من الجميل أن تحظى بجلسة هادئة ووجبة طعام شهية وغير مكلفة، ولكن الأجمل أن يكون ذلك مع كتاب شيق تقرؤه وسط أجواء أندلسية ساحرة، بدءاً من الديكورات المحيطة بك، ومروراً بالموسيقى والأغاني التراثية التي لم يعد أحد يستمع إليها، وبين يديك الكتاب. جلسة تأخذك من عالم الإنترنت والهاتف الذكي الذي تتصفح فيه، إلى عالم الورق والحبر ومتعة الاسترخاء، فهل هناك خير من الكتاب جليس؟ كل هذا ضمن مبادرة افتتحت في مطعم صغير في غزة، بحيث تفاجأ بقائمتين أمامك، إحداهما للطعام، والثانية ستتعرف على محتواها الآن. تعزيز ثقافة القراءة الهدف من هذه الخطوة ربط الطعام بالقراءة، وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع؛ لأن طلاب الجامعة حين يأتون للمطعم يكون تفكيرهم بالأكل، ولكنهم يجدون أمامهم صفوفاً من الكتب مع موسيقى هادئة أندلسية، وأجواء شامية قديمة من حيث الديكورات، تدفعهم للجلوس ومنح القراءة بعض الوقت، والاستفادة وتغذية الروح والعقل. حملة للقراءة المطعم هو من أوائل مشاريع حملة شرعت بها مؤسسة تعنى بالقراءة لها فروعها في فلسطين، حيث إن الكتب التي تجذب القراء الشباب، وموقع المطعم بالقرب من تجمع كبرى جامعات غزة، يغري الطلاب والطالبات بالقراءة، وهذه الكتب تتنوع ما بين الروايات الأدبية ذات التوجهات المختلفة، وكتب الدين والتاريخ، وكذلك التجارب الشخصية لمشاهير العالم، بالإضافة إلى قصص النجاح للمشاهير، والمقالات التي تشجع على القراءة واقتناء الكتب. بعيداً عن الإنترنت إحدى الفتيات اللواتي جلسن للقراءة تحدثت عن سعادتها بهذه اللفتة قائلة: هذه فرصة للبعد عن مواقع التواصل الاجتماعي عديمة الفائدة غالباً، فالجلوس للقراءة متعة وراحة ويخلص من الطاقة السلبية التي تنتج عن الجلوس أمام شاشات الهواتف واللاب توب، وعلى ذلك أشعر أنني في عالم ممتع حقاً أنا بحاجة له، خاصة أن المكتبات العامة لا يتوافر فيها الهدوء، ولا يعتني بمحتوياتها التي تجذب الشباب. لك شيء في هذا العالم هو اسم الحملة التي بدأت في هذا المطعم؛ لأن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي تقوم بعدة نشاطات ثقافية في فلسطين؛ لكي تشجع الجيل الجديد على القراءة والكتابة الإبداعية، فالذي يقرأ هو الشخص الذي يكتب، وبالتالي فإن فريقاً شبابياً انبثق عن هذه المؤسسة الثقافية، وهو فريق «يراعات الشبابي» الذي تأسس عام 1996، أتاح مساحة ثقافية وأدبية لمجموعة من الشباب والشابات المهتمين بكتابة النصوص الأدبية وتحريرها، لتجمع في مجلة تصدر كملحق كل شهرين في جريدة الأيام الفلسطينية، إلى جانب تنفيذ الفريق لأنشطة ثقافية مختلفة ومنها هذا المشروع. تقليل الوزن عندما تأكل دع عقلك جانباً، يرى الأخصائي التربوي الأستاذ عيسى دراغمة أن تناول الطعام مع القراءة يقلل الوزن، في حين أن استخدام مواقع التواصل يزيد الوزن ويحفز على الطعام، وعلى ذلك فإن الانشغال بالقراءة مدعاة لعدم التركيز على الأكل، ويعلم الإنسان الانتقاء قبل أي شيء، والاختيار الصحيح والتخطيط السليم، فالعقل والجسم يتغذيان معاً في هذا المشروع الجديد، فلا عجب أن تجلس في هذا المكان، ويقدم لك النادل قائمة الطعام مرفقة بقائمة الكتب المتوافرة لديهم.
مشاركة :