فنانة تشكيلية من ذوات الاحتياجات الخاصة، عشقت الرسم منذ طفولتها وتحولت موهبتها إلى فن راقٍ يداعبه حلم جميل، فقدت حاسة السمع في طفولتها وواجهت صعوبات النطق والإعاقة بكل صبر وشجاعة وطموح وأصرت على إيصال فنها ورسائلها بالريشة والألوان التي تنصاع لأناملها المبدعة بسلاسة محولة أحلام الطفولة إلى واقع جميل، الهام بنت محمد أبو طالب ولدت في مدينة جازان ونشأت في مدينة الطائف ومنها انطلقت وبدأت نشاطها التشكيلي، شاركت في معارض محلية ودولية ونالت عضوية عدد من جمعيات الفن التشكيلي. تقول إلهام: عشقت الرسم وكنت اتخذ من أدواته خير صديق وأجد سعادتي في هذا العالم الجميل، بدأت تجاربي بكراسة الرسم والألوان التقليدية ثم تطورت قليلا وبدأت ارسم بالألوان الزيتية، وواصلت تطوير موهبتي، وذات يوم زارنا أحد أصدقاء العائلة وهو الفنان الراحل هاشم مهنا -رحمه الله- وأبدى إعجابه بلوحاتي وعلى يده كانت انطلاقتي الأولى في مدينة الطائف، حيث شاركت في المعرض الأدبي ومن ذلك الوقت وأنا استمتع بالفن فهو عالمي الرائع اللامحدود، وأصبح الفن هو بوابة الحياة التي أعبر من خلالها وعالمي الذي أعبر من خلاله عن أحاسيسي. وكان لوالدي -رحمه الله- دور فعال في دعمي وله نصيب كبير من نجاحي فقد كان يشجعني ويدعم فني بشكل خاص وهو أول المعجبين بأعمالي إضافة إلى بقية أفراد عائلتي وزوجي أيضا، ورغم انني لم أدرس الرسم كفن إلا ان دعمهم لي ساعدني كثيرا في شق طريقي التشكيلي والمشاركة محليا ودوليا. وترى التشكيلية الهام أن الإنسان يجب أن يتغلب على معوقات النجاح مهما كانت، وتشير إلى أنه من أصعب التحديات التي واجهتها في حياتها هي فقدانها لحاسة السمع ، فقد عانت منها في الدراسة الا أن دعم الأسرة المستمر ساعدها على تخطي هذه المشكلة، لافتة إلى موقف شقيقتها «أم عبد الرحمن» التي كانت تساعدها في الدراسة حتى اجتازت المرحلة الثانوية بنجاح، وتضيف: التحدي الآخر لي كان تكوين الأسرة بعد زواجي وابتعادي عن أهلي ومسؤولية الأمومة، لكن بفضل الله سارت الأمور على ما يرام فأصبح أبنائي هم كل حواسي. وذكرت الفنانة التشكيلية الهام انه لفت اعجابها في مسيرتها الفنية الكثير من الفنانين والفنانات، وكانت تتعلم منهم وتقطف من كل بستان زهرة، وعبرت عن اعجابها بما تقدمه الفتاة السعودية من أعمال في المجال الفني، مؤكدة أن لدى الفتاة السعودية رسائل فنية راقية من خلال مواهبها الفنية المتنوعة، حيث استطاعت الفتاة السعودية أن تبدع في جميع الفنون بمثابرتها في ذلك وتخطيها العقبات، وأثنت على اهتمام المجتمع بالفن حيث أصبح مجتمعنا يهتم بالفن كثيرا بناء على اهتمام وزارة الثقافة والفنون به وإقامة المعارض الفنية التي تقدم الفنانين التشكيليين للساحة الفنية. وحول مشاركاتها وإنجازاتها قالت: شاركت في عدة معارض محلية ودولية وحصدت عدة شهادات من جميع مناطق المملكة ومصر، وحصلت على المركز الثاني في معرض رعاية الشباب في الطائف، ومعرض شخصي في الخبر، وكذلك شاركت في اليوم العالمي لتحدي الإعاقة في مركز الملك سلمان، وحظيت بشرف اقتناء الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير احدى لوحاتي الفنية. وتمنت الفنانة التشكيلية إلهام أبو طالب أن تمثل الوطن في مسابقات عالمية، كما تمنت أن يستمر المجتمع في تقديم ودعم المواهب الفنية النسائية، وإتاحة الفرص لهن لتقديم مواهبهن والتعريف بهن، وأن يديم الله على البلاد في كل شبر من أراضيها الأمن والأمان وأن يحفظ قيادتنا الحكيمة وأن يحفظ جيشنا الأغر ويرد عنه كل الأعداء.
مشاركة :