ما وراء الأبواب؟ | سراج حسين فتحي

  • 5/16/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خلال دراستي للغة الانجليزية في أمريكا كتبت ورقة (واجب) بعنوان( !!JUST A DOOR) والذي أعجب الأبلة التي كانت تدرسنا، تحدثت فيه بلسان (الباب) عن ما يجده من تعامل البشر معه يختلف من شخص إلى آخر، ومن ضمن ما قلته على لسان الباب أنه يعايش أحداث كثيرة ويعرف تفاصيل تجري وراءه لا يعلم عنها الآخرون، وليتني قلت يومها على لسانه أشياء أخرى ربما جاء الوقت اليوم لأتحدث عنها، فهذه الأبواب تعايش حالات إنسانية تتخفى وراءها لا يحب أصحابها تعريف الناس بها لأنها من أسرارهم الخاصة جدا، وربما لو تداولتها الألسن لتحولت إلى مآسٍ لا نهاية لها أو قد تمتد نيرانها فتحرق ما تبقى من أخضر أو يابس لا يريد أصحابها لها تفشي أخبارها، ولأنها لا تزال خافية على عامة الناس وخاصتهم فإن أحدًا لا يشعر بمقدار ما يعانيه أصحابها أو معظمهم، صحيح أنها أو بعضًا منها لو ظهر على السطح فقد تجد لها حلولًا وتنتهي للأبد، أو على الأقل تخف حدتها أو يقل حجمها وآثارها. ولعل من المناسب استعراض بعض الحالات التي يسكن الألم قلوب أصحابها لكنهم صامتون صامدون لا يسألون الناس عونًا ولا يستجلبون عواطف أحد نحوهم، فكم من الشباب هو أحوج إلى الزواج لكنه يأبى ذلك إرضاءً لأمه العاجز أو كلا والديه وخوفًا من حدوث مشكلة بين أمه وزوجته فيخسر رضاء وبر والديه وخاصة أمه، وكم فتيات هن أحوج إلى الزواج لكنهن يأبين ذلك لحاجة أمهاتهن أو والديهن لخدمتهما وتوفير احتياجاتهما فتعيش الواحدة منهن عانسًا وتموت كذلك، أو أنها في نهاية المطاف ترضى بأي رجل يتقدم لها بعد وفاة والديها أو أحدهما، وكم من الشباب لا يبحث عن زوجة له لأن له أختًا أو أخوات عوانس فأصبحن قعيدات البيت، فيتحمل الشاب مسؤولية رعايتهن رحمة بهن، وكم من امرأة طلقت أو توفي عنها زوجها وترك لها أطفالًا وعيالا فأبت إلا التفرغ لرعايتهم وتوفير الراحة لهم ناسية راحتها وعالمها الخاص بها! وكم من نساء أو رجال أصبحوا في عالم العجز والحاجة إلى الرعاية لكنهم وجدوا أنفسهم نزلاء في دور العجزة رغم وجود الأولاد والبنات والأشقاء والشقيقات والأقارب والأهل، لكن أحدًا منهم لا يدري أو يسأل عنهم ناهيك عن استضافتهم وتقديم الخدمة اللازمة لهم، وهذه من أشقى الصور التي تختفي وراء الأبواب، وقد يكون لكل منهم تبريره وظروفه التي تمنعه من تقديم العون للمحتاجين من أهله، لكن....!! وكم وراء الأبواب من تعدٍ على الحقوق والإجحاف للعاملين في مؤسسات حكومية وأهلية، ولا يجد المظلومون فرصة للتعبير عن معاناتهم أو أنهم يتخوفون من إيصال رسالتهم إلى من بيده الأمر فربما يعيدها إلى ظالميهم فتحصل الطامة! ترى هل بالإمكان الوصول إلى حلول لهذه الصور من المشكلات سواءٌ في البيوت أو مواقع العمل أو حتى الشارع، وهل من أسبابها الاحساس بالضعة والضعف والهوان وفقدان الشعور بالقدرة على إيصال المظالم أو وهم متحكم يغلق القدرة على التفكير في الحلول؟ sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :