رمضان... ماذا نحكي لك؟ | مقالات

  • 6/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بأي وجوه مكفهرة نستقبلك؟ بأي رايات منكسة ودموع مكبوتة وآهات مسروقة نرحب ونهلل بك؟ وأنت وسيلتنا الأخيرة للبياض وللشفاء وللانتصار على كل ما يحيط ويتربص بنا من شرور وخيبات. ماذا نحكي لك أيها الشهر الفضيل؟ وماذا نترك؟ هل نحكي لك عن تفجير بيوت الله التي كانت ملجأ ومأوى وحصناً للأمان؟ أم نحكي لك عن الشقاق والصراع والخلاف في البلد الواحد والبيت الواحد والأسرة والأخوة والأصحاب؟ هل نحكي لك عن تسييس الدين وتقطيعه وتطبيعه وتقسيمه ليتناسب مع الأهواء والمصالح والتوجهات؟ أم نحكي لك عن الفساد المستشري في نفوس تتقن المتاجرة بالدين والتسويق إعلامياً لقشور وصيحات عنف وسيطرة وإنسانية وإقصاء ﻻ تمت للدين بصلة وﻻ لسيرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم السمحة؟ كل عام نقول سنقابلك بظروف أفضل ونفوس أطيب وقلوب أصفى ونوايا أنقى، وﻻ نزال على الوعد، لكن الحياة تزداد تعقيداً واستهلاكاً وقسوة وتهديداً، ولكنك ستبقى دائماً فرصتنا الأجمل لتجميل أخلاقنا واستعادة الثقة بالخير وجدوى التمسك بالفضائل في زمن يحارب الجمال والخير. رمضان كريم. كريم لأنه عاد لنا رغم سوء أحوالنا وضعفنا... كريم لأنه لا يسأم من إعطائنا فرصاً متجددة للوصول بنا لشاطئ الأمان. رمضان كريم لأنه يستمر في إعطائنا كل هذا البياض والنور والطمأنينة. موزعة بالتساوي على كل واحد فينا.

مشاركة :