إن قضية إستغلال التنظيمات الإرهابية المتطرفة ورعاتهم بكافة أنواع الطيف العقائدي والسلطوي للأزمات، فراغ السلطة، وحالات الإضطراب و عدم الاستقرار بات معروفًا للمعنيين في قضايا التطرف والإرهاب. مما يعطي فرصة لهذه الجماعات بالتنظيم وجمع الصفوف وزيادة التأثير وبالتحرك:1_ ميدانيًا . 2_على شبكة الانترنت ووسائل التواصل لزيادة الدعاية وبث مقاطعها الدعائية . وتسعى التنظيمات الارهابية لتسجل ظهورًا جديدًا، ومما لا شك فيه أن هذه التنظيمات ورعاتهم يستغلون جائحة كورونا ويعتبرونها وسيلة للتغلغل أكثر بين بين المجتمعات وخوصًا بين الفئات الشابة.لقد دعا أغلب التنظيمات الإرهابية ومنها داعش والاخوان والنصرة وبوكو حرام وحركة الشباب الصومالية وفصائل أنقرة ( السلطان مراد ، سليمان شاه ، أحرار الشرقية ، المعتصم، المجد....) وغيرهم عناصره إلى إستغلال حالة الارتباك وتنفيذ العمليات المختلفة ومنها بصيغة الذئاب المنفردة. وقالت داعش في 29 مارس أن الوباء "كان عقابًا لغير المسلمين وأنه لايجب إظهار الرحمة".في ظل إنشغال المجتمعات ودول العالم بمكافحة فيروس كورونا والحالة المرافقة لإنتشار الوباء في العالم وبين المجتمعات تطلب إتخاذ عدة إجراءات لمواجهة الجائحة وكان منها :1_الحجر الصحي والعزل للحد و لتفادي إنتشار المرض. 2_منع التجوال الكلي أو الجزئي حسب البلد.3_ تركيز الاهتمام و الموارد المالية والعسكرية لمواجهة الجائحة.4_مطالبة الأمم المتحدة بوقف القتال والحرب في العالم والتغرغ للجائحة.5_ تم توقف أو تعليق العمليات العسكرية بشكل جزئي للتفرغ للجائحة في عدة أماكن حساسة في العالم و في عدة دول كما في تعليق التحالف الدولي لعمله العسكري والتدريبي مدة شهرين منذ 19 مارس وإنسحاب المدربين كما حصل في العراق حيث سحبت فرنسا، بيريطانيا، برتغال ، إسبانيا وإستراليا. بحلول 29 مارس ، مع التأكيد على الالتزام في محاربة الإرهاب في إجتماع المجموعة المصغرة. وحتى أمريكا عملت إعادة تموضع لقواته في العراق بسبب كورونا وأسباب أخرى. ولقد حذرت مجموعة الأزمات الدولية من التهديدات الذي يشكله كورونا على التضامن العالمي وسيعيق الحرب على داعش وجهود الأمن الداخلي في العديد من المناطق. ونتيجة لخطورة الوضع كما أشار اليها منظمة الصليب الاحمر الدولي في منطقتنا وكذالك نتيجة لهذه الإجراءات المتخذة ومارافقتها في بعض الأحيان والأماكن (نتيجة عدم توفر الوعي الكافي) من حالة الإرتباك والملل والشعور بالوحدة نتيجة حالة الحجر والعزل وتوقف الاعمال وتوفر أوقات فراغ كثيرة وبعض الأحيان عدم القدرة على تأمين لقمة العيش في ظل إستمرار إغلاق الأماكن العامة والخدمية والترفيهية والسياحية لتجنب إنتشار الفيروس.عندها وجدت الجماعات والتنظيمات الإرهابية الفرصة سانحة للقيام :1_ التجنيد وضم عناصر جدد وتشكيل خلايا في أماكن عديدة.2_نشر الشائعات والاكاذيب. كما يعمل الاخوان والاسلام السلطوي عبر التوجيه على الرفض والاعتراض على القرارات المتخذة من الدول والمجتمعات لمواجهة الجائحة وزيادة حالة عدم الثقة والتشجيع على رفض الإجراءات المتخذة. والتشكيك بالارقام في بعض الدول التي لا تناسبهم وكل ذالك لمآربهم الخاصة بعيدًا عن الحقيقة. 3_نشر خطاب الكراهية والعنف والكذب ورفض الآخر عبر إستعمال وسائل الإعلام ومواقع الانترنت وما تبثه الجزيرة والاورينت وسوريا اليوم والقنوات التي تمولها تركيا وقطر خير دليل على ذالك .4_إستهداف السجون. دعا تنظيم داعش أنصاره ومن خلال صحيفته النبأ منذ منتصف مارس الى "تحرير وخلاص الدواعش في سجون المشركين من اللإذلال و..." كما حصل في سجن غويران في الحسكة ومحاولة الهرب الفاشلة. وايضًا نشر الاخوان رسالة تحريضية تحرض الناس على اقتحام السجون مستغلةً الوضع بسبب كورونا. وكذالك ما فعلته المجاميع الإرهابية التابعة للوفاق وبدعم تركي في اطلاق سراح حوالي 401 مجرم من سجن صرمان في ليبيا ومنهم دواعش.5_نشر الفيروس والتحريض على ذالك كما ورد على لسان الكثير من الاخوان كونهم لا يهمه الشعب وصحته وحتى صحة أفراده عند الهدف الأوحد هو الوصول للسلطة . 6_ تنفيذ العمليات الإرهابية : كما حصل في المناطق الواقعة في جنوب كركوك ومنطقة السخنة في سوريا مع وجود حوالي أكثر 25 ألف ارهابي متخفي في المناطق الحضرية والصحراوية. والهجمات المستمرة من قبل فصائل أنقرة وأردوغان مايسمى "الجيش الوطني السوري" على عين عيسى وتل تمر وكذالك قصف تركيا لمناطق الشهباء وشيراوا في شمال حلب السورية وقصفها لمخيم مخمور للاجئين في العراق وإستشهاد ثلاث فتيات كن يرعين الاغنام لمساعدت عائلاتهن وكذالك الحادثة الإرهابية في حي الاميرية بالقاهرة وإستشهاد اللواء محمد فوزي الحوفي أثناء تصديه للمخطط الإرهابي وأيضًا مقتل حوالي 92 عسكريا وإصابة 50 عسكريا نتيجة لهجوم البوكو حرام في شهر مارس.7_الوصول إلى جمهور جديد غير الجمهور المعتاد نتيجة توجه الناس إلى وسائل التواصل في الانترنت بسبب الحظر.8_ النهب والسلب في المناطق الجديدة وفرض الاتاوات نتيجة إنشغال الناس. 9_عمليات القتل وتحرك التنظيمات وعناصرها بدون مراقبة من الناس في أوقات الحظر.تجدر الإشارة أنه عند التحدث عن الإرهاب في منطقتنا والعالم لابد أن نشير إلى رعاة الارهاب وسانديهم وداعميهم الإقليميين مثل قطر وتركيا الأردوغانية كونهم المستفيدين والمحركين لهم بل هم الذي يجلبون الشباب من أغلب الدول والقارات ويستعملونهم كوقود لمشاريعهم السلطوية والتمددية وهم من يفتحون حوالي أكثر من 20 قناة تلفزيونية في إسطنبول ومحطات بث ومنصات إجتماعية لعمل الإرهاب وضرب الاستقرار والأمان في المنطقة في ظل دعم مالي قطري، لعلهم يأملون في أن تزيد تركيا وقطر من أوراقهم وموقفهم عند التفاوض مع قوى النظام العالمي المهيمن حول استمراريتهم في السلطة، أو حول دعم ادواتهم وتمكينهم كما يحصل في سوريا مع ما يسمى "الائتلاف الوطني السوري" أو حكومة الوفاق او في العديد من الأماكن مثل اليمن عن طريق حزب الاصلاح والقاعدة والصومال والتونس عن طريق النهضة وجهازها الخاص ودول الساحل الإفريقي دعم بوكوحرام تحت إسم المنظمات الإنسانية التركية.ومن المهم الحديث عن إستغلال السلطة التركية كونها كالمنظمات الإرهابية استغلت جائحة كورونا للإنتقام والتحكم والسيطرة حيث إنها وعلى مدار شهرين كانت غير مبالية بالأمر ولم تتخذ اي إجراء رغم وجود الفيروس عند جارتها تركيا وظلت الطائرات التركية تنتقل بين الصين وأوروبا حتى أن بعض المراقبين يقولون إن تركيا هي من ساعدت على انتشار المرض في أوروبا عبر عدم إتخاذها الاجراءات وعبر إرسال اللاجئين الى أوروبا رغم الجائحة.ومنذ الأيام الأولى أقالت وسجنت 5 من رؤساء بلديات المناطق الكردية في تركيا كما ظلت المعابر مفتوحة مع سوريا لدعم المرتزقة في مناطق إحتلالها وجلبت أكثر من 2000 مرتزق إلى ليبيا لضرب الشعب الليبي والسيطرة على مقدراته والتمدد في دول الشمال الإفريقي ومحاصرة الدول العربية الفاعلة.وعندما أجبرت السلطة التركية على إتخاذ الإجراءات نظرًا لتفشي المرض ظهر للجميع أنها ونظرًا لدعمها للجماعات الارهابية وممارستها للإرهاب والحرب فهي غير قادرة وليس في نيتها مساعدة الناس المحتاجين نتيجة الحجر وحظر التجوال مع العلم أن تركيا ومنذ 40 عاما تفرض نظام الطوارئ في (شمال كردستان)جنوب شرق تركيا دون أي إعتبار للناس المتواجدين ولإرادتهم في الحياة.ووجدت السلطات التركية كورونا فرصة للتستر ولإخفاء بعض إخفاقاتها مثل علاقاتها المتذبذبة مع روسيا وأمريكا بسبب اس 400 الذي كان من المفروض تفعيلها في هذا الشهر لكن حتى الآن ظلت "مركونة" تحت تأثير كورونا.وتم الإفراج في إطار قانون قدمه العدالة والتنمية والحركة القومية التركية للإفراج عن المجرمين والإرهابيين والعصابات المرتبطة بأردوغان مثل الإفراج عن علاء الدين كاسيكسي أو جاكيجي وغيرهما مع ترك السياسيين والبرلمانيين والصحفيين عرضة للموت في السجون دون اخذ أية تدابير.نستخلص أن التنظيمات الأرهابية ورعاتهم وجدوا في إنشغال العالم وأغلب المجتمعات في مواجهة جائحة كورونا فرصة كبيرة أمامهم لضرب الاستقرار والأمن في بعض الأماكن، و محاولة تثبيت أقدامهم وترهيب المجتمعات والاستفادة من نقص الوعي المجتمعي المطلوب وحالة توجيه الموارد الى القطاعات الصحية ، ولمواجهة هذا كله يجب إعتبار الارهاب ورعاته فيروسات لا تقل خطورتها بل أكثر خطورة من فيروس كورونا وكلاهما يمكن التغلب عليها بإيجاد نظم و ذهنية و فكر مجتمعي تحترم الطبيعة والإنسان قادر على تنظيم الحياة و على تجاوز الجائحة والإرهاب و هدفه العدل والسلام والحرية وليس الربح والسلطة والهيمنة كما يفعله النظام الرأسمالي الليبرالي العالمي.
مشاركة :