هل سألت نفسك وأنت صائم.. •• كم من البشر ظلمت..؟! •• وكم من العباد تضرر منك وعانى؟! •• وكم من الأحياء.. يذكرك بسوء كلما تردد اسمك.. ولماذا؟ •• وكم من الضعفاء.. انكسرت نفسه.. وأنت تتجاهله.. أو تقلل من شأنه.. أو تحقره؟ •• وكم من المقهورين.. قسوت عليه.. ونهبت حقوقه.. وأهنت كرامته.. وضاعفت جراحه؟ •• وكم من الأقوياء.. ضعفت وطأطأت رأسك أمامهم.. ولكنك لم تلبث أن "لعنتهم" بعد لحظات؟ •• وكم من الناس.. نافقت.. كذبت على نفسك وأنت تمدحه في وجهه.. وتذمه في قفاه؟ •• وكم من المفاسد ارتكبت.. دون أن يتحرك ضميرك.. أو تُحاسب نفسك.. أو تُعنفك رجولتك؟ •• وكم من الأخطاء ارتكبتها بحق سواك.. عن عمد وسبق إصرار؟ •• وكم نميمة حملتها.. وأشعتها.. ونقلتها عن غيرك زوراً.. وبهتاناً..؟ •• وكم مرة انتقمت من أُناس أبرياء.. وخسفت بهم الأرض.. ومارست عليهم مختلف أنواع الصلف والتجبّر دون وجه حق..؟! •• وكم حملت في داخل قلبك من أحقاد على من أحسن إليك.. وصنع فيك أكثر من معروف؟ •• بالله عليك أجبني.. •• كم مرة حاسبت.. وعاتبت نفسك.. وعنفتها؟ •• بل كم مرة.. مددت يدك لمن يريد العون منك وأنت على دراية تامة بأنه يستحق الوقوف معه ودعمه؟ •• وهل حدث في يوم من الأيام.. أن سألت نفسك عن أحد الفقراء.. أو المحتاجين.. إلى لقمة العيش الكريمة.. إلى المأوى الهادئ.. إلى الطمأنينة المفقودة؟! •• وهل سألت نفسك ذات يوم عن مصادر ثروتك.. ومدى وفائك بحقوق الزكاة عليك.. فقمت بإخراجها كاملة.. موفورة.. وحرصت على أن تصل إلى مستحقيها.. أقول مستحقيها دون غيرهم؟! •• وهل شعرت بالندم في يوم من الأيام.. ثم ماذا فعلت بعد شعورك هذا؟ •• هذه الأسئلة.. ومئات غيرها.. هل طرحتها على نفسك.. وكيف صرت بعدها.. وماالذي تغير في حياتك.. في تفكيرك.. في تعاملك..؟ •• سأفترض أن ذلك حدث بالفعل.. •• وإن جلدك للذات.. عالج كثيراً من الأخطاء.. والتصرفات.. •• وسوف أفترض أيضاً أن حياتك "الراهنة" مزيج من السعادة.. والرضى.. والشعور بالطمأنينة إلى أبعد الحدود.. لأن كثيراً من تلك الممارسات المجنونة.. أو السالبة.. قد جاءت عن غفلة منك.. وها أنت تصححها.. •• كل ذلك سأفترضه.. وأهنئك على أن مكنك الله من العودة إلى الصواب في شهر الخير والمثوبة والتوبة والمغفرة.. •• لكن.. إذا لم يحدث شيء من ذلك.. فإن عليك أن تتذكر وإن كان عفواً غفوراً.. إلا أنه يمهل ولا يهمل..؟ *** • ضمير مستتر: •• (طهارة النفس.. قبل طهارة الأبدان.. وصفاء الضمائر قبلهما وبعدهما).