أصدقاء لعب الصغار.. أين يذهبون؟ - شريفة الشملان

  • 6/18/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كتب ذو القلم الرشيق أ.فهد عامر الاحمدي مقالا من مقالاته الجميلة عن الصديق للصغار، دائما مقالات زميلنا شيقة جدا، ففيها المتعة والفائدة، وفي نفس الوقت تنشط العقل والذاكرة. كلنا لاحظ صغارنا وقبلهم إخوننا الصغار يخاطبون ويلعبون مع شخصيات لا نراها، قد نضحك من ذلك وقد نتساءل، وكنت ممن تسأل، أمي عندما سألتها عن ذلك أجابتي بأن الملائكه تحب الصغار وتلاعبهم فهم يظهرون لهم، بينما لاننا كبار لا نراهم، وكم حاولت ان ارى هؤلاء الملائكة ولم أر احدا منهم، أم جيراننا قالت لي انهم جن طيبون يظهرون لهم ويلاعبونهم خاصة عندما تكون الأم مشغولة، صرت وقتها أحاول ان أسمع همس الجان، وإن كنت لا ارى فعلى الأقل أسمع، ولكن عبثا كان لي ذلك. الروايات رغم اختلافها نوعا ما ولكنها صبت في ان الصغار يَرَوْن مالا نرى ويسمعون مالا نسمع، هذا ما أورده الاستاذ الاحمدي في مقالته آنفة الذكر. عندما كبرت وصرت أما راقبت صغاري رأيت انهم كما كان اخوتي الصغار وأطفال جيراننا يشاركون أناسا لا نراهم اللعب والحديث يضحكون معهم ويتأثرون معهم.. فسرت ذلك بان الصغار يتخيلون صديقا او صديقة تشاركهم الألعاب خاصة عندما يكون الصغير وحيدا، الا ان وجود إخوة نفى ذلك. المهم الصغار لهم حرية واسعة في النظر وفي اختيار الصديق من غير عالمنا المحسوس، وهؤلاء الصغار يبدأون بفقد هذه الملكة حالما يكبرون، لكن أين تذهب أو يذهب الصديق، هل يتشكل في داخلهم وربما صديقنا في الطفولة توارى من صديق لعب ومناجاة الصغر الى داخلنا حيث هو ذلك الذي يكلمنا ونكلمه ونناقش الكثير من الأمور معه، بمعنى نهوجس معه ونتخذ قرارا باسمنا بينما هو من أقنعنا بهذا القرار ونتحمل مسؤولية القرار فرادى. هل نعود لمراقبة الصغار ونكتشف عالما نسيناه ثم نعود لنرسم الخطط مع الذي بداخلنا، ربما كل ذلك وغيره مما لا نعرفه وبعيد عن تفكيرنا، لكن يبقى للصغار عالم جميل فقدناه وهذا الفقد ساهم فيه الكبار، هل يلاعبون الصغار الذين تطحن الحروب ديارهم فيمسحون على قلوبهم الغضة وينسونهم جروحهم ولو مؤقتا؟ هل ينشرون عليهم أغطية دافئة في البرد وتهّون عليهم في الحر؟ هل هؤلاء الملائكة أو الجان ودودون جدا بحيث شفقتهم على صغار الحروب تفوق شفقة البشر فتبعث في الصغار الأمل والحب والطمأنينة؟ أصعب شيء على الصغار مفارقة الأهل والمجاورين، وأن ينسوا ركب الغيمات، وألا يبنوا بيوتا في السماء، والا يجدوا خرافا من الغيمات يجعلون لها راعيا له ناي يعزفه. أصعب شيء أن تذهب فينا دهشة الطفولة وفرحة الطفولة ولذة الاكتشاف، أصعب شيء أن تخوننا أجسادنا عن الركض في الطرقات وفي تسلق شجرة، وأكبر ظلم لأنفسنا أننا نتخلى عن الفرح لأننا كبرنا عليه، لا نحاول اختلاقه. وأن تسيطر علينا رغبة الاستسلام للناس ولما يقولون.. وضياع تلك الصديقة أو الصديق الذي حدثنا عنه رشيق القلم أ.فهد الأحمدي.

مشاركة :