بما أن كل الدول تتباهى بالإنجازات الحديثة والتقنية الجديدة، والتنمية بالإنسان والإعمار وذلك بعد حقبة من الزمن وبتقدم وتطور التكنولوجيا الحديثة، وأصبحت الدول أكثر غنى بارتفاع المدخول المادي لها، إلا هنا بالكويت!، فالبعض مازال يمتدح الكويت زمان أول - الكويت قديماً - ويتكلم عن تقدم الكويت سابقاً واحتلالها المراكز المتقدمة بالتخطيط والتنظيم والعمران وحتى بالرياضة والفن... وينتقدون الأوضاع الحالية من تردٍ في أغلب المجالات كما ينتقدون أداء الحكومة في ذلك.... الدكتور أحمد الربعي (رحمة الله عليه) قال: «الفقير والغني يشتكيان، المرضى والأطباء يشتكون، النواب والوزراء يشتكون.. والبلد يتدهور في كل المجالات، شعب كله يشتكي! أين الخلل؟!، والقضية أكبر من أن تكون في مجلس الوزراء أو مجلس الأمة، القضية ليست في أشخاص بل هي سياسات. والحل في ترتيب البيت الكويتي». صحيح أن هناك قصوراً في العمل الحكومي وبطئاً في تطبيق القرارات وتنفيذ المشاريع، وأن هناك فساداً مالياً وإدارياً، ولكن المشكله ليست فقط بالحكومة، المشكلة تقع على عاتق الجميع، فلو أخلص الموظف العادي، وأدى المدرس ما عليه، وابتكر المهندس، وراقب المشاريع، والطبيب لم يفكر في العيادة الخاصة، والرياضي كان آخر همه الجوائز المادية، والفنان اجتهد لفنه وليس من أجل الشهرة فقط، والنائب قدم مصلحة البلد على منطقته وعشيرته، والوزير بر بقسمه للإخلاص للوطن وتسهيل أمور المواطنين، والطالب إذا اجتهد لمستقبل أفضل لهذا البلد، وأضفنا إلى كل هذا الوفرة المالية لأصبحنا من أرقى الدول وأكثرها تقدماً. لأننا عندئذ سنشكل جميعاً نسيج الدولة الحديثة، ولكن لوجود الفوضى واللامبالاة من البعض والتذمر والتأفف المستمر دون العمل ولو لخطوة إلى الأمام فسنظل سنين في مكاننا، فإننا لم نتراجع ولكن الآخرين تقدموا علينا. جرينا وراء الخلاف والتعصب والعصبية ونسينا الاختلاف، فهناك فرق بينهما فالخلاف هو مجرد عناد وخروج لهوى في النفس وهي من أثار البدعة، والاختلاف هو من اثار الرحمة وإثراء العقل. فتركنا التراحم والتواصل واستبدلناهما بالفتنة والتناحر. أصبحنا نتأفف من كل شيء حتى من الجو، فلا يعجبنا حر الصيف ولا برودة الشتاء. فبدلاً من أن نحمد الله على نعمه علينا، أخذنا بالتذمر والتأفف، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» أصبحنا قوم مكاري - أي ليس لأحد دخل بما يحدث - الكل يرمي المشكلة في ملعب الآخر، وكأنه ليس هناك من يتحمل الخطأ. بما أن الوزراء المعنيين هم المسؤولون عن أعمال وزاراتهم، وهناك مشاكل وفساد فاحش ولا نرى من استقالة وزير أو حتى طلب إعفاء نفسه من منصبه، فهل يعقل أن بلداً مثل الكويت الممتلئ بالكفاءات والعقول النيرة لا يوجد بها من يمسك بزمام الإصلاح وليس بزمام التأزيم والصراخ، لأن العمل الجاد لا يكون بكثرة قص الأشرطة وافتتاح المعارض بل بقدر تنفيذ القرارات ومكافحة الفساد وتكسير الروتين واستخدام ما هو جديد في عالم التكنولوجيا. فيجب أن يكون هناك صراع على التفوق من أجل تحسين الأداء الحكومي والوظيفي، ويجب أن يكون هناك ديمومة للدولة وليس إدارة الأشخاص، أي تغيير النظام الحالي لمؤسسات الدولة وإنشاء نظام مؤسسي لا يعتمد على إدارة الأفراد والسعي على إقرار منهج «إدارة مؤقته تعمل على ديمومة الدولة». اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه... kuwaiti-7ur@hotmail.com @7urAljumah
مشاركة :