توقع الخبير السياسي الدكتور هاني شادي عضو مجلس الصداقة الروسية العربية قمة سعودية خلال الأشهر المقبلة تتويجًا لما وصفها بزيارة أذابت الجمود وضخ الحيوية التي يقوم بها حاليًا ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ويرى شادي الذي تحدث لـ»المدينة» أمس من موسكو أن أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان تتجاوز الإطار الاقتصادي على ضرورته لتدشن مرحلة جديدة بالفعل في العلاقات السعودية الروسية. ويرى الدكتور شادي أن الزيارة كانت متوقعة في الفترة الأخيرة بعد أن قام نائب ريس الوزراء الروسي بزيارة المملكة حيث سلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة خطية من الرئيس بوتين. ويتفق شادي مع الصحف الروسية الصادرة أمس والتي أجمعت على أن الزيارة جاءت بعد جمود واضح على خلفية بعض الملفات السياسية ومن ثم فقد جاءت في وقتها تمامًا لتكون بداية فعلية لتطوير العلاقات بين البلدين. ويضيف شادي لعلنا نتذكر زيارة الرئيس بوتين للرياض في فبراير 2007 حيث استقبل بحفاوة كبيرة وحيث تم إرساء قواعد لبناء اقتصادي متين ترجمت عنه بعض مشروعات الطاقة والبنية الأساسية. وحينها توقع المراقبون عصرًا جديدًا ومتميزًا للعلاقات قبل أن تدخل الملفات السياسية فتلقي بظلالها على الأمر ويعود الجمود من جديد رغم الجهد الدؤوب من وزير الخارجية السعودي السابق صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الروسي بريماكوف. ويتوقع شادي أن يتضمن اللقاء الثنائي اليوم بين الرئيس بوتين والأمير محمد بن سلمان ملفات سياسية واقتصادية ضخمة ليس من السهولة حلها نهائيًا لكن اللقاء سيضع حجر الأساس من جديد لحوار صريح وبناء وهو ما عبر عنه مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف، مؤكدًا أن اللقاء سيبحث الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك الملفات السورية واليمنية والعراقية وداعش فضلاً عن التعاون الاقتصادي بين البلدين. وهنا يؤكد الخبيرالسياسي أن حجم الوفد السعودي في منتدى بطرسبورج الاقتصادي الذي يقام حاليًا يؤكد أن مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية قد بدأت فعلاً لتمهد الطريق أمام اللجنة السعودية الروسية لتوسيع آفاق التعاون. الإعلام الروسي يتحدث ويشير د.هاني شادي إلى أن الصحف الروسية التي صدرت أمس وكذلك المواقع الإلكترونية الرسمية أجمعت على أهمية الزيارة حيث قالت صحيفة «كومرسنت ديلي» إن الجانبين السعودي والروسي يعولان على المجالات الاقتصادية باعتبارها الباب المناسب لعلاقات سياسية بناءة. واتفق موقعا روسيا اليوم وروسيا الحكومة على أهمية الزيارة في تدشين عصر جديد من التفاهمات التي تصب في مصلحة البلدين. ويعزز من إمكانية حلحلة الملفات السياسية عدة أمور لعل أبرزها أن علاقات المملكة مع روسيا لم تصل إلى حد التوتر رغم سخونة بعض المواقف، فضلاً عن تأييد موسكو للشرعية في اليمن وتشديدها على الأهمية الإستراتيجية لليمن وللخليج العربي كله في الأمن القومي السعودي. ولا يستبعد د.هاني شادي التطرق إلى الملف الإيراني في اللقاء الثنائي بين الرئيس بوتين والأمير محمد بن سلمان باعتباره على درجة من الأهمية للبلدين..لروسيا التي بدأ دورها يتعاظم في الشرق الأوسط وللمملكة باعتبارها المحور العربي والإسلامي والأبرز في المنطقة. ويرى الخبير السياسي أن زيارة الأمير محمد بن سلمان زيارة تخترق ثماني سنوات من الجمود بدأت بعيد زيارة الرئيس بوتين عام 2007 وقد آن لهذه الفترة أن تنقشع خاصة مع بروز الحيوية السياسية والاقتصادية في المملكة واستعداد روسيا الواضح لمزيد من التقارب والمكاشفة في جميع الملفات فإذا أضفنا إلى ذلك أن لروسيا مصلحة كبرى من إعطاء المزيد من الحيوية للقطاع الاقتصادي في ظل التراجع الكبير لأسعار النفط وتأثيره على العملة الروسية يصبح بالإمكان القول إن الزيارة تأتي في وقت مناسب ومهم للبلدين بل للمنطقة والعالم.
مشاركة :