«السعودية تستخدم القنبلة النيوترونية في هجومها على اليمن!». كان ذلك عنوان الخبر المنشور باللغة اليابانية بتاريخ (24/5/2015م) على موقع وكالة الأنباء الإيرانية في نسختها اليابانية. المؤلم هنا أن ذلك الخبر تصدر نتائج البحث على محرك جوجل الياباني عن البحث بكلمة (السعودية) في ذلك التاريخ. وأنا أكتب هذه الأسطر تصدر نتائج البحث خبر آخر لنفس الموقع عنوانه: «تواصل الجرائم السعودية ضد اليمن!». في مقالة اليوم نناقش الاستراتيجية الإيرانية الإعلامية على الانترنت مع مقارنة بأدائنا في معركة صناعة الأخبار في عالمنا المعاصر.. بداية اسمحوا لي أن أعرض عليكم مقتطفات من الخبر المشار إليه أعلاه حسب ما بثته وكالة الأنباء الإيرانية والذي يقول: «شدد الخبير الأميركي (غوردون دوف) أن السعودية استخدمت السلاح النيوتروني على جبل نقم، ونشر تقريراً على موقع (فيترانس تودي) مزوداً بالأدلة العلمية حول القنبلة التي سقطت على جبل نقم الأسبوع الماضي.. مؤكداً أن طائرة إسرائيلية مطلية بألوان سلاح الجو السعودي هي من ألقت بالقنبلة النيوترونية». أعلم أنكم ستضحكون فالخبر المزعوم من كذبه وتلفيقه لا يستحق حتى الرد عليه من وجهة نظرنا في المملكة، ولكن هل سيحمل نفس الانطباع من قرأ الخبر باللغة اليابانية والإنجليزية والصينية؟؟ إن الموقع المشار إليه ينشر يومياً كمية هائلة من هذه الأخبار المغلوطة والتي تصور السعوديين كمجرمين يستخدمون أسلحة محرمة دولياً أمام الرأي العالمي. وللأسف الشديد فالكثير من مواقع الأخبار والمدونات تتناقل الخبر ويقرؤه الخبراء والباحثون الذين سيتأثرون مع مرور الزمن بجرعات الأخبار المقيتة من هذا النوع والساعية لتشويه صورة المملكة وسمعتها والإساءة إلى قيادتها وشعبها. ومن خلال متابعة بسيطة للموقع الإيراني بنسخته اليابانية فالموقع يستشهد بقناة العالم ووكالة سبأ للأنباء والصحف التابعة لحزب الله والتي بدورها تستشهد به. أما موقع (فيترانس تودي) للأخبار والتقارير باللغة الإنجليزية فمدعوم من إيران بهدف نشر الأخبار المسيئة والكاذبة عن عدد من الدول وفي مقدمتها المملكة!! بكلمة أخرى نحن أمام دولة تنفذ خطة بناء على استراتيجية بعيدة المدى لصناعة الرأي العالمي من وجهة النظر الإيرانية. وفي الأسطر التالية أعرض عليكم مقارنة بسيطة بين موقع وكالة الأنباء السعودية (واس) وموقع وكالة الأنباء الإيرانية على الانترنت. عدد الزوار شهرياً لموقع واس 220 ألف زائر وبالمقابل عدد زوار الموقع الإيراني 4,1 ملايين زائر وبكلمة أخرى مقابل كل زائر لموقعنا هنالك حوالي عشرين زائراً للموقع الإيراني الإخباري. وأحد الأسباب هو عدد اللغات المستخدمة حيث تقدم واس الأخبار بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية. وبالمقابل فالموقع الإيراني يقدم الأخبار بثلاثين لغة. والسبب الآخر هو تصميم صفحات الموقع الإيراني بحيث تتصدر نتائج محركات البحث بينما يبدو أن صفحات موقع واس غير مصممة بهذا الشكل!! من ناحية أخرى فعدد المواقع التي وضعت روابط لموقع واس بلغت 1151 موقعاً مقابل 18025 موقعاً وضعت روابط للموقع الإيراني... إذاً ما الحل؟ الحل ليس في كتابة مقالات في صحفنا أو استحداث هاشتاق باللغة العربية نخاطب فيه بعضنا تاركين الساحة للإعلام المعادي للحديث عنا وتشويه سمعتنا بلغات العالم، فالإيرانيون بدؤوا بنشر أخبارهم باللغة اليابانية على الانترنت منذ عام 1999م. وفي مقال سابق (هل العالم يفهم السعودية؟) تم طرح عدد من المقترحات الجاهزة للتنفيذ للتعامل مع هذه المشكلة بشكل عملي ومؤسسي. كل ما نحتاجه هو قرار حازم وسريع لتفعيل الاستراتيجية السعودية العالمية في مجال الإعلام الخارجي وعلى الإنترنت... فهل نتحرك ونبادر قبل فوات الأوان؟
مشاركة :