قال الشاعر السماح عبدالله: إذا كانت الظروف التي تمر بها البلاد في الفترة الحالية بشأن جائحة كورونا المستجد، تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة - التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية - فإننا يمكننا أن ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا، وسننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشعراء.الدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة.ننشر اليوم قصيدة "غربتي والموت" للشاعر محمد مهران السيد.غربتي والموت كأنَّكِ القدركأنكِ الظلالُ.. لا تفارقُ البشروذلك النَّاقوسُ.. في المساءإن دقَّ.. غرّد القمر!!فكلَّما ابتعدتُ عنكِ..ساعةً.. رجعتُرجعتُ أستظلُّ، أرتوي.. ولائِذًا بِصُحْبتِكْوحين يَرْتَخي على أريكتكجسْمي الذي أَتْلفهُ الضَّياعُ، والحنين للمطرأحسُّ بالأمان، والرِّضا، ومنعة الثراءحولي بغرفتِكْأحيا ولا أعيشُ أيَّامي.. وأنتظروحينما أكونُ بينهمْ.. أغوصُ في الضَّجرْويَسْمُـكُ الجدارُ بيننا، ويَرْتَفعْوكلما رأيتُ خيطًا من خيوطِ الحَبْلِ.. ينقطعْأدركتُ من فَوري لمَ الإنسانُ - أيًّا كان - ينتحر !في سالفِ الأيامِ كم صنعتُ قاربًا وراء قاربٍ..من الورقْوكم نقشتُ أَوَّلَ الحروف من إسمي عليهوكنت كلّما رأيتُ واحدًا منها.. مع التَّيارِ ينزلقفرِحْت !سيَّان عامَ.. أو غَرقولم أكنْ أسألُ.. أيَّ واحدٍ على الطَّريقلِمَ الزوارقُ الصِّغاروالجارياتُ في البحارْتدورُ دورتَينِ.. حَوْل نَفسها.. وفجأةً تغوصُولم تزلْ جديدةَ الطِّلاءْ !وقبل أن تُغادِرَ الميناءْ !وها أنا على مَشارفِ الخريفِ.. قَدْ وقفتولم يَزَلْ عمري - برغْمِ الشيب - ساعهولم أَسِرْ في الأرضِ.. إلاَّ خُطْوتيْن !ولم أَذُقْ بعد حلاوة الهَوى.. برغِم ما أصَبْتولم أعِ الحروفَ كلَّهاولم تزل نفْسي غريبةً - كهذا البحر - عنِّيوكل ما جمعتذراتُ رملٍ، أفلتت.. في اللَّيْل منِّيوعاريًا أعودُ مثلما.. وُلِدْتقُدِّرَ لي.. في الأربعين.. أن أُحِسَّهُ بجانبيوأن أراهُ في عيونِ من أحبْوينزع القناع عن.. عُرييوأن تقولَ لحظةُ انْتصارِه.. بأنني جبنت.. وأنَّني هُزِمْت.
مشاركة :