أثار قرار الحكومة الإسرائيلية إلغاء حظر التجول عن البلاد، وإبقاءه على أحياء المتدينين اليهود غضب قادة الأحزاب الدينية ورؤسائها الروحيين. وأعربت مصادر مقربة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن خشيتها من تحول الموضوع إلى خلاف سياسي يصدع تكتل اليمين المتماسك من ورائه.وكانت اللجنة الوزارية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، قد قررت، فجر أمس (الأحد)، أنه لم يعد هناك مفر من مواصلة حظر التجول على سكان 7 أحياء يهودية متدينة في القدس بسبب الارتفاع الكبير في عدد المصابين فيها. ومع أن القرار جاء بتوصية وزارة الصحة، فقد انتقده وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، وهو نفسه متدين وزعيم حزب «يهدوت هتوراة» للمتدينين الإشكناز، واعتبره تمييزاً ضدهم. واحتج عليه في جلسة الحكومة، أمس. وقال ليتسمان: «يجب إقرار معايير واضحة ومتساوية لجميع المدن، المناطق والأحياء في إسرائيل من دون علاقة أو ارتباط بطبيعة السكان. والقرارات التي بموجبها ينبغي تقييد الحركة في تجمعات المتدينين فقط خاطئة ومهينة لجمهور كامل ينصاع لتعليمات القانون والحاخامات».وبناء على ذلك، قررت الحكومة وضع معايير للإعلان عن منطقة معينة أنها «منطقة محظورة» يتم تشديد القيود على الحركة فيها، وهي أن «يكون عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بكورونا أكثر من 50. أو عدد آخر يتم تحديده بموجب تطور انتشار الفيروس؛ ونسبة انتشار كورونا لكل 100 ألف شخص أعلى من المتوسط القطري؛ ونسبة ارتفاع انتشار الفيروس في الأيام الثلاثة الأخيرة أعلى من المتوسط القطري». ونصّ قرار الحكومة على أنه «بموجب هذه المعايير، فإنه كلما انخفضت نسبة انتشار الفيروس في أي مدينة، يتم لاحقاً رفع القيود على الحركة في المنطقة المعينة».وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس، عن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس إلى 10878، وارتفاع عدد الوفيات إلى 103 حالات. وقد وصفت الغالبية العظمى من الإصابات بالطفيفة؛ حيث يخضع 6932 مريضاً للعلاج والرقابة الصحية في المنازل، بينما 1074 مريضاً في الحجر الصحي في الفنادق، و1388 مريضاً أخضعوا للعلاج وشفوا من الفيروس. وأوضحت الوزارة أنه من مجمل الإصابات هناك 9058 وصفت حالتهم بالبسيطة، و155 بالمتوسطة، و174 بالخطيرة، من بينهم 123 حالة موصولون بجهاز التنفس الاصطناعي.واتضح من بحث ملف كورونا أن أكبر عدد من المصابين بكورونا في القدس، ويقع في 3 مستوطنات قائمة على الأراضي المحتلة، هي «نافيه يعقوب» و«رمات شلومو» و«راموت»، وكذلك في 7 أحياء أخرى قريبة من مركز المدينة، وأن 75 في المائة تقريباً من مرضى كورونا في القدس يسكنون في الأحياء الدينية. وبلغ عدد المصابين بالفيروس في المدينة 1959 شخصاً.يذكر أن الحكومة الإسرائيلية قررت إلزام المواطنين، منذ يوم أمس، بوضع الكمامات خلال الوجود خارج المنزل. وصادقت الحكومة في جلستها، أمس، على استمرار الرحلات الجوية إلى البلاد، لكنها اشترطت على جميع العائدين من خارج البلاد الدخول إلى حجر صحي في فنادق، تم تخصيصها لهذه الغاية.
مشاركة :