إبداعات البوابة| ابنتي قصة قصيرة لـ ياسمين حسن

  • 6/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كانت تجول في الشوارع سيدة عجوز تجاعيدها تدل على الطيبة، تنظر إلى الشوارع وإلى الناس وكأنها تبحث عن شيء فقدته ثم تتعثر في طريقها ليأخذ بيدها رجل ويقول لها: هل أنتي بخير؟ تشير برأسها أنها بخير ثم تقول له: هل لديك من الوقت دقائق؟ يقول لها الرجل: نعم. قالت له في حزن كان لديّ ابنة.. لدى ابنتي قلب كبير وعقل صغير في بعض الأمور، كانت تعاني ابنتي من التفكير المفرط لكنها كانت جذابة جدًا، كانت تملك خفة ظل، بسمتها سريعة الإستجابة، من المستحيل مقاومة ابتسامتها أبدًا كان لديها سحر، مرت أيام وشهور وسنين وهي تصارع الزمن تكسر العادات والتقاليد ولكن باختلاف، لديها لمسة خاصة لكل شيء إذا كان يبدو الشيء عادي، فور تدخلها يختلف الأمر يصبح شيء له روح، كانت تفعل هذا في أبسط الأشياء يظهر هذا في مظهرها، قهوتها، كانت تجيد الطهي تملك نفسا لا يملكه أحد. كانت شخصًا مسئولا تدير الأمور وتحل العقد كما لو كانت من الدجالين، كان لها أصدقاء كثيرون وقليلون أقربون تعطي كل شخص ما يحتاج على قدر حبها واستيعابها لهم كانت تنخدع في بعض الأشخاص ولكنها كانت تكتشف حتى لو بعد مرور وقت كبير. كانت خفيفة الظل والروح كانت تغضب سريعًا ويعلو صوتها في أتفه الأمور لكن كانت تمتلك قلبا طيبا وكبيرا ولكنها كانت عنيدة إلى الحد الذي لا نعلمه، وجريئة للحد الذي يتسبب لها في المشكلات والمتاعب، ولكن كانت لها تعيد تدوير المشكلات، تؤمن بقدرتها على الاستمرار، كانت تميل للون الأغمق كانت تحب الليل ولا تحب الصيف، كانت جميلة إلى أبعد الحدود كان لديها عيوب أيضًا، كنت مفرطة في العطاء مما أدى إلى استنزافها كليا لا تسمع لأحد كانت تدعي دائمًا انها ترى ما لم نر وأغلب الأوقات كانت محقة إذا قررت شيء لم يقدر هذا العالم كله على منعها أبدًا كانت تعرف كيف تحقق أهدافها حتى لو لم نراه هدف ثم صمتت لحظات ليسألها الرجل: وأين ابنتكِ الآن؟تجيبه في حزن: داخل قلبي ولم تخرج أبدا!

مشاركة :