يقيم مركز إبداع الست وسيلة، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، مجموعة من الأمسيات الشعرية الأسبوعية بمقر المركز، ولكن الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد منعت إقامتها، لذلك فقد قرر المركز نقل هذه الأمسيات الشعرية أون لاين وذلك عبر الصفحة الرسمية لقطاع صندوق التنمية الثقافية وينشر خلالها عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "تراجيديا البكاء والغربة" للشاعر أحمد الحوتي."تراجيديا البكاء والغربة"البكاءالآن يرحلُمثل كلِّ الأمنياتِومثلَ كلِّ الراحلينْويجيء صوتٌمن كراريس الصغارِومن دماء العارفينْالآنَيجرحني ويمضيفي الفراغ، مُغاضبا!ويظلُّ قلبي مُذنبا!أبدًا يجرجرني إلى حيث الميادين الفسيحةِلا أرى شيئًافأقذف شقفةً في النيلِأجلس غاضبالا ريبَ هذا المسرح الخالييذكِّرني الرحيلْوجريدُ نخلتنا القديمةِ!إنه شوكٌبخاصرةِ الوطنْالوقت يهزمهُويكسر أنفهُوتظل تذروهُ الرياحُيظل يسخر من مآثرِهِ الزمنْ!دَمٌ ينسابُفي كلِّ الشوارعْوثنٌ وذَنْبٌ غامضٌلا شيءَ يشبههُويعرفُكان يعرفُ أن زوبعةً تمرُّ، وأنهُياءُ النداءِ المستمرِّ، وحينَ يدهمُناالجفافُ المرُّ، لا يأتي!!دمٌ ينسابُفاصلةٌوينفجرُ النداءُوأنت تصرخُبين ما يَهْوِيوحُلْمكَفي البناءْ!!"الغربة"وطنٌ يذكِّرني الرحيلْ!وطن ونيلْوطنٌ ونيلٌ راكدٌحين التجأتُ إليه ضيَّعني!وبدَّدنيوأنا التجأت إلى الشواطىءِلم أجد شيئًا!فجرجرني دمي نحو الخرائطِلم أجد شيئًا!!فجرجرني دمي ووقفتُأنظرُكان قلبينحو وجهك منصتاوالليل مرتبكٌأشكِّلُ وردةً - في الليلِ أقذفُ شقْفةً في النيلِيأتينيفنبكيثم يتركني ويبكيصامتا!!هي نخلةٌ شاختْتبادلني أنوثَتها وتبقىوحدَهافي غَمْرة الوجع النبيلِوغمرةِ الترتيلْ!هي نخلةٌوأنا هجرت مواجديفارحل بنا يا نيلُخلفَ طموحناأو خلف قاتلنا الجميلْ!هذا دمٌ ينسابُ في كل الشوارعِذا معاظَلةٌ، وذنب غامضٌلا شيءَ يشبهُهُوموعدناالرحيل!أيكون موعدناحقيقةَ ضعفنا!؟وطموحُناوطنٌ بحجْمِ طموحنا؟!أتكون - حقًا - هذه الأرض الغريبةُأرضَنا؟ويكون هذا النهر أوَّلناوآخره لنا؟!إني أصدق أيَّ شيءٍغير أن النهر يخدعناويسقي غيرَنا!!
مشاركة :