مستقبلنا أهم من الغير - هاشم عبده هاشم

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

•• قلت يوم أمس الأول.. •• إن زيارة الأمير محمد بن سلمان المهمة.. لموسكو.. ولقاءه الرئيس بوتين وأركان حكومته.. جاءت في إطار توجه الملك سلمان بن عبدالعزيز نحو بناء دولة قوية بكل المقاييس مستفيدة من قدرتها وإمكاناتها ومصالح دول العالم الكبيرة معها في تحقيق هذه الغاية.. •• وأقول اليوم •• إنه ما كان علينا أن ننتظر حتى يطرق الخطر أبوابنا.. أو يدخل إلى مخادع نومنا.. •• لذلك فإنه إذا كان اللجوء إلى استخدام الطاقة الذرية كفيلا بتحقيق السلامة لنا.. لو من باب الردع.. وتحقيق التوازن في القوة في منطقتنا.. فلماذا نتأخر في ذلك.. ولا سيما في ظل وجود خطرين حقيقيين يحيطان بنا.. أولهما خطر اسرائيل بترسانتها النووية والعسكرية الهائلة.. وثانيهما.. خطر إيران الذي يجد مباركة من الدول التي كان يتوجب عليها أن تكبح جماح عنفوانها وتدخلاتها في المنطقة بدل أن تشجعها على امتلاك أسلحة الدمار الشامل ومباركتها في ذلك.. •• وأضيف إلى ذلك.. •• ان زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المرتقبة لروسيا تلبية لدعوة خاصة من الرئيس بوتين في المستقبل.. يجري الإعداد لها الآن بعناية شديدة.. لكي تكون ملمحاً من ملامح تشكيل مستقبل المنطقة.. ومعالجة بعض الفجوات الموجودة في التعامل الدولي مع قضايا المنطقة.. حتى تساعد هذه الزيارة على وضع حد قوي للتوترات التي أوجدتها سياسات "الفوضى العبثية وليست الخلاقة.." ووضع أسس وقواعد جديدة لعلاقات متكافئة.. وواضحة.. وقوية.. بين دولنا العربية وبين سائر دول العالم وفي مقدمتها روسيا.. والولايات المتحدة الأمريكية.. والصين.. بصورة اساسية ومحورية.. •• وفي هذا الإطار تأتي أهمية زيارة وزير الطاقة الروسي "الكسندر نوفاك" للمملكة في شهر اكتوبر القادم واجتماعه بنظيره السعودي علي النعيمي.. لبحث مختلف الجوانب المتصلة بالتعاون والتنسيق بين البلدين في المجال البترولي باعتبار المملكة أول وأكبر منتج في العالم تليها روسيا.. وفي ظل تزايد الحاجة إلى تنسيق الدولتين باعتبارهما الاكبر انتاجاً من دول أوبك وخارجها.. وبالذات في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها روسيا بسبب المقاطعة الدولية الراهنة.. وتضارب المصالح والسياسات بينها وبين دول أوروبا وأميركا بعد تصاعد أحداث "أوكرانيا".. •• كل ذلك سوف يمثل أرضية ملائمة للعمل الثنائي الفعال على المستويات النفطية والأمنية والسياسية والتجارية وتبادل المصالح بصورة اكبر.. وبما سيؤدي بكل تأكيد إلى تغيير ملموس في خارطة الأحداث بإقليم الشرق الأوسط.. وتحديداً تجاه الوضع في كل من سورية والعراق واليمن.. لإدراك موسكو القوي بأن مصالحها معنا أهم وأوسع من مصالحها مع إيران من جهة.. وكذلك مع الأنظمة المهزوزة الأخرى في الإقليم. •• وإذا كان هناك من يعتقد أن فرص إقامة منظومة تحالفات جديدة في المنطقة ضعيفة أو محدودة.. أو انه يرى أن ثمنها سيكون باهظاً في المستقبل المنظور أو المتوسط أو البعيد.. فإن عليه ان يُدرك أننا – في المملكة نضع حساباً لكل صغيرة وكبيرة.. وأنه لا تغيب عنا التفاصيل.. ولا نهمل ردودا للفعل الجانبية لمثل هذه التوجهات الجديدة.. لا سيما وأن روسيا تحتاج إلينا كثيراً.. •• وعلى أي حال فإن أي احتمالات أخرى.. تترتب على هذه التوجهات لن تكون أسوأ من الخطر الداهم الذي سيؤدي إليه الاتفاق النووي مع إيران رغم التطمينات التي لا تُغني ولا تسمن من جوع.. • ضمير مستتر : •• لا مكان للضعفاء في زمن التكتلات القوية.. القائمة على مصالح حقيقية مشتركة ونوايا مخلصة وصادقة تحترم الحقوق والكرامات..

مشاركة :