ما قبل الحج! | سراج حسين فتحي

  • 11/1/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الحديث عن موسم الحج له شقان وجانبان، الشق الأول يختص بالشأن المحلي (الجهات الحكومية وخاصة وزارة الحج ومسؤولياتها والمطوفين ومهماتهم)، والشق الثاني يختص بالشأن الخارجي (الدول الإسلامية ومسؤولياتها نحو حجاجها)، أما الجانب الأول فهو يخص الاستعدادات المسبقة لهذا الموسم العظيم، والجانب الثاني ما بعد الموسم، وهما يشملان الشقين المذكورين في البداية. أما عن جهود وزارة الحج السعودية والجهات الحكومية الأخرى، فقد يحتاج الحديث عنها إلى مقالة خاصة لأنه يغطي مساحات واسعة من الاحتياجات والأمور التي تخص الحاج والعاملين في الميدان، والخدمات والتجهيزات العديدة التي يجب أن تُهيأ مسبقًا بأفضل مستوى وأحسن صورة، لكي يجد الحجاج البيئة المناسبة بالفعل والمريحة لهم، بحيث لا يصرفون ولو اليسير من الوقت والجهد في حل أية مشكلات تعيقهم عن أداء مناسكهم براحة وهدوء، أو مواجهة أية صعوبات قد تؤثر سلبًا على أدائهم المناسك. أما من جهة الحجاج، فمن المعروف (وللأسف) حصول تصرفات غريبة وغير مقبولة من عدد كبير منهم خلال أدائهم لمناسك الحج سواء في المسجد الحرام أو عند الجمرات وغيرها، نتيجة جهلهم بكثير من أمور الدين، وخاصة القادمين من مجتمعات محرومة من تعلم الدين بطريقة صحيحة، وأكثر من يفعل ذلك من العامة الجهلة أو أنصاف المتعلمين، وهذه هي المشكلة، ولكن من يتحمل مسؤولية ذلك، ومن يحمل راية التنوير الديني لهم، ومن لديه القدرة والوعي ليقوم بذلك؟! وكمطوف، فإني أتحدث عن واقع كنا نعيشه ونشاهده مما يحدث من بعض الحجاج نتيجة الجهل وعدم معرفة مبادئ الدين، وهم في الغالب من دول ومجتمعات جاهلة بالدين، ولذلك كان من الصعوبة تفهيمهم ما يحتاجون إليه من مبادئ خلال فترة تواجدهم في موسم الحج، رغم أننا كنا نُكلّف من يقوم بذلك من طلاب الجامعة الإسلامية من أبناء جلدتهم، ولكن لكثرة الأعداد وقصر الفترة وعدم وجود تقبل لدى بعضهم لما يُقدَّم لهم من معلومات دينية، لم تكن النتائج على المستوى المرغوب، إذن ما الحل؟! وعلى صعيد الجهود المبذولة لتوفير أرضية مناسبة من الوعي لدى حجاج الدول الإسلامية، فقد بدأت بعض الدول وبتنسيق مع وزارة الحج منذ سنوات بحملات لتوعية حجاجهم وتدريبهم على مناسك الحج، والأمور الدينية الأخرى، لكن ليس كل الدول لديها الاهتمام والرغبة الكافية، أو أن بعضها ليس مهتمًا أصلًا بالأمور الدينية عامة، ولذلك قد لا تشعر بأهمية توعية حجاجها، ولذلك ستبقى هذه المشكلة مستمرة إلا أن تُبذل جهود مكثفة من قبل وزارة الحج السعودية مع السفارات والوزارات ذات الصلة بتلك الدول للقيام بدورها في هذا المجال، وذلك لكي يتمكن عامة الحجاج من أداء الفريضة بوعي مناسب ودراية بما يجب عليهم فيها، وألا تكون جهودهم وأموالهم للحصول على فرصة الحج دون استثمار إيجابي كاف، مع رجائنا المخلص بأن يعينهم الله ويتقبل منهم، وأن يستمتعوا بكل لحظة يقضونها في رحاب الحرمين الشريفين. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :