رفقاً بالسنانير! | مقالات

  • 6/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بينما كنت أسير في الشوارع هائماً على وجهي مثل مستشرق أضاع طريقه في بلاد العرب، فإذ بقط (قطو) يتلفت يمنة ويسرة، فارتبت للحال التي وجدته عليه... فسألته ماذا بك؟ فقال والخوف يملأ عينيه: أنا هارب من جمعية «حماية الحيوان الكويتية». فقلت له «ولِمَ الهرب يا أيها السنور من مكان هو لأمثالك فيه نعيم القصور؟»، فقال وقد بدا صوته همساً وهو يتلفت «إنهم يخصوننا حتى لا نتكاثر!!، هل تصدق؟». فقلت له «...أيها الكذاب الأشر، كيف تقول ما قلت في حق الجمعية التي تعمل على راحتكم؟»، أطرق ساعة وهو يفكر في حجة يرد بها هجومي الاندفاعي عليه، ثم قال «لقد تم إخصاء 500 قط، وقد قرأت ذلك في إحدى الصحف اليومية بجانب المطعم الذي كنت أتسكع فيه قبل القبض علي وإرسالي للجمعية، حتى أن (قطو) قطعة 6 والذي كان يتفاخر بفحولته بعد أن أجريت له العملية انتحر على الدائري الخامس تحت عجلات سيارة يابانية الصنع»، فقلت له باستغراب «ولماذا سيارة يابانية وليست أميركية؟»، فنفش فروته وانتصب ذيله ثم أردف بفخر لا يليق بالقطط التي تربت في البيت الأبيض إلا أن تنتحر بإطارات مركبة يابانية، (إيماناً منه بالثقافة اليابانية التي تؤكد أن من يصاب بالعار فعليه أن ينتحر). انهمرت دموع القط أمامي كدموع الخنساء حين فجعت على أخيها صخر حزنا على صديق عمره الذي كان يجول معه ويصول في حاويات قطعة 7 إذا لم يكن هناك عزائم وموائد في قطعة 6 التي يسكنان أرصفتها، فأخرجت من علبتي لفافة تبغ وأعطيته سيجارة وقلت له «هون عليك أيها الهر الوفي والمخلص لرجولتك». وبعد نفخات عدة للدخان الذي انطلق من فمه أردف قائلاً «إن جمعية حماية الحيوان احتضنت 600 كلب مشرد من الشوارع وأسكنتهم الوفرة.. فكيف يعاملون أعداءنا بهذا الرفق ويكونون معنا قساة؟!». فقلت له كي أهون عليه «يحدث هذا في الوقت الذي شردت فيه وزارة الإسكان عشرات الآلاف من المواطنين وأسكنتهم الشقق». وضع القط يده على كتفي ثم قال «هون عليك أنت أيضاً، فمادمت برجولتك فكل شيء يعوض، ولكن نحن من نعاني ونتساءل أين هو حق القطاوة في الإنجاب؟، وما هو مصير إناثنا؟، ألن يفتح هذا أبواب الخيانة أمامهن من أجل الحصول على هرر صغيرة من غير أزاوجهن التي خصيت في الجمعية؟». فرأيت أنه قط مثقف، وهذا ما شجعني أن أتكلم معه حول أوضاع البلد فتحدثنا في السياسة والرياضة والفساد وقال كلاماً حلفني بالغالي والنفيس ألا أذكره خوفاً من مباحث أمن (ذوات الأربع) حيث إنها جهة أمنية عندهم تلاحق كل من يزحف على أربعة قوائم عندما يتدخل في أمور البشر»الحمد لله أن هذه الجهة الأمنية مازالت تعتقد أننا بشر«. بعد أن أنهينا كلامنا سألني القط سؤالاً أرق مضجعي وهو»هل يا ترى يوجد في دستوركم ما يمنع الحكومة من إنشاء جمعية حماية للإنسان تقوم بنفس الوظيفة التي تؤديها معنا؟«. أسمع صوت أحد القراء وهو يقول»كيف لهذا الكاتب الصعلوك أن يستخف بعقولنا ويدعي أن هذا السنور سأل مثل هذا السؤال؟«. وردا عليك يا من سألت أقول»إذا كنت صدقتني من البداية أن القط يتكلم ويدخن وتدمع عيناه، وأكملت المقال إلى هنا.. فلماذ لا تصدق أنه يسأل مثل هذا السؤال؟!«. **** قصة قصيرة: ينادونها»ميري«وأحيانا»لچمي«..»كانتي«..»مارلين».. لا يهم، فاسمها ليس ملكاً لها لأنه يتغير مع كل عائلة تذهب لخدمتها، خصوصا إذا وجدوا صعوبة في النطق. الشيء الوحيد الثابت معها دائما هو نظرتها البائسة... ومعاملتها الأكثر بؤساً. كاتب كويتي moh1alatwan@

مشاركة :