة بالغة وزادت من حربها في وقت طلبت فيه الأمم المتحدة ومؤسساتها بإيقاف القتال في كافة المناطق والدول والتركيز على مواجهة جائحة كورونا، لكن سلطات تركيا الأردوغانية قامت بعزل وسجن رؤساء بلديات المدن الكردية لحزب الشعوب الديمقراطي: باطمان(إيله)، ارغنيه، إيغيل، ليجه، سلوان،...تلك البلديات التي كانت تقوم بمواجهة فيروس كورونا ببرنامج عمل منظم، حيث إن السلطات عينت بلدلًا منهم وكلاء من حزب أردوغان حزب العدالة والتنمية .وبذالك تم من بعد انتخابات البلدية عزل 47 من رؤساء بلديات حزب الشعوب الديمقراطي تحت حجج واهية. بالاضافة الى محاولة استصدار قانون للعفو من المؤكد أنه عفو عن المجرمين والمفايويين المرتبطين بالاحزاب التركية الموجودة في السلطة دون النظر الى أوضاع السياسيين وسجناء الرأي الذين يتجاوز عددهم 250الفا ومن الممكن استغلال هذا القانون بأشكال مختلفة من قبل السلطات لتخفيف الاعباء عن أردوغان وحزبه. كذلك تجدر الإشارة الى مناطق الاحتلال التركي في الشمال السوري حيث المعابر مازالت مفتوحة لدعم المرتزقة والارهابيين وكذلك القتال مازال مستمرا رغم قرارات الامم المتحدة وممثلها في سوريا وكذلك موقف الاتحاد الأوربي بالإضافة الى كتمان تركيا عن حالات دفن الموتى بكورونا في عفرين والباب ومارع وكذلك جلب المرض بفيروس كورونا من تركيا الى مدينة رأس العين وكذلك بالاضافة الى عدم التزام تركيا بالإتفاقية الموقعة مع موسكو فيما يخص إدلب ومناطق شمال وشرق سوريا.من الملفت أن تركيا قطعت و تقطع المياه في محطة علوك عن اكثر من نصف مليون إنسان في الحسكة وريفها في وقت كل العالم والمنظمات الصحية يركز على النظافة والغسل، وفي نفس الوقت تسرق مياه نهر عفرين وسد ميدانكي وتأخذها الى الأراضي التركية قرب مدينة ريحانية، ألا يعتبر هذا دعمًا للفيروس وممارسة للإبادة يتوجب المحاسبة القانونية. زد على ذلك توجيه أردوغان للسراج والمليشيات الإرهابية والمرتزقة بالهجوم على الجيش الوطني الليبي في هذه الظروف وبهذا يستغل أردوغان إنشغال العالم وشعوب المنطقة بكورونا ويقوم بتقوية جبهات القتال وإشعالها.من خلال الممارسات التركية الأردوغانية في داخل تركيا والمنطقة يتضح أن أخطر انواع الفيروسات على شعوب المنطقة ليس فيروس كورونا بل هو فيروس أردوغان الذي يمارس سياسة الابادة والانكار. وحتى أن من قتلهم أردوغان من المدنيين الأبرياء في سوريا والمنطقة يفوق بكثير الموتى بسبب فيروس كورونا فما قتله الجيش التركي المحتل من السوريين في عفرين والباب وتل ابيض(كري سبي) وراس العين(سري كانيه) فقط يتجاوز اكثر من 5000 بالإضافة الى المناطق الأخرى في سوريا وليبيا والمنطقة.إن مايمارسه الانسان تجاه الطبيعة والمجتمع وخصوصًا ما يمارسه النظام المهيمن وبل طبيعة وذهنية هذا النظام العالمي الذي يعطي الحق لنفسه بالتدخل في كافة الدورات الطبيعية للحياة والطبيعة والإنسان للتحكم والاستغلال أنتج الكثير من الأمراض ولعل جائحة كورونا أحدها ولكن بات من المؤكد أن مايرافق هذه الجائحة من سلوكيات ومواقف من قبل النظم العالمية والإقليمية أن الانتقال الى مراحل جديدة شبه مؤكد في ظل فشل أغلب المحاولات للهيمنة وإطالة عمر الدول القوموية التي اكتمل عمرها بمرور أكثر من 100 عام على إيجادهم وهي بذاتها أصبحت غير قادرة على تأمين الاحتياجات الاساسية للمواطن للعيش بكرامة ورفاهية ولعل تركيا وايران في زمن الكورونا اكثر الأمثلة وضوحًا. لكننا نستطيع القول إن الشعوب والمجتمعات ليست مجبورة أن تفكر كما يحلو للنظام العالمي بل عليهم وعلى كافة القوى المجتمعية والديمقراطية والإيكولوجية التفكير والبحث عن المشاكل وحلولها بعيدًا عن الحرب النفسية و الخوف المرافق لهذه الجائحة مع التأكيد على أخذ التدابير والاحتياطات الضرورية للحماية من هذا الفيروس لكن دون عيش حالة الخوف الهستيري الذي يجسد أحد اشكال العبودية للذي يبثه ويعتمد عليه.
مشاركة :